بسم الله وله أجمل الحمد والثناء إذ جعلنا من أئمة سيد الأنبياء الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار.
السلام عليكم أيها الكرام وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج..
المتابع لسيرة النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – والقارئ لصحاح أحاديثه الشريفة بعين التجرد والإنصاف، يلاحظ بوضوح شدة إهتمام النبي الذي لا ينطق عن الهوى وبأمر من ربه الجليل تبارك وتعالى، بتعريف الأمة بمنزلة وصيه المرتضى – عليه السلام – من خلال مئات النصوص المبينة لخصائصه والتي رواها علماء المسلمين من مختلف الفرق والإتجاهات.
والهدف من ذلك واضح هو أن يجعل – صلى الله عليه وآله – لأمته مناراً من بعده يهديهم إلى سنته النقية ورسالته الإلهية البعيدة عن تحريفات أئمة الضلال ولكي لا يستطيع إطفاء نوره الإلهي كل مساعي اعدائه، ولذلك فشلت كل جهود طواغيت الحكم الأموي في هذا الإطار رغم أنه إشتملت على سب أمير المؤمنين على المنابر طوال سبعين عاماً من حكمهم.
وهذه الحقيقة يجليها بلغة الشعر الصادق أخونا الأديب الولائي الفاضل سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي في قصيدة عنوانها (علي الصفات) نقرأ لكم بعض أبياتها فتابعونا مشكورين.
جفوت الشعر أم جف الشعور
وكفك في رحى المعنى تدور
تقول الشعر قد أضحى عقيماً
وما في نظمه إلا سطور
ترى الألفاظ لا تبدي المعاني
ولا الأوزان تحويها بحور
وشعرك قد سرى بين البرايا
كما النسمات ميزها العبير
فكيف غدا عقيماً لست أدري
أجاب الشعر أعقمه الأمير
أليس الله سماه علياً
فمهما قلت أخجلني القصور
أحاول رسمه بالحرف شعراً
دواتي الفكر والقلم الشعور
أغوص ببحر صورته ذهولاً
فأنى رمت رد الطرف نور
وأجهد كي أرى الأعمال آناً
ولكن كلما أدنو تغور
أعود مجرجراً ذيل انهزامي
وأدرك أنه سر مسور
ومع هذا يفيض النظم حسناً
وتثلج عندما يتلى صدور
وليس الحسن في نظمي ولكن
حلا لما إليه غدا يشير
وفي مقاطع أخرى من قصيدته يشير سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي إلى مواقف الطغيان الأموي من الإمام علي – عليه السلام – فيقول في بعضها:
أجيل الطرف في التاريخ ظناً
بأن هواته جم غفير
لأن الحسن يأسر كل قلب
ولا يزري به إلا الحقير
فدع شعري يمرمر أهل نصب
لهم مسرى معاوية مسير
إذا ذكرت مناقب آل طه
غلت بالغيظ والحقد الصدور
وإن عدت مثالب آل صخر
تمنوا لو تضمهم القبور
فلا تعجب إذا سبوا عليا
فوجه الله يشتمه الكفور
ولا تعجب لقتلهم حسيناً
يهون الظلم إن مات الضمير
وددت بأن أعدد كل فضل
رحاه على أبي حسن تدور
أجلت الطرف في الأخبار آناً
لأدرك أن مأمولي عسير
فعد خصاله أمر محال
على أعتابه سجد القصور
فكل فضيلة رويت بإصل
علي لا سواه لها أمير
لهذا اخترت نصاً صح نقلاً
وفي طياته أمر خطير
غداة أتى فلان مع فلان
لخطبة فاطم وأبى البشير
وأوحى الله زوجها علياً
فيا أعداه بالغيظ استطيروا
علي لست أشرك في هواه
فليس له شبيه أو نظير
يقال غلا ولم يعرف عذولي
بأن قصائدي جهل يسير
لقد كفر المقالي والمغالي
وكل حظه غداً السعير
وما عجبي لغال بل لقال
إذا ذكر الوصي قلىً يثور
إذا اعتذر المغالي يوم حشر
بأن جمال حيدرة محير
بربك أي عذر للمقالي
ترى بغض الجمال له عذير؟
علي لم يكن رباً ولكن
جمال الله فيه له ظهور
كانت هذه مستمعينا الأكارم طائفة من أبيات قصيدة (علي الصفات) وهي في مدح الوصي المرتضى الإمام علي أمير المؤمنين – عليه السلام – من إنشاء الأديب الولائي الفاضل سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي، نشكر لكم طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) ولكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات، دمتم بخير وبركات.