بسم الله والحمد لله بارئ الخلائق أجمعين تبارك وتعالى رب العالمين وأزكى تحياته وبركاته وصلواته على كنوز رحمته وأنوار هدايته للعالمين محمد وآله الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وأهلاً بكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
(إلى البشرية جمعاء)، هذه هي – مستمعينا الأفاضل – العبارة التي إختارها الأمين العام المساعد لإتحاد الأدباء والكتاب اللبنانيين الدكتور جورج شكّور، لإهداء ديوانه الشعري (ملحمة الرسول) وكأنه في ذلك يبين سر قيامه وهو مسيحي ارثودكسي بإنشاء مديحة طويلة لنبي الإسلام محمد المصطفى صلى الله عليه وآله.
وهذا ما فصل عنه الحديث في لقاء مع صحيفته (البينة) الإلكترونية، حيث قال عن ديوانه هذا: (لم أجد من خلال مطالعتي للدين الإسلامي وتأريخ الإسلام والقرآن أية قيم تزعجني، فكل القيم الإسلامية هي قيم محبة وخير وعدل وإيمان يمكن أن تعمم على كل البشرية).
وقد إشتمل ديوان هذا الأديب المسيحي على سبعة وستين قصيدة تناولت مختلف مراحل حياة سيد المرسلين – صلى الله عليه وآله – من الولادة إلى الوفاة سعى فيها إلى استلهام تلك القيم الخيرة التي يدعو فيها هذا الأديب المسيحي البشرية جمعاء لإستلهامها.
وللدكتور جورج شكور، ملحمتين أخريتين في مدح إثنين من أعلام أهل بيت الرحمة المحمدية هما أمير المؤمنين وشبله الحسين صلوات الله عليهما.
في هذا اللقاء نقرأ لكم أيها الأطائب أبياتاً من إحدى قصائد ملحمته في النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – فتابعونا على بركة الله.
تحت عنوان (مولد النبي) قال الأديب المسيحي جورج شكّور:

شهر نيسان، والربيع نياسم

مولد الطفل كان في آل هاشم

نعمة من علىً تهل عليهم

بوليد، به تعز العواصم

هتفت أمه، وأية بشرى

أرسلتها كمثل بيض الحمائم!

إنه الضوء من ضلوعي يسري

مثلما الصبح، مشرق الثغر باسم

فلذة من الفؤاد تنبئ عن

قلب لأم، نمت به كالبراعم

وأضاءت له قصور بلاد

الشام جذلي، وكان يوم حاسم

بلغ البشر جده، فأتاه

ليضم الحفيد ضمة هائم

ثم ناداه: يا محمد، باسم

لم يردد في العرب أو في الأعاجم

ربما شاءه جديداً فريداً

لفريد، به تجود المكارم

حين جف الرضاع في ثدي أم

جف حزناً على أبيه المواتم

أرضعته ثويبة من لبان

يعربي به الفصاحة عاصم

من أذى لكنة، وعجمة قول

فنما نادر البلاغة غانم

بعد خمس من السنين سمان

رجع الطفل، نامياً، غير نادم

أمه فارقت على الفور لكن

جده حاطه برقة رائم

ثم ولى، وبعده قد تولاه

أبو طالب بعطف ملائم

يحتويه، وقد توسم فيه

سيد الرسل للنبوة خاتم

ورعته بنفخة من حنان

زوجه زينة الحسان الفواطم

مثل أولادها تحن عليه

وتربيه، ثابت العزم، حازم

وحباها الإله إثر دعاء

صنوه في الإخاء أو في التوائم

رزقت سيد الكماة علياً

ناصراً لإبن عمه في العزائم

قرأنا لكم أيها الإخوة والأخوات، في هذه الدقائق، أبياتاً مختارة من ديوان (ملحمة الرسول) للأديب المسيحي المعاصر، الدكتور جورج شكّور، الأمين العام المساعد لإتحاد الأدباء والكتاب اللبنانيين وأحد أعلام الشعراء المسيحيين الذين مدحوا أهل بيت النبوة المحمدية _عليهم السلام_.
وبهذا ننهي أيها الأطائب لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإٍسلامية في ايران.. لكم منا دوماً خالص الدعوات وفي أمان الله.