بسم الله وله عظيم الحمد والثناء إذ جعلنا من أمة حبيبه سيد الأنبياء المصطفى محمد صلوات الله وبركاته وتحياته عليه وآله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم أيها الأطائب، أطيب تحية ملؤها الرحمة من الله والبركات نهديها لكم في مطلع هذا اللقاء مع مدائح الأنوار الإلهية.
من ديوان الشعر المهدوي إخترنا لكم مديحة (يوسف الزهراء) للأديب الولائي المعاصر الأخ حسين حميد الحائري.. ولعل من جميل ما يميزها لطيف وصفها لجمال سليل المصطفى إمام العصر المهدي – عجل الله فرجه – حيث مزج هذا الوصف بين أبرز معالم الوسامة الظاهرية وبين أرقى مراتب الجمال الباطني متمثلة بصدق العبودية لله تبارك وتعالى.
كما أن مما يميز هذه المديحة لطيف تعبيرها عن ركني صدق الإنتظار لظهور بقية الله المنتظر – أرواحنا فداه – وهما صدق المحبة له في الله عزوجل وصدق الإستعداد لنصرته ومؤازرته لإقامة العدل الإلهي الأغر.
وتشتمل هذه المديحة على إشارات وجدانية كثيرة لصدق الولاء ندعوكم لإستلهامها وأنتم تستمعون لها؛ فتابعونا على بركة الله.
قال أديبنا الولائي الأخ حسين حميد الحائري:
يا يوسف الزهراء يا نور البصر
والكوكب الدري يا منبع الدرر
في عينك التوحيد يزهو مشرقاً
فيها يموج الحسن بالروح إزدهر
بسوادها سر الجلالة كامن
ببياضها عرش الجمال قد استقر
فالحور هائمة بحسن مفرد
من حسن طاها نبته وله ثمر
والنور جلى بالوسامة غرة
بيضاء تغبطها نقيات الغرر
نور النبوة والإمامة مزهر
في وجنتيك على جبينك قد ظهر
ذا حسن يوسف قد يضاهي قطرة
من بحر حسنك لو يقاس بك البشر
حسن النبي محمد فيك إزدهر
جلاه فيك الله يا أحلى قمر
الصب أضناه الترقب والسهر
قد قام يدعو ربه وبه إصطبر
صلى صلاة العشق في غلس الدجى
ودموعه تجري منيرات السحر
بفؤاده ناجى العليم بسره
ليبثها شكوىً لمولاه الأبر
فليوسف الزهراء شوق في الجوى
عشق به قلب المحب قد إستعر
رباه طال الإنتظار لغائب
ما غاب عني ذكره وإن إستتر
في كل صبح إذ أجدد بيعة
لعلاه أصرخ يا صباحي المنتظر
إني على عهد الولاء مرابط
فمتى أراك؟ فإن لقياك الظفر
رحماك يا غوث اللهوف ألا أغث
بلقاك صباً ما له من مستقر
يا عزم حيدر إن دعا لبى القدر
يا بن النبي وغوثه والمخدر
لنجاة أمته وإحياء الهدى
أيتام جدك تستغيث من الغير
هذه أمية تستبيح حريمكم
عادت بهند الشرك في حقد سعر
لتلوك أفئدة وأكباداً حوت
حب النبي وآله خير البشر
صبراً تقول؟ فديت صبرك قائلاً
الصبر مفتاح الفلاح لمن صبر
سمعاً نقول وطاعة لكنما
مات التصبر في انتظارك واندثر
جزعاً نغالب والجراح وسيعة
وشماتة الأعداء تسقينا الأمر
فأشف صدور المؤمنين إمامهم
فظهورك الميمون جالية الكدر
يا آية الفرج العتيد المنتظر
للنص سورته وخاتمة السور
وبقية الله التي ترعى الورى
كهف الرجاء ورحمة الله الأبر
وعزيز إقليم العوالم كلها
عجل فديتك مسنا حر الضرر
عظم البلا، برح الخفا، كشف الغطا
ضاق الفضا فكأن دنيانا سقر
حامي الحمى، هتك الحمى، ظلم الهدى
قطع الرجا، من غير لطفك وانحسر
ببضاعة جئناك نزجي أنفساً
وهي البضاعة ما لنا فيها وطر
خذها إليك مطيعة فجر بها
غضب الإله على الظلوم فقد فجر
ملأ الروابي جوره فأملأ بنا
الأرض قسطاً ثم عدلاً مشتهر
رباه صل على الحبيب المنتظر
وبقية الأطهار صفوتك الغرر
ووليك الموعود أن تمحو الدجى
بضيائه المستور في حجب القدر
هوشمس لطفك لا تغيب وإن غدت
خلف السحاب ولطفك الأخفى الأغر
هو نور عدلك قد وعدت بنصره
فانجز له الوعد الصدوق المنتظر
وانعش قلوب الظامئين لغيثه
طهر به الأقطار من بغي أشر
الشوق يعتصر القلوب لطلعة
نبوية لبهائها سجد القمر
فاكحل نواظرنا إليه بنظرة
تحي القلوب ويستطيب بها البصر
هو غوثنا المأمول ذي أرواحنا
الجدب يقتلها وتنتظر المطر
كانت هذه – مستمعينا الأعزة – قصيدة (يوسف الزهراء) من إنشاء الولائي المعاصر الأخ حميد الحائري، قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران جزيل الشكر على حسن المتابعة ودمتم في أمان الله.