بسم الله والحمد لله نور السموات والأرضين ومنيرها بأنوار صفوته المنتجبين رحمته العظمى للعالمين محمد وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نخصصه لإطلالة على بعض ما قاله أعلام الأدب المسيحي في مدح أهل بيت النبوة وهذا من خصائصهم – عليهم السلام – فقوة ظهور القيم الإنسانية الكريمة فيهم جذبت حتى غير المسلمين فطفقوا يمدحونهم كأعلام هداية للمجتمع الإنساني برمته.
في هذه الإطلالة نختار لكم ثلاثة نماذج لأدباء من مسيحي لبنان نقتبسها من تقرير نشر عن موقع شيراز الإلكتروني، أعده الأخ (علي رضا خواجه بور) عن الملتقى الأدبي الأول الذي عقد في إيران تحت عنوان (مطر الغدير) وشارك فيه شعراء وأدباء من غير المسلمين من بلدان أخرى؛ تابعونا على بركة الله وأشعار للأدباء ريمون القسيس وفيكتور إلكك وجورج شكور.
نبدأ إخوتنا ببعض ما قاله الأديب اللبناني الأستاذ ريمون القسيس وقد ولد بزحلة في بيت شعر وأدب وقال الشعر في ريعان شبابه، ومن أعماله الأدبية: أوراق، شاعر ومنائر.. أما في الإمام علي – عليه السلام – فله قصيدة ملحمية طويلة سماها: (علي الفارس الفقيه الحكيم) كما له أعمال أدبية أخرى تحت الطبع ومن قصيدته في الإمام علي عليه السلام قوله:
بذي الفقار الذي لولاك ما كانا
يا فارس الساح كم أرديت فرسانا
أين ابن ود؟ يصيح القفر مرتعداً
أصمى منيته كفراً وبهتانا
وها جحافل بدر خضت غمرهم
فكنت وحدك جيشاً جاش بركانا
وفي حنين وفي صفين أذهلهم
سيف أباد زرافات ووحدانا
سيف بكفك هل إلاّك يحمله
أنت العلي علي الله ما هانا
كما الشجاعة في جنبيك مورية
يوري بيانك أفكاراً وأذهانا
بمرقم خاذم كالسيف مكتنز
فقهاً وعلماً وحكماً هلّ تهتانا
تخط نهجاً بليغاً سامياً عطراً
والفكر يرتاد أكواناً وأكونا
أيها الأكارم، ومن هذه الأبيات البليغة في تصوير إقتران الشجاعة بالحكمة في شخصية مولى الموحدين، عليه السلام، والتي إخترناها من ملحمة (علي الفارس الفقيه الحكيم) للأديب المسيحي اللبناني الأستاذ ريمون القسيس، ننقلكم إلى أديب مسيحي آخر جذبته تجليات المثل العليا في نبي الرحمة ووصيه المرتضى عليهما وآلهما السلام، إنه الأستاذ الدكتور فيكتور إلكك وهو من مواليد بيروت والحائز على شهادته من جامعة طهران في فرع الأدب الفارسي وبإشراف فقيد الأدب الفارسي المرحوم بديع الزمان فروزانفر، وذلك عام ۱۹٦۰ وهو حالياً يترأس - فضلاً عن التدريس - مجلتي الدراسات الأدبية وفصلية ايران والعرب،،، ومن أشعاره المؤثرة قوله:
هللت عدن كبرت لفتاها
أحمد شمسها علي ضياها
في عروج إلى السماء تجلى
من غماماته الإمام وتاها
ذكريات من الغدير عظام
هرم الدهر والبلى ما كساها
والعراقان في سحيق مداها
أترعاها دماً ودمعاً وآها
يا إمام الهدى وناصر دين
نخوة الجهل روحه تأباها
سيفك الحق غيب الجهل لما
آية النور أرعدت في سماها
يا غديراً صفا الوقوف عليه
ماؤك الآسن استحال صفاها
مستمعينا الأفاضل، أما الشاعر المسيحي الثالث الذي اخترنا بعض ما أنشأه في أهل بيت النبوة – عليهم السلام – فهو من المعاصرين أيضاً وقد جذبته قوة قيم السماء الأستاذ الدكتور شكور من أعلام الأدب اللبناني المعاصر، وقد أنشأ ثلاثة ملاحم في أهل البيت، هي ملحمة الرسول الأعظم – صلى الله عليه وآله – وملحمة الإمام علي وملحمة الحسين.. وهو أستاذ اللغة العربية في جامعة القديس يوسف.
قال من ملحمته في الإمام الحسين – عليه السلام – ذات الثمانين بيتاً:
على الضمير دم كالنار موار
إن يذبح الحق فالذباح كفار
دم الحسين سخي في شهادته
ما ضاع هدراً به للهدي أنوار
وللشهادة طعم لم يذقه سوى
الشم الألى أقسموا إن يظلموا ثاروا
أما الحسين وريث للعلي فتى
الفتيان من نهجه في السر أسرار؟
وسيفه ذوالفقار الفذ ذو شطب
شهم التطلع فيما الغير غدار
خليفة المصطفى يوم الغدير وقد
أتاه من الغيب: بلغ أنت تختار
فقال: من كنت مولاه علي له
مولى، وبايع بالآلاف حضار
وبهذه الأبيات للأديب اللبناني الدكتور جورج شكور في وراثه الحسين – عليه السلام – للشجاعة العلوية، نختم لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بكل خير وفي أمان الله.