بسم الله والحمد لله الذي أكمل دينه الذي ارتضاه لعباده وأتم نعمته على الخلائق أجمعين بولاية سيد الوصيين علي المرتضى صلوات الله وتحياته على سيده وأخيه الحبيب المصطفى وعليه وآلهما مصابيح الهدى.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته أطيب تحية نحييكم بها في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نتقرب الى الله عزوجل فيها بقراءة إثنتين من المدائح العلوية تصور الأولى بلغة الأدب الصادق مشهد الإعلان النبوي بأمر الله لولاية الوصي المرتضى في يوم الغدير الخالد، ساعية لإستلهام الدروس العقائدية والسلوكية منها، أما الثانية ففيها إشارات إلى خصائص البلاغة العلوية التي ضم بعض أنوارها كتاب نهج البلاغة.
عنوان القصيدة الأولى هو (شذى الغدير) أما الثانية فعنوانها هو (إمام البلاغة) وكلاهما من إنشاء الأديب الولائي المعاصر العالم الفاضل سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي إخترناهما من ديوانه المطبوع تحت عنوان (مرآة الشعور)، تابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الأكارم بقصيدة (شذى الغدير) وفيها يقول أديبنا العاملي:
روحي لآهك يا علي فداء
يا سيداً سجدت له العلياء
يا نور رب العرش يا أسماءه
لمشيئة الجبار أنت وعاء
ما الخلق ما الإبراء ما الإحياء إن
كان الإله لما تشاء يشاء
يا كاف (كن) يا نونها يا نقطة الـ
ــــباء التي حارت بها الحكماء
يا من به الرحمن شرف بيته
فالكعبة الغرا به غراء
ها قد أتى يوم الغدير يزفه
نغم التبري والنشيد ولاء
يوم به الرحمن قال لأحمد:
(بلغ) وإلا ما فعلت هباء
بلغ ولا تخش الأنام فإنني
لك يا محمد عصامة ووقاء
الشمس في كبد السماء توهجت
وكلذع جمر كانت الصحراء
عودوا إلى حيث الغدير تجمعوا
يا مسلمون!! علا بذاك نداء
فأتوا جميعاً والنواظر ذهل
والفكر حار ولسنهم خرساء
وإذا بخير الكائات محمد
يعلو على الأقتاب (يا زهراء)
وبكفه كف الوصي المرتضى
رفعتع فتحت نعاله الجوزاء
لتفجر الصمت المخيم خطبه
خشعت لها أسماعهم عصماء
هذا علي وارثي وخليفتي
وهو الوصي وولده النجباء
المهتدي من جاءني بولائهم
فهم سبيل الحق والأمناء
أولست أولى منكم بنفوسكم؟
قالوا: بلى، وتزايد الإصغاء
من كنت مولاه فهذا المرتضى
مولاه نص ليس فيه خفاء
يجزى مواليه الجنان كرامة
ولخصمه نار الجحيم جزاء
كانت هذه أيها الإخوة والأخوات قصيدة (شذى الغدير) ومنها ننقلكم إلى قصيدة (إمام البلاغة) وهي على قصرها قوية التأثير في ترسيخ محبة أميرالمؤمنين – عليه السلام – في القلوب يميزها جميل تصوير منشؤها سماحة الشيخ أحمد الدر للإبتسامة العلوية، قال حفظه الله:
أهداب جفنك أم محدد أسهم
وصقيل حد أم هي الألحاظ
يا سالباً عقلي بمبسم ثغره
وصلاً، فهجرك في الفؤاد شواظ
أنشدت فيك الشعر كي يحلو فما
بسوى مديحك تعذب الألفاظ
بل أعذب الألفاظ منك اختارها الـ
ـبلغاء والخطباء والوعاظ
قد صغت من خطب عقود لآلئ
فهي المتون وهم لها حفاظ
نهج البلاغة فاق كل بلاغة
أين الألى افتخروا؟ وأين عكاظ؟
قل للذي عاداه يجرع كيده
فالجهل من رب الحجى يغتاظ
أطيب الشكر لمستمعينا الأطائب على طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) خصصناها لمديحتين علويتين للأديب الولائي المعاصر سماحة الشيخ الفاضل أحمد الدر العاملي وردتا في ديوانه (مرآة الشعور).
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران تقبلوا خالص الدعوات وفي أمان الله.