بسم الله وله الحمد الخالص الذي تفضل علينا بمعرفة وموالاة أبواب رحمته للعالمين، المصطفى الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين صلوات الله وبركاته ورحمته عليهم أجمعين.
السلام عليكم أعزاءنا المستمعين، وأهلاً بكم في حلقة اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية، أيها الإخوة والأخوات، من الحوادث المهمة التي شهدها التأريخ الإسلامي حادثة الإسراء والمعراج، فقد سجل القرآن الكريم هذه الحادثة كإحدى أوضح مصاديق التكريم الإلهي للحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – وبيان شدة قربه من العلي الأعلى سبحانه وتعالى وعظمة الآيات التي أراها له، وإضافة لذلك فقد كانت حادثة الإسراء من بينات دلائل النبوة المحمدية في وقت كانت ضغوط مشركي مكة ضد الدعوة المحمدية قد بلغت ذروتها.
أيها الأطائب، في هذا اللقاء إخترنا لكم من ديوان الشعر الولائي مديحة نبوية تتناول حادثة الإسراء والمعراج وأسرارها ببيان أدبي جميل، عنوان المديحة هو (رحلة إلى السماء) وهي من إنشاء الأديب الولائي المبدع الأستاذ ناجي بن داوود الحرز، من أعلام الأدب الإحسائي المعاصر، نختار لكم هذه المديحة اللطيفة من ديوان (الوسلية)، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، يبدأ الأستاذ ناجي الحرز مديحته باستعراض أدبي وتصوير شعري لحادثة الإسراء والمعراج، مشيراً إلى موقف حامي الرسول – صلى الله عليه وآله – العبد الصالح أبي طالب عليه السلام فيها وهو يصفه بوصف جميل (النصير الأوفى)، قال أديبنا الولائي الحرز:
هي نفحة القدس الزكية ساريه
وذبالة الشرف السنية واريه
وروافد المجد الأثيل زواخر
وقطوف دوحته الجنية دانيه
خطوات أحمد بين مكة والسما
في ليلة حنت إليه مناديه
أدنت له ظهر البراق مطية
تسمو به طرق العلى متباهيه
جبريل والملكان حول ركابه
يتفيأون ظلال نور ساجيه
ونصيره الأوفى يجول بسيفه
ويصيح فيهم أين نور فؤادية؟
لله در ولاء سيد مكة
قد غاب عنه فما أراح مآقيه
في المسجد الأقصى تزاحم خلفه
أهل النبوة خاشعين سواسيه
صلوا صلاتك يا محمد قربة
لله تشكر بالثناء أياديه
هي بيعة لا شك تخرس كل من
قالوا: شريعة غير أحمد باقيه
يا سالكاً درب السماء متوجاً
الرسل حولك والملائك حاشيه
في مهرجان الخلد زف إليك ما
بين الجنان وحورها المتهاديه
العرش والكرسي والقلم انربت
واللوح تحفل باللقا متضاهيه
حتى دنوت من الجلال كقاب قو
سين، إصطفاك لنزلة ولثانيه
في ذروة جبريل أحجم دونها
هي عن سواك من الخلائق عاليه
مدت إليك يد الهداية حكمة ال
رحمن جلت من يد لك هاديه
وسقتك من حوض الكمال خلاصة
تهمي على عطش الدهور غواديه
ها نحن منها في سجوم سحابة
بالنور والرحمات تغدق صافيه
ذكراك يا خير البرية نبعة
للمصحرين بفيض هديك طاميه
ما زلت منها أستزيد لخالقي
قرباً فتزلفني إليه موافيه
أنت الحبيب وأنت قرة أعين ال
عشاق تأنس في وصالك ساعيه
يا سيدي إني إليك توسلت
كفاي من ثقل الذنوب ورائيه
يا صفوة الخلق الأماجد حبكم
شرفي وآمالي العراض وماليه
يا عروة الله الوثيقة إنني
بحبالكم شدت رثاث حباليه
دنياي أنتم يا سلالة أحمد
والفوز والمنجاة يوم مآليه
من كف حيدر استقيل بشربة
نوراً على نور تحيل كتابيه
وإليكموها من حشاشة واثق
تقتاد ناصية الرجاء نواصيه
عذراء من ذوب الفؤاد مصونة
برضاكم مهراً تفاخر راضيه
وصلاة ربي والسلام تحيطكم
نفحات رضوان تذعذع زاكيه
ما خلد التاريخ نبضة شاعر
وشّى بمدح الطاهرين قوافيه
مستمعينا الأفاضل، كانت هذه قصيدة (رحلة السماء) وهي من غرر الأديب الولائي المعاصر في مدح النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – من خلال الإستفادة من مجريات حادثة الإسراء والمعراج التي خلدها الله عزوجل في ذكره الحكيم والقصيدة المتقدمة قرأناها لكم من ديوان (الوسيلة) للأديب المبدع الأخ ناجي بن داوود الحرز من أعلام الأدب المعاصر في الإحساء.
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.