بسم الله وله خالص الحمد إذ أنعم علينا إذ جعلنا من أمة سيد النبيين المصطفى وشيعة سيد الوصيين المرتضى – عليهما وعلى آلهما الطيبين أفضل وأكمل وأتم صلوات الله وتحياته وبركاته في كل حين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته، أطيب تحية نهديها لكم شاكرين لكم إختياركم الإستماع لبرنامجكم (مدائح الأنوار).
أيها الأكارم، كانت الولاية كمال الدين الذي ارتضاه الله لعباده وتمام النعمة التي أنعم بها الله عزوجل على الخلائق أجمعين، إذ جعل إستمرار نهج المبعوث رحمة للعالمين بولاية أخيه المرتضى وولده الطاهرين.
والتذكير بهذه الحقيقة العقائدية المهمة هو ما نرومه مما اختاره لكم في هذا اللقاء وهما نفختان من المكارم المحمدية وأخرى غديرية، وكلاهما من إنشاء أحد أعلام الأدب الولائي في الإحساء، إنه أخونا الأديب المبدع الأستاذ ناجي داوود الحرز.
نبدأ بنفحة المحمدية فنقرأ من ديوان الوسيلة قول الأديب الحرز مادحاً رسول الله صلى الله عليه وآله:
حلقت بالفكر في عليائه زمنا
فعدت أرتحل الإعياء والوهنا
وجلت بالكلمات البيض في كنف
أعده الله – محمودا – لها سكنا
فنازعتني النجوم الزهر ما اختزنت
حقائبي ترتوي من ضوئهن سنا
وفجرت نفثات السحر من شفتي
فأسرع الكون يجثو حولها أذنا
وماج في قلبي الإيمان فانطلقت
مناهل الود من أسراره علنا
ودار حول الشواطي الظامئون كما
هفا المشوق لميعاد الهوى فدنا
وكيف لا تقبل الدنيا على قبس
نديره من جلال المصطفى شجنا؟
وهو الذي ما احتسى من ورده نهم
إلا وأبصر صافي غيره أجنا
وأنزل الرحل في أفيائه شغفاً
لا يبتغي غير جنات الهدى وطنا
وهذه يا رسول الله خاطرتي
أنزلتها روضة قدسية فننا
فتارة أرقب الإسلام بازغة
شموسه تبعث الأشياء والزمنا
وتارة أتبع التحرير زاحفة
بنوده لم تدع رجساً ولا وثنا
وتارة ألمس الإيمان منهمراً
على القلوب كما حنت له مزنا
أما القلوب التي أعطتك مقودها
أعطيتها كل ما تسعى له ثمنا
فأصبحت والمنى في كفها خضل
لما تدلى عليها من يديك جنى
هي السعادة ما أرسلت تمنحه
- يا خاتم الأنبياء المرسلين – لنا
وكم ركبت إلينا مركباً خشنا
وكم تكبدت في إيصالنا محنا
وكم عرفناك في أعيادنا فرحا
وكم جهلناك في أعناقنا مننا
وتحت عنوان (نفحة غديرية) نقرأ للأديب ناجي الحرز وهو يصور رحلة معنوية عبر التأريخ يتوجه فيها مع وفد من منطقته الإحساء إلى غدير خم، فيقول:
حييت يومك يا خدين فؤادي
بشجى القصيد ونغمة الإنشاد
ولبست من أنوار عيدك حلة
تزهو علي بأعظم الأعياد
نوراً على نور تشع وعزة
عظمى بنيت بمجدها أمجادي
وأتيت في وفد من الأحساء يا
مولاي حيث غدا النبي ينادي
من كنت مولاه فإن وليه
هذا، بأمر مثبت الأطواد
أخذاً بكفك (يا علي) إشارة
للناس فيك إلى الإمام الهادي
عطفاً أبا الحسنين إن قلوبنا
ما عاقها زمن عن الميعاد
أبداً ولا وقفت لها بطريقكم
دون اللقاء حواجز الأجساد
ما فاتها يوم الغدير فرفرفت
تهفو لأقدس منية ومراد
عشقاً وزاحمت الألوف لتحتظي
بيمين إخلاص وكف سداد
يا خم يا واد شهدت لقاءنا
لاقتك ساكبة الحيا من واد
وتنفست بعطور (حيدر) نفخة
لثراك صوب أحبتي وبلادي
فوعزة الجبار ليس لمسلم
شرف بغير ولاية الأمجاد
آل النبي وعروة الله التي
للممسكين بها سبيل رشاد
فاشهد بأني يا زمان تخذتهم
نوري ونهجي في الحياة وزادي
صلى عليهم بارئ الأكوان ما
تليت لساداتي عهود ودادي
مستمعينا الأعزة، هذه النفحة الغديرية هي للأديب الولائي الأستاذ ناجي الحرز من أعلام الأدب الولائي في الإحساء، قرأنا لكم مع نفحة من المكارم المحمدية ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.