بسم الله وله الحمد الخالص إذ جعلنا من أهل المودة والموالاة والإستنارة بشموس نور المبين سراجه المبعوث رحمة للعالمين وآله مصابيح الهدى المطهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، تحية الأمن والإيمان مزينة بالرحمة من الله والبركات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية.
(محبوب الإله) و(جف البراع) هما عنوان القصيدتين اللتين أعددناهما لكم في هذا اللقاء، وفي الأولى ثمرة ترسيخ محبة سيد من جعل حبهم حباً له الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – وفي الثانية عملاً بالأمر القرآني في ابتغاء الوسلية إلى الله، وفيها توسل دعائي بنفس المصطفى ووصيه المرتضى وخلييفته في المؤمنين الإمام علي – عليه السلام – وكلاهما نقرأهما لكم من ديوان (مرآة الشعور) للأديب الولائي المبدع سماحة الشيخ أحمد الدر العاملي، تابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الأكارم بمديحة (محبوب الإله) التي أنشأها سماحة الشيخ أحمد العاملي في المولد النبوي الشريف، حيث قال:
آنَ الأوانُ فَلَمْلِمي شَذَرَ الضِّياءْ
يا شمسُ واحتفظي بشيءٍ من حَيَاءْ
فلقد تجلَّى في سَمَانا كوكبٌ
ما أنتِ منه سوى كنَقْطٍ في سماءْ
هو كوكبٌ كلُّ الكواكبِ ظلُّهُ
لولا سناهُ لما رأيتِ لها سَنَاءْ
هو كوكبٌ نورُ الإلهِ ضياؤُهُ
وإليه يُنمى ما سواهُ من الضِّياءْ
أبدى الإلهُ بصنعِهِ إبداعَهُ
فبِهِ تجلَّى كَنْزُهُ بعدَ الخفاءْ
وأراده محبوبَهُ دونَ الورى
وكما أحبَّ بأن يراهُ قضى وَشَاءْ
. فَحَباهُ شَطْرَ صفاتِهِ بل كلَّها
إلا صفاتِ الذَّاتِ وامتلأ الوعاءْ
ماذا يقولُ الواصفونَ ونُورُهُ
ما بَانَ مِنهُ سِوى سنا سِترِ البهاءْ
إنْ أدْرَكَ الأزريُّ ذِروةَ مَدْحِهِ
فَبِمَا سَيَمدَحُهُ لو انكشفَ الغِطَاءْ؟!
وَلِكَونهِ جَمَعَ المَحَامِدَ كُلَّها
سمَّاهُ ربُّ الكونِ (أحمدَ) في السَّماءْ
في ليلةِ الميلادِ أرَّقني الجوى
ولهيبُ نار الشَّوق أجَّجهُ الوَلاءْ
أغْمَضْتُ جفني كي أرَدِّدَ إسمَهُ
وأذوبَ في سرِّ القداسةِ والصَّفاءْ
وروى الفؤادُ ظِماهُ من أوصافِهِ
فهي التي أظمتْهُ، وهي له الرِّواءْ!!
تَمْتَمتُ أروعَ آيةٍ صلَّى الإلهُ
على النَّبيِّ محمَّدٍ والأوصياءْ
أيها الإخوة والأخوات وقبل أن ننتقل إلى القصيدة الثانية نشير إلى ما ذكره الشيخ أحمد الدر العاملي من كونه قد قرأ هذه المديحة النبوية بمحضر المرجع الديني الجليل آية الله الشيخ الوحيد الخراساني بتأريخ ۱۷/ربيع الأول/ سنة ۱٤۲۸ للهجرة، عندما تشرف الشيخ أحمد بلبس عمامة طلب العلم الديني، وفي ذلك إشارة لطيفة إلى أن إختيار ذكرى المولد النبوي لبدء رحلة طلب العلم الديني تذكرة مستمرة بطلبه على ضوء المنهج المحمدي النقي ونقرأ من ديوان (مرآة الشعور) جميل تصويره للإمتزاج الأصيل بين الولاية والتوحيد الخالص حيث يقول في مدح الوصي المرتضى تحت عنوان (جف اليراع):
يممت قلبي شطر وجه الواحد
وشددت رحلي نحو مجد خالد
ووقفت أتلو في ثناه قصائجي
ومدامعي قد عفرت وجناتي
ما خاب يوماً بالإله توسلي
إن كان مفتاح التوسل يا علي
بعداً لذي جهل بذا مستشكل
ترك الدليل لأوهن الشبهات
أكـ (هل أتى) في من سواه هل نزل
أم من به دين الإله قد اكتمل؟
ومن المشار إليه في (خيرالعمل)
وبدونه لا خير في الطاعات؟!
حار الحجى في فهم سر كماله
والكون عبد عند ترب نعاله
نفس النبي بحسنه وجماله
وتضيق عن توصيفه كلماتي
الله سواه فليس كمثله
شيء ومظهر عدله في عدله
كل الفضائل رشحة من فضله
سبحان مبدع آية الآيات
أخرى ستارة نوره دون البشر
فهو المنزه أن تحيط به الفكر
والعقل حار ببعض ما منه ظهر
جف اليراع؛ فأرسلوا الصلوات
اللهم صل على محمد وآله الطيبين الطاهرين صلاة نامية متنامية مباركة، وبهذا ننهي أيها الإخوة والأخوات حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) خصصناه لقصيدتين في مدح النبي المصطفى ووصيه المرتضى عليهما وآلهما أفضل الصلاة والسلام من إنشاء الأديب الولائي المعاصر سماحة الشيخ أحمد ألدر العاملي.
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران أطيب الشكر على طيب المتابعة ودمتم في أطيب الأوقات.