بسم الله وله الحمد والثناء ذي الفضل والنعماء، والصلاة والسلام على كنوز رحمته وهداه ومعادن حكمته ونداه حبيبه المبعوث رحمة للعالمين وأهل بيته الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات، لكم منا أطيب تحية نهديها في مطلع اللقاء من هذا البرنامج.
(في رحاب البتول) هو – أعزاءنا – عنوان قصيدة أنشأها أخونا الأديب الولائي المعاصر الأستاذ ناجي الحرز في مدح سيدة نساء العالمين الزهراء البتول – عليها السلام – وقد إخترناها للقاء اليوم من هذا البرنامج كنموذج للأديب الولائي الذي ينطلق في مدح أهل بيت الرحمة المحمدية من منطلق السعي لإستلهام دروس الحياة الطيبة الكريمة من سيرهم صلوات الله عليهم.
والصديقة الزهراء – عليها السلام – هي التي اتخذها أئمة العترة المحمدية جميعاً أسوة لهم في صبرها وهداها كما يشير لذلك قول مولانا إمام العصر المهدي - عجل الله فرجه – المروي في كتاب كمال الدين حيث يقول: (ولي في بنت رسول الله أسوة).
من هنا كانت – صلوات الله عليها – أسوة وقدوة لجميع المؤمنات والمؤمنين وهذا ما يسعى التذكير به الأستاذ ناجي الحرز في مديحته التالية.
قال حفظه الله:
ثمان وعشر من السنوات
أضاءت بنورك عمر الحياة
أفاطم يا أم خير البنين
ويا بنت خير الذرى الشامخات
من الخلد موهبة للنبي
براك الإله العظيم الهبات
فلما تفتحت كالزهر في ال
رياض الإلهية المشمسات
تلقتيت من نور طه أبيك ال
شعاع الذي أخجل النيرات
فأترعت منه الصوى بالبريق
وأثقلت منه الخطى بالثبات
وطرزت حلم الرمال العتيق
بفيض ليالي الهدى المقمرات
فكنت المنارة للسالكين
على منهج الحق درب النجاة
وكنت الهداية للمهتدين
وكنت الدليل لركب الهداة
وأسقتك أمك بنت الحنيف
لبان التعالي عن المغريات
وغذتك بالصدق صدق الوفاء
مع الله يالهدى الأمهات
وصاغتك للطهر رمزاً أغار
قلوب الملائك في الصومعات
فألزمت نفسك أن يستتم..
بمنهجك الطهر للمسلمات
فكنت يداً فصلت بالعفاف
وحاكت رداء التقى للبنات
وكنت الجمال وكنت الكمال
وكنت السعادة للمؤمنات
ولما تنزل أمر اصطفائ
ك زوجاً لخير فتي فتاة
ومازج نور النبوة نور ال
إمامة وانداحت المكرمات
توسطت بين علي وأحم
د تستلهمين دروس الحياة
فنلت من الهدي ما لم يصله
وما لم ينله جميع الرواة
وأصبح مصحفك الفصيل ال
ذي تكشفين به الشبهات
فكنت السحاب الثقال الذي
تفجر في لهوات الصداة
فأحيا القلوب التي أوشكت
تكون حصىً من حصى الفلوات
وفي روح شبليك ذاب الفداء
فشبا كما تنهض العاصفات
رأوك هناك بجنب الوصي
غداة تكالب أهل الترات
رأوك نفيراً تكاد تفص
م في قبضتيه عرى الراسيات
فكنت انتفاضة جذر السلام ال
ذي علم الأرض هز الطغاة
وكنت المعين الذي أورقت
على ضفتيه سيوف الأباة
حنانيك خير نسا العالمين
من الأوليات إلى الأخريات
فماذا عسى قائل أن يقول
وأنت تجاوزت كل اللغات
هو الصمت في حضرة الخالدين
مجال، فقد ضاقت المفردات
جزى الله خير الجزاء الأديب الولائي المعاصر الأستاذ ناجي داوود الحرز، على هذه القصيدة الغراء التي أنشأها في مدح سيدة نساء العالمين وأسوة المؤمنات والمؤمنين والحجج الطاهرين مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام.
وقد قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.