بسم الله وله الحمد قديم الإحسان، جميل الإمتنان تبارك وتعالى رب العالمين وأطيب صلواته على أمنائه في عباده وخلفائه في بلاده محمد الهادي المختار وآله الأبرار الأطهار.
سلام من الله عليكم أيها الإخوة والأخوات.. نصت كثير من الأحاديث الشريفة المروية من طرق مختلف المذاهب الإسلامية على أن ثاني أئمة العترة المحمدية الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – كان أشبه أهل البيت – عليهم السلام – في شمائله الظاهرية والمعنوية بالنبي المصطفى – صلى الله عليه وآله - وقد ورثه المصطفى كرمه وسؤدده وهيبته.
وقد قام الإمام المجتبى – عليه السلام – بأعظم الخدمات للأمة الإسلامية من خلال صلحه مع معاوية، فقد حفظ به المؤمنين من البطش الأموي وكشف حقيقة إنحراف طواغيت بني أمية وعميق عدائهم للشريعة المحمدية وعدم إحترامهم للعهود والمواثيق والقيم السماوية.
وهذا هو بعض ما ظهر من بركات رابع أهل الكساء وآية التطهير، وما خفي منها أعظم فهو من الوسائل الإلهية التي عرفت الناس إلى يوم القيامة بالأخلاق المحمدية والتي يتقرب المقتدون بها إلى الله عزوجل ويتوسلون إليه بها لقضاء حاجاتهم.
وهذا ما يشير إليه عنوان القصيدة التي إخترناها لهذا اللقاء من برنامج (مدائح الأنوار) وهو (حسن اللطف الخفي)، وهي من إنشاء أديب الخطباء الحسينين ومؤسس الرابطة الأديبة في النجف الأشرف العالم الفاضل الشيخ محمد علي اليعقوبي – رضوان الله عليه – وهي مديحة بديعة مؤثرة نقرأها لكم بعد قليل فابقوا معنا.
قال رضوان الله عليه في مديحته التي أنشأها بمناسبة ذكرى المولد الحسني المبارك:
مضت بغياهب الغسق الدجى
أشعة مطلع الحسن الزكي
تفرع من أصول زاكيات
أتت في ذلك الثمر الجني
هو اللطف الذي غمر البرايا
(وكم لله من لطف خفي!)
هو النور الذي قد شع قدماً
بساق العرش مع نور النبي
فيا لك فرحة يهدي التهاني
بها الداني إلى النائي القصي
لقد خصت رسول الله بشراً
وعمت في البسيطة كل حي
به الأملاك قد هبطت تزف الـ
بشائر بالغداء وبالعشي
سرى روح الجنان بها عبيراً
فعطر نفخة الزهر الندي
فطيبة والأباطح بابتهاج
لميلاد السري الأبطحي
بسبط هدى به تهدى البرايا
إذا ضلت عن النهج السوي
ومقتعد لحجر أحمدي
ومرتضع لدر فاطمي
بنفسي أول القمرين أوفى
بغرته على القمر المضي
فما قمر السما مهما تجلى
بأبهى من محياه البهي
سما قدراً فليس الفكر منا
يحيط بقدره السامي العلي
وليس عليه هون وانتقاص
بتسليم الحكومة للدعي
رأى حقن الدماء عليه فرضاً
وتلك سجية البر الوفي
وكيف يصول في جيش خؤون
به لعبت يد الطمع الدني؟!
تجرع من أعاديه خطوباً
سقته الهم بالكأس الروي
وعبء الضيم أثقل كل عبء
ينوء بكاهل الحرب الأبي
أعد لكريم أهل البيت ذكراً
ودع ذكر بان شيبان وطي
يفيض على العفاة ندى يديه
فقل بالبحر والسيل الأتي
ندىً يحيا به ميت الأماني
وتروى غلة القلب الصدي
وأبيض واضح الحسبين طالت
أولي الأحساب فيه بنو لوي
إذا افتخرت بعلياها قريش
بعهد هدى وعصر جاهلي
فإن الله شرفه عليها
بسؤدد التليد الهاشمي
حوى شرف النبي الطهر إرثاً
وحاز على الإمامة من علي
كانت هذه مستمعينا الأفاضل، قصيدة (حسن اللطف الخفي) وهي مدح أول سيدي شباب أهل الجنة والسبط المحمدي الأكبر الإمام الحسن الزكي المجتبى – صلوات الله عليه – وقد أنشأها الأديب الولائي المبدع والخطيب الحسيني المخلص الشيخ محمد علي اليعقوبي – رضوان الله عليه – وقد أنشأها الأديب الولائي المبدع والخطيب.
وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، لكم منا خالص الإمتنان وفي أمان الله.