بسم الله وله الحمد الخالص الحميد المحمود تبارك وتعالى رب العالمين وأطيب صلوات الله وتحياته وبركاته على مشارق نوره المبين البشير النذير والسراج المنير محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم مستمعين الأطائب ورحمة الله وبركاته..
إشتملت سيرة أهل بيت النبوة – عليهم السلام – على التعريف بكل ما يحتاجه الإنسان من عوامل النهضة الفردية والإجتماعية؛ هذه الحقيقة البديهية بحكم كثرة الأحاديث الشريفة هي الدعوة التي يهتف بها قلب الأستاذ ناجي الحرز وهو ينشأ المديحة التالية لسيد المرسلين صلى الله عليه وآله.
ومن محاسن هذه القصيدة – مستمعينا الأفاضل – جميل الجمع بين بهجة الإفتخار بكوننا من أمة النبي الأكرم وشيعة عترته صلوات الله عليهم أجمعين، وبين قوة النقد الذاتي لأي شكل من أشكال التخلف عن إتباعهم وعن منهجهم النهضوي والتكاملي للفرد والمجتمع؛ وهذه هي حقيقة التشيع الصادق.
هذه القصيدة نقرأها لكم من (ديوان الوسيلة) وقد ذكر فيه أنها من أوائل ما أنشأ الأستاذ ناجي الحرز في مدح أهل البيت – عليهم السلام – والأستاذ ناجي هو من أعلام أدباء الولاء المعاصرين وقد ولد في الإحساء سنة ۱۳۷۹ للهجرة النبوية المباركة.
قال الأديب المبدع الأستاذ ناجي بن داوود الحرز:
طرقنا دار (ليلى) مصبحينا
نناشدها فتأبى أن تبينا
نسحّ الدمع عل الدار ترثى
لنا فتخبر الخبر اليقينا
أما لاح الضياء لناظريه
ضيا خير الخلائق أجمعينا؟
فهذا أحمد كالشمس أضحت
فما أبقت شكوكاً أو ظنونا
تفجر نوره القدسي نصراً
وفتحاً في الضمائر مستبينا
يزحزح ظلمة رزحت فأوهت
عرى التوحيد في الدنيا سنينا
ويجبه صامداً غارات قوم
على وأد الحقيقة عازمينا
وقد آواه من نطقت شفاه
بذكر الله إيماناً يقينا
فسجلها له الرحمن ذكراً
عبوقاً طي آيات تلينا
فيا لله من حمل عليه
خديجة والوصي معاضدونا
فتلك لمالها بذلت سخاءً
بوقت لم يجد إلا ضنينا
وذاك بسيفه حيناً ويفدي
محمد روحه والنفس حينا
وكم من مهجة تلفت فأعظم
بها مهجاً فداء قد بلينا
فهذا شبل حيدرة حسين
يقود على الضلالة ثائرينا
ويبذل روحه والأهل، يبني
لشرعة ربه حصناً حصينا
جزاك الله من أيد أشادت
صروح الحق أخلاقاً ودينا
فمالي يا بني زمني ألاقس
لما شادوه منكم هادمينا
فذا بمعاول الأهواء يهوي
لنهج الحق موه أو مهينا
وهذا يلبس الإيمان ستراً
ويخفي تحته داء دفينا
وذاك رأى احتراف الدين كنزاً
وقرع طبوله نهراً معينا
فحتام الرقاد وقد أضاءت
شريعة أحمد صبحاً مبينا
أإعراض بذاك أم اتباع
لكل مقارف أمراً مشينا
ألسنا السائرين على طريق
لأهل البيت نخطو مغتدينا
لماذا لا نكون وليت شعري
بدوراً من هداهم مشرقينا
فحق لكل من والى علياً
وعترته العدول الطاهرينا
بأن يسمو على الأفلاك نجماً
وأن يسمو على الأملاك طينا
إلهي يا سميع دعاء عبد
وإخوان له متوسلينا
بخير الخلق لا تحمل علينا
وتب وارحم ضعافاً خائفينا
إذا دخلوا جنان الخلد نبقى
بهم – يوم القيامة – محدقينا
فلا يا رب لا نستطيع هجراً
ولا بعداً فنحن العاشقونا
ألست أمرتنا بالود فيهم
فهذا ودهم قد بان فينا
فصل كلما صلت عليهم
قلوب وانكوت لهم حنينا
مستمعينا الأطائب، زاد الله من مودة محمد وآله الطاهرين – صلوات الله عليهم أجمعين – في قلوبنا وقلوبكم وقلب صاحب مديحة هذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار) الأديب الولائي المعاصر الأستاذ ناجي داوود الحرز وجزاه الله خيراً وجزاكم مثله على طيب الإستماع، تقبلوا خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران ودمتم بكل خير.