بسم الله وله الحمد خالصاً إذ جعلنا من محبي وشيعة صفوته المنتجبين سيد خلائقه أجمعين الحبيب الصادق الأمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات، أطيب تحية مفعمة بالرحمة من الله والبركات، نحييكم بها ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة اليوم مع مدائح الأنوار الإلهية، نعطر فيها قلوبنا ونروح أرواحنا بقراءة أشعار في مدح أهل بيت الرحمة – عليهم السلام – والطلب من الله عزوجل أن يعجل فرج خليفته وبقيته المهدي المنتظر الذي وعد عباده بأن يملأ به الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا.
وهي من إنشاء مؤسس الرابطة الأدبية في حوزة النجف الأشرف العالم الجليل والأديب المبدع والخطيب الحسيني المخلص المرحوم الشيخ محمد علي اليعقوبي، وقد أثرى المكتبة الإسلامية بحدود ثلاثين كتاباً وديواناً وظل يخدم الفكر الإسلامي الأصيل بقلمه وشعره إلى أن توفاه الله محموداً سنة ۱۳۸٥ للهجرة – رضوان الله عليه - .
ولكن قبل أن نقرأ ما اخترناه لكم من ديوانه، نتوقف عند مقطوعة قصيرة للفقيه الجليل آية الله السيد جواد العاملي وهو من أبرز فقهاء الإمامية في القرن الهجري الثالث عشر ومؤلف الموسوعة الفقهية القيمة (مفتاح الكرامة).
فلهذا السيد الجليل مقطوعة مقتبسة من الحديث النبوي الشهير (يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت وما عرفني إلا الله وأنت وما عرفك إلا الله وأنا).
والمقصود هو المعرفة الكاملة أي المعرفة السليمة بأعلى مراتبها، قال الفقيه العاملي:
تالله ما عرف الإله من الورى
غير النبي محمد ووصيه
كلا ولا عرف النبي محمد
غير الإله بكنهه وليه
وكذاك ما عرف الوصي بكنهه
أحد سوى رب السما ونبيه
أيها الأطائب.. ونجد في الأبيات التالية من ديوان الذخائر للعالم الأديب الشيخ اليعقوبي، إشارات بليغة لعدة من الأحاديث الشريفة المبينة لمقامات أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – قال رضوان الله عليه:
لولاهم ما ذر في الأفق شارق
ولا اخصل روض الأرض أخضر عودها
وهم أيقظوا من رقده الجها أمة
إلى الحشر لولاهم لدام رقودها
فمن يساويهم وهم سادة الورى
وهل يستوي ساداتها وعبيدها
بهم قرت الدنيا وهم فوق أرضها
وطاب بهم بعد الممات صعيدها
إذا فوخروا يوماً بمجد وسؤدد
غدا طارف العليا لهم وتليدها
ربت في حجور المكرمات وإنما
ظهور الجياد الصافنات مهودها
ينابيع وحي بالعلوم تفجرت
صدور الورى عنهم ومنهم ورودها
وتالله ما حادت عن الرشد والهدى
سوى فئة قد كان عنهم محيدها
مناقب في جيد الليالي كأنها
عقود يباهي الشهب فيهن جيدها
سمت حيث لو أن الكواكب حاولت
صعوداً لأدناها لعز صعودها
ومن ديوان الخطيب اليعقوبي أيضاً نقرأ الأبيات التالية التي نتوجه بها معاً لمولانا إمام العصر – عليه السلام – قائلين:
فيا حبذا يوم به تنشر اللوا
وتشهر ذاك المشرفي من الغمد
تصول بجند من ملائكة السما
كجدك لما صال في ذلك الجند
يسد الفضاء الرحب عداً وعدة
ولم يبق دون الحق للشرك من سد
كأن المواضي البيض إن أمطرت دماً
بروق وأصوات الملائك كالرعد
ونسمع روح القدس في أفق السما
ينادي بأهل الأرض قد ظهر المهدي
فتجمع شمل المسلمين مؤلفاً
قلوباً طواها الإختلاف على الحقد
وتستل في كفيك سيف محمد
ومنه على عطفيك فضفاضة السرد
وتسترجع الأمر الذي استأثرت به
كما شاءت الأعداء في الحل والعقد
نلاقي بلا وعد محياك طالعاً
وما أحسن اللقيا تجيء بلا وعد
وبهذه الأبيات المهدوية التي تفجرت بها قريحة الأديب العالم الشيخ محمد علي اليعقوبي رضوان الله عليه، ننهي أيها الأكارم، لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. في أمان الله.