البث المباشر

ملحمة الحسين (ع)- القسم 2

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 10:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 636

بسم الله وله الحمد منير القلوب بأنوار محبة وموالاة شموس هدايته للعالمين وكنوز رحمته للخلائق أجمعين صفوته المنتجبين الصادق الأمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أيها الأطائب، أطيب تحية مفعمة بالرحمة من الله والبركات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لقراءة القسم الثاني من قصيدة (ملحمة الحسين) للأديب المسيحي المعاصر جورج شكّور الأمين العام المساعد لإتحاد الأدباء والكتاب اللبنانيين.
نمهد لهذا القسم بالكلمة التالية للأستاذ جورج شكّور ضمن جوابه على سؤال لمحرر جريدة (البينة) في مقابلة معه منشورة على موقعها الإلكتروني.
السؤال كان ضمن جوابه قوله: (إن الإمام الحسين وطأ الموت ووهب الحياة لمن يأتي بعده من الشهداء، وإن شعباً عرف الحق وعرف أن يموت وجفونه معلقة بالشمس لا يموت).
مستمعينا الأكارم، في القسم الأول من هذه الملحمة والذي قرأناها لكم في حلقة سابقة أرَّخ هذا الأديب الأرثدوكسي لإنطلاقة الإمام الحسين – عليه السلام – من المدينة سعياً لإصلاح أمر هذه الأمة وتوجهه إلى مكة المكرمة.. ثم تابع قصيدته قائلاً:

من العراق أتته الكتب، قائلةً:

أنا فداك، فأقدم نحن أنصار

سرى (الحسين) بركب لا يماثله

ركب، فكيف التقت شمس وأقمار؟!

وظل يستطلع الأخبار مبتهجاً

حتى أتته بما لم يهو أخبار:

قلوبهم معه في السر خافقة

عليه أسيافهم في الجهر جهار

درى (يزيد) بما دار الزمان به

فدار منه على الثوار سمسار

هذا يعلله بالمغريات، وذا

بالمرهبات وجيش الجور جرار

تشرى شعوب إذا جاعت وإن جزعت

فالظلم مرتهب والمال غرار

لكنما شهداء الحق من كبر

والشامخ الحر لا يغريه دينار

يا (كربلاء) أأنت الكرب مبتلياً

وأنت جرح على الأيام نغار؟

لا،لا، وثيقة حق أنت شاهدة

أن في الخليفة أشرار وأخيار

وجولة البطل، إن طالت لها أجل

والحق جولته في الدهر أدهار

كل الزعامات، إن شيدت على ظلم

كالبطل ولت، وصرح الظلم ينهار

ووحدها نسمات الروح باقية

على الزمان، كأن العمر أعمار

يا (كربلاء) لديك الخسر منصر

والنصر منكسر، والعدل معيار

وفيك قبر غدت تحلو محجته

يهفو إليه من الأقطار زوار

فأين قبر (يزيد) من يلم به

غير التراب، وفوق الترب أحجار؟

يوم (الحسين) بك الأيام شامخة

وقد تشابه في التأريخ أدوار

ذكرتني كأس سم راح يجرعها

(سقراط) حراً، ولم تأسره أفكار

ذكرتني (يسوع) الحق، مرتفعاً

على الصليب، وفي كفيه مسمار

ظمآن قبلك لا يسقى وإن كرموا

أنا عليه، فكم في الخل إمرار!

إن العقائد ما هانت، وما وهنت

وإن أحاط بها خطب وأخطار

زين الشباب، لكم تهواك أشعار

وفيك تحلو أحاديث وأسمار!

في (كربلاء) سكبت العمر ملحمة

بالدم خطت، وخطت عنك أسفار

رامحتهم، وصهيل الخيل حمحمة

سايفتهم وصليل السيف بتار

ضجت لهيبتك الصحراء مجفلةً

كأنما هب في الصحراء إعصار

لكن هويت وما في الأفق كوكبة

إلا عليك بكت، والدمع مدرار

لم تكمل الشوط لكن ظل ملتفتاً

إلى مثالك في الفرسان مضمار

قد جذ رأسك بالأسياف واقتطعت

رؤوس قومك قلب الحقد قهار

يا ويحهن على الأرماح دامية

تخالها النخل، لاحت منه أثمار


مستمعينا الأكارم، كان هذا هو القسم الثاني من قصيدة (ملحمة الحسين) للأديب اللبناني جورج شكّور، وبقي منها القسم الثالث والأخير، نسأل الله أن يوفقنا لأن نقرأه لكم في حلقة مقبلة من برنامجكم (مدائح الأنوار) يأتيكم دوماً من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بكل ما تحبون وفي أمان الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة