بسم الله وله الحمد تبارك وتعالى أرحم الراحمين، وأزكى صلواته على ينابيع رحمته للعالمين المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات..
الأدباء الدكتور ميشال كعدي والبروفسور جورج زكي والوزير جوزف الهاشم، هم ثلاثة من أعلام الشعر والأدب اللبناني المعاصر، ومن الأدباء المسيحيين الذين وجدوا في سير أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – ما يحيي في القلوب القيم الفطرية الإلهية التي يتطلع لها كل قلب سليم، فطفقوا يمدحونهم إذعاناً بأنهم – عليهم السلام – أعلام هداية تهدي المجتمع البشري برمته.
نماذج مما قاله هؤلاء الأدباء نقرأها لكم وقد إقتبسناها من تقرير نشره موقع (شيراز) الإلكتروني وقد أعده الأخ علي رضا خواجة بور، تابعونا مشكورين.
أيها الأطائب.. الأديب المبدع الأستاذ الدكتور ميشال كعدي هو من علماء لبنان وقد ولد بمدينة زحلة وبعد إكمال دراسته الإبتدائية دخل سلك طلاب العلوم الدينية في إحدى أديرة لبنان وكانت رسالته للدكتوراه وبتنسيق مع الفاتيكان في الإمام علي بن أبي طالب وعنوانها: (الإمام علي بن أبي طالب نهجاً وروحاً وفقهاً) وله كتب أخرى لا سيما في أهل البيت عليهم السلام منها ديوان شعر سماه رياحين الأئمة وهو تحت الطبع، من شعره في إعلان يوم الغدير الخالد:
قال في حجة الوداع المرير
وجموع الحجيج وسع بحور
وقفة إثر وقفة وانتشار
وكلام صميمه في الصدور
وتهاوى الحجيج عند نبي
مرشد الروح مفعم التعبير
والمجدون في المكان كصوت
في خفاياه نسمة المسرور
فعلي مني وأنا منه صدقاً
ذاك قول من مصطفى مبرور
وتناد الرسول صوتاً ونصحاً
فأعاد الصدى نداء الغدير
بعد قول الملاك صار كليماً
وكلاماً ولهفة للجدير
كانت هذه أبيات في ملحمة الغدير الخالدة للأديب اللبناني الدكتور ميشال كعدي، ونبقى مع الأدباء المسيحيين الذين أنشأوا مدائح لأهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – ومع الأديب الأستاذ البروفيسور جورج زكي الحاج وهو من مواليد بعلبك وأستاذ في جامعة لبنان برتبة بروفيسور له عدة كتب ومقالات منها النقد الأسود، سيرة لسان الحال، صباحات الخميس والصوت المصلوب.. كما له قصيدة في الإمام الحسين تقع في ستين بيتاً سماها يا ابن الكرام، قال في أبيات منها:
فتى الشهادة جئت اليوم أعتذر
منك السماح، وفيك الشعر يختمر
مرت سنين، ولم أكتبك مكرمة
ضج اليراع وكاد الطرس ينتحر
ما قيمة الشعر إن لم ينسكب قيماً
هي المعالي وفيها المرء يفتخر
وأنت للشعر محراب وملحمة
منك القوافي بلفح القدس تأتزر
فصار ذكرك للأبطال مفخرة
إيه حسين ببال الله تذكر
يا كربلاء رياح الظلم إن لفحت
أرض الهدى لا تقولي: الشرق يحتضر
تبقى بلادي منار الشرق ترشده
مهما توالت على إخضاعها زمر
ومن هذه الأبيات الحسينية للبروفيسور الأديب جورج زكي الحاج إلى أبيات تدعو الأمة العربية جمعاء إلى اقتباس قيم الحياة الكريمة من منهج أهل بيت النبوة – عليهم السلام – وهي من إنشاء الأستاذ جوزيف الهاشم الأديب اللبناني الشهير وهو من مواليد مدينة الشوف، أكمل دراسته بجامعة القديس يوسف في فرع الأدب العربي ثم مارس النشاط السياسي فانتظم في حزب الكتائب ثم تولى عدة حقائب وزارية، منها وزارة الإقتصاد والبريد وغيرها، ولكنه ورغم مشاغله السياسية والدبلوماسية لم يغفل من الشعر والأدب فراح ينظم القصائد العصماء ويشارك في الأندية والأوساط الشعرية ومن أعماله الأدبية مجموعة قالها بوحي من أهل بيت النبوة سماها العلويات، قال في بعضها:
بيني وبينك همسة وكلام
يا أمة ضاقت بها الأيام
سكنت يداها واستكان حسامها
والمجد أين المجد؟ كيف ينام؟
كم هامة خرت على أقدامها
عبر الزمان وكم تهاوت هام!
ما بالها رقدت على حقب هوى
أسيادها واستحفل الإجرام
فتقهقرت يا ويلها من أمة
صرعت أئمتها وغاب إمام
وبهذه الأبيات التي يدعو فيها الأديب المسيحي اللبناني جوزيف الهاشم الأمة لإستلهام قيم أهل البيت المحمدي – عليهم السلام – كمنطلق لنهضتها وتحررها، نختم أيها الأكارم، هذه الإطلالة القصيرة على ما قاله أعلام الأدباء المسيحيين في أهل بيت النبوة – عليهم السلام – نشكر لكم طيب الإستماع لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. في أمان الله.