بسم الله والحمد الخالص لله ذي الفضل والإنعام، قديم الإحسان تبارك وتعالى ذوالجلال والإكرام، وأزكى صلواته المتناميات وتحياته الزاكيات وبركاته المتواترات على خيرته الهداة سيد الأنبياء وآله الأصفياء.
السلام عليكم مستمعينا الأطائب، طابت أوقاتكم بكل خير وأهلا بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نقرأ لكم فيها طائفة من قصيدة (ملحمة الحسين عليه السلام) للأديب المسيحي المعاصر الأستاذ ريمون القسيس، وقد قرأنا في حلقتين سابقتين مقاطع من هذه الملحمة إشتملت على القيم الإنسانية التي إستلهمها هذا الأستاذ الجامعي اللبناني من قيم القيام الحسيني وما اشتمل عليه من دروس الحياة الكريمة.
وفي هذا اللقاء نقرأ لكم طائفة من أبيات المقطع الأخير من هذه الملحمة وفيها إشارات لطيفة إلى أسرار خلود الملحمة الحسينية.. تابعونا مشكورين.
أيها الإخوة والأخوات، نبدأ بهذه الأبيات التي يشير فيها الأستاذ ريمون القسيس إلى قضية نصرة وهب النصراني لسيد الشهداء – سلام الله عليه – ودخوله في الإسلام وإستشهاده في يوم عاشوراء كنموذج لتأثير القيم الحسينية في القلوب من النصارى واليهود والروم كما ورد في الأبيات اللاحقة.. مقدمين لذلك بالإشارة إلى أن قوله (محافل كنس) يعني كنائس المسيحية، قال هذا الأديب:
يا (لوهب) كم في الجوامع يتلى
إسم (وهب) وفي محافل كنس
هو قس من النصارى شهيد
وحسين غدا فخوراً بقس
ذاك حبر من اليهود تبدى
أقتلوني ولو عرفت بنطس
كم نبي من قبل أمسى شهيداً
وهو يصلى بالنار ذي، نار قبس
و(يزيد) بمجلس فيه خمر
يستقيها، وتستقى خمر خرس
كان للروم في الجموع رسول
رأس من؟ قال في نديم وجلس
إنه إبن فاطم كيف هذا؟
وحفيد الرسول ليس بخس
أقتلوه حالاً وقد قتلوه
وهو مخمور في فتور ونعس
مستمعينا الأفاضل، ومن خاتمة (ملحمة الحسين عليه السلام) للأستاذ الجامعي اللبناني ريمون القسيس نقرأ لكم قوله:
هذه بعض سيرة لحسين
هي ذكرى تبقى كأشرف درس
يوم عاشوراء ليوم مجيد
هو عرس الدماء أخلد عرس
وسواء موت الشهيد بساح
أو تراه ميتاً بظل الدرفس
هيبة قل، حلم وعلم جلي
في مضاء وفي شدائد حمس
نجدة للرسول ليست تضاهى
أريحي، نجيد جري وغس
هو نور وحجة واقتدار
وشبيه الرسول ليس بخنس
ونساء من حوله زاهدات
أخريات بحلي طوق وسلس
قطع رأس (الحسين) هز بلاداً
من ذراها تلال رضوى وقدس
سمعت عبس وهي تبكي عليه
وبكىً دام بين عنس وعبس
لا وربي! فضل كريم وعطف
نبوي يطغى على كل وكس
هي دنيا، عزاؤها في مصاب
هو يبدو لها لناب وضرس
(فعلي) (غرارة) قال عنها
هي صم بدوا لعمي وخرس
وكرامات (للحسين) تجلت
وتفشت من كربلاء لنرس
كيف ترجو لمة نور شمس
وهي دوماً تعيش دجية غلس؟
كيف تصحو على عبيق بورد
وحوالى الروض اصفرار بورس
صاح هذي كتبتها بنجيعي
عن شهيد لم يروه فيض نقس
كانت هذه، مستمعينا الأفاضل، طائفة من أبيات خاتمة قصيدة (ملحمة الحسين عليه السلام) للأديب اللبناني والأستاذ الجامعي ريمون القسيس، إستمعتم لها مشكورين ضمن حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات ودمتم بألف خير.