بسم الله وله الحمد متواتراً خالصاً إذ رزقنا مودة من بحبهم تتطهر القلوب من الظلم والرجس والشرك أدلته لعباده على توحيده وأبواب رحمته وسفن نجاته حبيبه المبعوث رحمة للعالمين وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركات.. ثلاث من المدائح الرضوية إخترناها للقاء اليوم من مدائح الأنوار، وهي من الرضويات الغراء التي يجمعها صدق مشاعر المحبة والمودة لوارث الرأفة المحمدية ونبع الحنان الفاطمي والناطق بالتوحيد العلوي الشامخ مولانا الإمام الصديق الشهيد المرتضى علي بن موسى الرضا – صلوات الله عليه -.
وفي هذه القصائد على قصرها إشارات عرفانية بليغة وعميقة في بيان أثر محبة الرضا والتوسل به – عليه السلام – إلى الله عزوجل في الإستعداد لتلقي الفيض الرباني الجزيل.
وهي من إنشاء أخينا الأديب الولائي المعاصر حميد عبد الحسين الحائري – حفظه الله – تابعونا على بركة الله.
يقول أديبنا الولائي الأخ الحائري في أولى رضوياته الحبية:
ساقي التوحيد من مشكاة نور
كأسك الأوفى نقاء وطهور
يا رضا المنان يا رضوانه
أكبر يذهل عن حور القصور
النور شرابه طهور
فأسقني منه سحوراً وفطور
صام قلبي عن سواه فأسقني
منه رياً منعشاً ينفي الفتور
ميت لولاه إني فأسقني
هو زادي في حياتي والنشور
هو ري الروح مذ هامت به
أنبتت في النفس للطهر زهور
سبح القلب به مبتهجاً
فأسقه البهجة يا رب السرور
هو أنس النفس تزكو بالهوى
وضياها في دياجي الغرور
هو نور أبصر القلب به
جنة الله ورضوان الحبور
روحه صار لقاك فأسقه
حبك النور شراباً طهور
ومن هذه المديحة الرضوية التي تشمل على إشارة لطيفة إلى دور الولاء في الإيصال إلى التوحيد الخالص ننقلكم إلى مديحة رضوية ثانية تختم بإشارة مماثلة وتبدأ بإشارة لطيفة إلى الزيارة من البعد، يقول أديبنا الأخ حميد الحائري:
يا قاصداً قبر الرضا
بقلبك الشغوف
سل الرضا بحر الندى
أرأف من رؤوف
فهاهنا محيا الرجا
ومأمن اللهوف
إن قطعت سبل النجا
أو هالك المخوف
إن أجدبت كل الربى
وغيب المعروف
فاستسقه غيث السما
بأمه العطوف
يأتي العطا ولن ترى
من ربه عزوف
إن أظلمت شمس الضحى
والبدر في خسوف
فهاهنا شمس الرضا
قاهرة الكسوف
إن هدنا داء البلا
وماله كشوف
فهاهنا مشفى الرضا
يشفي من الحتوف
فلا تقل حكم القضا
حتم بلا صروف
رب الرضا رب القضا
ما خيب اللهوف
كل الهنا لمن أتى
وليه الرؤوف
وتتميز المديحة الرضوية الثالثة التي أنشأها الأخ حميد الحائري بجميل تصويرها لآثار مودة أولياء الله الصادقين في التطهر من الذنوب والتقرب إلى الله عزوجل، قال حفظه الله:
أبلغ سلامي الرضا
يا طائر الحب
تحية في لبها
تهليلة الرب
أهدي له شهد الولا
صفواً من القلب
مزاجه من مهجتي
أمنية القرب
فقربه كل المنى
للعاشق الصب
وحبه أزكى الهوى
طهر من الذنب
ووده لب النهى
دان له لبي
عشق الرضا دين بلا
شك ولا ريب
حريمه دار الشفا
من معجز الطب
صحن الرضا بيت اللقا
في جنة الرب
وذكره ورد الوفا
يروي به قلبي
وريه غيث السما
يحي من الجدب
غيث الرضا ملأ الفضا
بالعطر والخصب
نور الرضا قتل الدجى
في كونه الرحب
إن مسني ضر البلا
بالعسر والخطب
ناديت يا رب العلى
لطف الرضا حسبي
ناجيته حبي الرضا
يا كاشف الكرب
إن صدني عنك النوى
لجأت للندب
أنحلني الشوق ألا
من نظرة تربي
وأنت يا لطف الهدى
أرأف بالصب
كفاك تزجي بالندى
من نبعك العذب
فأمنن بوصلك والرضا
يا ضامن الحب
وبهذا ننهي من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) خصصناه لثلاث من المدائح الرضوية للأديب الولائي المعاصر الأخ حميد عبد الحسين الحائري.. نشكر لكم أيها الأطائب طيب المتابعة وفي أمان الله.