بسم الله وله خالص الحمد إذ جعلنا من مودة صفوته الأبرار الهادي المختار وآله الأطهار صلواته وتحياته وبركاته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات.. أطيب تحية ملؤها من الله الرحمة والبركات.. (ملحمة الحسين عليه السلام) الشعرية هي نموذج للنتاجات الأدبية البارزة التي تبين شدة تأثير قيم الملحمة الحسينية وقيمها الإلهية في الوجدان الإنساني عموماً؛ فهذه الملحمة الشعرية أنشأها أديب مسيحي معاصر هو الأستاذ ريمون القسيس وقد ولد في مدينة زحلة اللبنانية وهي مدينة مسيحية معروفة، ودرس دراسة دينية في المعاهد المسيحية، ورغم ذلك فقد نفذت قيم ملحمة الحسين – عليهم السلام – إلى قلبه وهزت وجدانه فطفق يمدح سيد الشهداء – عليه السلام – بهذه الملحمة الغراء.
وقد قرأنا لكم أيها الأكارم في حلقة سابقة من برنامج (مدائح الأنوار) طائفة من أبياتها ونقرأ لكم في لقاء اليوم طائفة أخرى، فتابعونا مشكورين.
قال الأستاذ ريمون القسيس في جانب من قصيدته (ملحمة الحسين عليه السلام):
يا إماماً لأمة قتلته
هل درت أنها أصيبت بوكس
(خالويه)! بالأمس قولك حق
هو نور بدا يضيء كشمس
جده قالها ويا رب قول
قيل فيه جمال جهر وهمس
نصرة للأنام ذي كربلاء
من يزرها يكن دحوراً لبخس
يا بني هاشم وصفوة قوم
من قريش (حسينكم) هو مرسي
جرأة في شجاعة، جود كف
لا يجارى، ونبع فهم وندس
خير أهل الأرض التي أنجبتهم
خير خلق الله العلي المؤسي
و(علي) أبوه نسر قريش
و(حسين) قضى على كل جبس
فهو قل: في السماء أكبر شأناً
نور هدي وطيب عرف وأنس
هي (حاء) حياة جيل لجيل
وهي (سين) و(السين) ثالث (نفس)
هي (ياء) و(الياء) (يحيى) إحتواها
مرتين إثنتين من خير جرس
وهي (نون) وسورة ذكر (نون)
ذكر رب لصاحب الحوت يمسي
و(حسين) أبو الأئمة يمشي
في الورى فرقداً بلا أي طمس
يا شهيد الطف المكرم دوماً
كم رقاب أنخت! كم رحت تخسي!
و(يزيد) يزيد ظلماً وحقداً
قطع رأس يهدى إليه بغبس
و(عبيد) مبلغ، ذاك أمر
ذاك حكم فليس يرضى بعكس
من تراه يرضى بأمر ذليل
وخضوع لقول عهر وخنس
ليس عندي جواب قول وبطش
ليس يرضى كريم نفس بنكس
فأثار الكلام ثورة حقد
و(ابن سعد) من الجنون بمس
إن لماض نعود وهو أليم
فلكي نفتدي مغبة أمس
يا لظلم ويا لقسوة قلب
لم تبددهما شفاعة أنس
وجراح قد أثخنتها سهام
وتمادى (الشمر) الزنيم بشرس
(عمر) صاح.. صحبه قد أصاحوا
ويحكم..إنزلوا وفوزوا برأس
هو ليل، والليل ظلمة رمس
أفهل يطفي نور بدر وشمس؟
(زينب) أنت أخته خير أخت
لطمت وجهها وصاحت: لتعسي؟
عندما شاهدته رأس (حسين)
أنشدت شعرها تشير بخمس
(يا هلالا لما استتم كمالاً)
أنهت الحرب ناجذيها بضرس
(ما توهمت يا شقيق فؤادي)
كان هذا ما حقق اليوم أمسي
مستمعينا الأفاضل، وبهذا ننهي هذه الأبيات المختارة من قصيدة (ملحمة الحسين عليه السلام) للأديب المسيحي اللبناني المعاصر الأستاذ الجامعي ريمون القسيس وقد قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.