بسم الله وله عظيم الثناء إذ رزقنا مودة صفوته الرحماء محمد سيد الأنبياء وعترته الأصفياء صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم إخوتنا المستمعين، معكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لبعض ما قاله أدباء الولاء في التقرب إلى الله عزوجل بمدح وريثة أصحاب الكساء، البضعة المحمدية والصديقة الفاطمية والعقيلة الحيدرية والكريمة الحسنية والشهيدة الحسينية باب حوائج المقضية مولاتنا الطاهرة الحوراء الزكية زينب الكبرى سلام الله عليها.
ولهذه السيدة الجليلة حق عظيم على المؤمنين، فهي التي تحملت ما لا تطيقه الجبال من عظيم النائبات واستقبلتها بأسمى مراتب الصبر الجميل والرضا بتقدير الرب الجليل من أجل أن تحفظ لنا ولسائر الأجيال رسالة شهداء كربلاء التي بها حفظ الله دينه الخالص للعالمين وأزاح عنه غبار التحريفات الأموية وفضح لأجيال المسلمين نفاق طواغيت بني أمية.
وبذلك أصبحت الصديقة الحوراء – عليها السلام – أسوة الصبر التوحيدي الجميل لكل طالبي التوحيد الخالص، وهذا المعنى هو الذي تتمحور حوله القصائد القصيرة الثلاث التي نقرأها لكم في هذا اللقاء وهي تستلم هذه المعاني الجليلة الجميلة من ولادتها إلى إستشهادها – سلام الله عليها – حيث ذكر بعض العلماء المحققين أنها رحلت إلى ربها، شهيدة بسم دسه جلاوزة الطاغية يزيد إلى قرية (راوية) من ضواحي دمشق في ختام رحلة نفيها – عليها السلام – من المدينة إلى مصر ثم الشام إثر ثورة أهل المدينة المنورة ضد حكم يزيد بعد عام من واقعة كربلاء وعودة الأسرى.
وهذه القصائد الثلاث هي للأديب الولائي المعاصر الأخ حسن حميد الحائري، يقول في الأولى تحت عنوان (شمس العقيلة):
من عالم الأنوار نورت السما
شمس العقيلة في الزمان الأول
وأتت تنير الأرض إثر شقيقها
فضياهما وتر شعاع المرسل
وكلاهما من أحمد هو منهما
(أنا من حسين) قوله لم ينحل
فحسين والحوراء نور واحد
في الطف والشامات شفعاً يعتلي
والفجر في العشر الليالي مزهر
والصبح أسفر في الكساء المخملي
والحسن تنثره عطايا المجتبى
من كوثر بسنا الولاء مجلل
بولادة الحوراء تمت نعمة
بحسينها بدأت ومنهلها علي
بهما البتولة أسعدت ونداؤها
شعبان أكمل في جمادي الأول
وفي القصيدة الثانية التي تحمل عنوان (قرآن الصبور) يقول أخونا الأديب حسن حميد الحائري:
مجدت صبرك والدموع تسيل
من مهجتي ومسيلها تهليل
والقلب مستعر بذكر مصائب
عظمت خطوباً ما لهن مثيل
فلأنت قرآن الصبور لربه
صبر الإله لصبرك التأويل
يا صبر زينب قد حملت أمانة
عن حملها الصم الجبال تزول
سبي وسلب بعد قتل أحبة
قد خصهم بمديحه التنزيل
ما جف منذ الطف مدمعك فذا
دام يسيل وشجوك الترتيل
مستمعينا الأفاضل، ونبقى مع أديبنا حسن حميد الحائري وهو يتفجع لمصاب رحيل الصديقة الحوراء زينب الكبرى في قصيدة عنوانها (فالشهيدة زينب) فيقول:
الروح عبرى في جواها تنحب
والعين حمرا من أساها تشخب
والقلب تلهبه لظى زفراته
جزعاً يفيض وحزنه يتصبب
ويجيب عاذله بلوعة وجده
مات التصبر فالشهيدة زينب
هي عطر أصحاب الكساء وسرها
سر الزكية أمره المستصعب
وبقية الأطهار سبطه أحمد
بحجابها نور النبي محجب
ووريثة الكرار إن نطقت فذا
نهج البلاغة من حجاها يعرب
وشقيقة السبطين عزهما الذي
قهر الطغاة بعزة لا تغلب
الشام تخبر عن خطابها التي
جعلت يزيداً في اللظى يتقلب
وأسيرة أسرت عساكر بغية
ذاقوا الندامة خائبون وأخيب
فتلمظوا غيضاً على شمس الهدى
نفوا العقيلة مذ أفاقت يثرب
لتقوم في وجه الطغاة بثورة
قد فجرتها زينب إذ تندب
ولمصر أبعدت العقيلة فارتوى
بذر الولاية من سناً لا يحجب
فاستقدمت للشام، سمت غيلة
والغدر حقد في أمية مذهب
غالوا الزكية كي يواروا نورها
والله يأبى فالمنيرة زينب
رفع الإله لها مقاماً شامخاً
الشمس ساطعة به لا تغرب
ليؤمه الأحرار عشاق الهدى
من كل فج قاصد يتقرب
لله يطلب حبه بوليه
لحبيبها تدعو الورى وتحبب
فقد إصطفاها الله أسوة حمده
صبر الموحد من علاها يطلب
ليشم زائرها أريج إباءها
طيب الشهادة في ثراها أطيب
فيقول في وجد الولا مستعبراً
مات التجلد فالشهيدة زينب
جزى الله خيراً أديبنا الولائي الأخ حسن حميد الحائري على هذه المديحة الزينبية المؤثرة التي قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، لكم منا خالص الدعوات ودمتم بألف خير.