بسم الله والحمد لله خالصاً إذ رزقنا معرفة وإتباع صفوته وأنوار هدايته وينابيع رحمته حبيبه المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا وأخواتنا وأهلاً بكم في حلقة اليوم من لقاءاتنا المتجددة في رحاب الشعر الذي يحبه الله ورسوله صلى الله عليه وآله.
في هذا اللقاء نتابع أيها الأعزاء جولتنا في رحاب آثار الملحمة الحسينية في النتاجات الأدبية لغير أتباع مدرسة الثقلين القرآن والعترة الطاهرة – عليهم السلام -.
وقد إخترنا لكم اليوم قصيدة حسينية لأحد علماء المذهب الأباضي هو الأديب العالم الشيخ هلال بن بدر البوسعيدي، وهو من مواليد العاصمة العمانية مسقط سنة ۱۳۱٤ للهجرة وقد تلقى علومه على أيدي علمائها الأباضيين ثم تولى مناصب عدة منها رئاسة أول بلدية أنشأت في مسقط عام ۱۳۷٤ للهجرة، وقد أصبح سكرتيراً خاصاً لسلطان عمان الأسبق سعيد بن تيمور، ثم إعتزل العمل حتى وفاته سنة ۱۳۸٥ للهجرة.
وتتميز قصيدة هذا العالم الإباضي بغلبة المدح العقائدي لسيد الشهداء – صلوات الله عليه – منها وصفه بوارث (سر الأنبياء) عليهم السلام، وآية الحق وكنز أسرار العلوم، وكذلك التأكيد على الجامعية الحسينية بين الشجاعة المبدأية والسياسة الإلهية.. نقرأ لكم هذه القصيدة التي إخترنا لها عنوان (آية الحق)، فابقوا معنا مشكورين.
قال العالم الإباضي الأديب هلال بن بدر البوسعيدي مبتدأ بذكر واقعة الطف:
روع الكون وادلهم السماء
يوم ضجت بخطبها كربلاء
يالخطب من دونه كل خطب
ومصاب قد عز فيه العزاء
لبس الدهر فيه ثوب حداد
فهووالدهر ما له انضاء
ليت شعري وهل يبلغني الشعر
مقاما يجود فيه الرثاء
انما غايتي رثاء امام
يقصر الشعر عنه والشعراء
سبط خير الانام والصفوة الكبرى
أبوه وأمه الزهراء
كنز سر العلوم مذ لقنته
وهو في المهد سرها الانبياء
بطل حازم أبي كمي
أريحي منزه وضاء
خذلته العراق لما استبانت
آية الحق وهي منها براء
وبكته من بعد ذاك طويلا
بعدغيض الدموع منها الدماء
ويتابع العالم الإباضي الأديب المسقطي هلال بن بدر مديحته الحسينية بإشارات لطيفة إلى الشجاعة والإباء وسائر الخصال الكريمة التي تجلت في سيد الشهداء – عليه السلام – فقال رحمه الله:
موقف للحسين جل عن الوصف
ولم ترو مثله الامناء
سار نحو العراق يزحف نحو
الموت تحدوه عزة قعساء
ضربت حوله العداة نطاقا
مزقته بعزمها الخلصاء
قادة حرب ان لظى الحرب شبت
ولدى السلم ساسة خطباء
لهف نفسي على ليوث تصدت
لعديد ما ان له احصاء
ثبتت في مواقف الموت حتى
فنيت، والفناء منها وفاء
جدد الحرب بعد ذاك أخو الحرب
وما كل عزمه المضاء
أم نحو الصفوف ظمآن صاد
ويل أم العدو لولا الظماء
وقضى بينها فخر صريعا
وعليه من الجلال رداء
ان صرعى الطفوف لا شك عندي
أنهم عند ربهم أحياء
عجبا يقتل الحسين وتبقى
في هناء من بعده الاشقياء
وتضام الاباة ان طلبوا الحق
وتسبى من الخدور النساء
النساء المطهرات من العيب
اللواتي شعارهن الحياء
لا رعى الله يا حسين زمانا
أخذت فيه ثارها الاعداء
قاتل الله من أمية فردا
كمنت في ضميره الشحناء
بأبي الطاهر الزكي ونفسي
وبيوم طالبت به الظلماء
فصلاة من الاله عليه
وسلام ورحمة وثناء
كانت هذه مستمعينا الأفاضل قصيدة العالم الأديب الشيخ هلال بن بدر البوسعيدي المسقطي من علماء المذهب الإباضي في عمان في القرن الهجري الرابع عشر والمتوفى سنة ۱۳۸٥ للهجرة، وقد قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)ن نشكر لكم أيها الأطائب طيب المتابعة، ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم بألف خير.