بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء إذ هدانا إلى معرفة آيات رحمته الكبرى للعالمين المصطفى الأمين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، أطيب تحية نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج نتقرب فيه إلى الله عزوجل بقراءة ثلاثة مقطوعات في مدح قمر الوفاء الفتى العلوي الغيور أبي الفضل العباس بن أمير المؤمنين عليهما السلام.
وتشتمل شخصية وسيرة أبي الفضل على أسمى الدروس التي تعين المؤمنين على التجسيد العملي للولاء الحق لأهل بيت الرحمة _عليهم السلام_ ولذلك فإن مودته والتعلق القلبي به _سلام الله عليه_ من الوسائل العملية للتحقق بحقائق الولاء، وهذا بعض ما نحصل عليه من الشعر الولائي في مدحه، نختار منه بعض ما أنشأه ثلاثة من شعراء الولاء المعاصرين هم: العالم الجليل الشيخ محمد علي اليعقوبي من أعلام الحوزة النجفية وخطباء المنبر الحسيني في القرن الهجري الرابع عشر، ثم الأديب الشاب الأخ محمد الكاظمي والأديب الأخ رشيد الحائري، تابعونا على بركة الله.
نبدأ بالمقطوعة التالية من قصيدة طويلة للشيخ اليعقوبي المتوفى سنة ۱۳۸٥ ه ق، قال رضوان الله عليه:
أبا الفضل يا من ليس تحصى هباته
ومن ذا الذي يحصي النجوم الدراريا
حميت الهدى لما دعا بك نادباً
فللّه ندب كان للدين حاميا
ولبيت داعي الحق بالطف مذ دعا
وجاوبته لبيك لله داعيا
وجيش ابن حرب بالطفوف كأنما
أعدت عليه حرب صفين ثانيا
ملكت الفرات العذب والقلب لاهف
وكان عليه الجيش كالسد راسيا
تذكرت ما قاسى الحسين من الظما
وعدت ولم ترو الحشا منه ظاميا
أبوك فدى نفس النبي بنفسه
وكنت لسبط المصطفى الطهر فاديا
وإن يك قد واسى أبوك ابن عمه
فللسبط يوم الطف كنت المواسيا
فيا قمراً قد غاله الخسف بعدما
بدا في سماء الهاشميين زاهيا
تحجب منه البيض والسمر طلعةً
بأنوارها كانت تضيء الدياجيا
كانت هذه بعض أبيات قصيدة غراء للخطيب الحسيني المبدع الشيخ محمد علي اليعقوبي – رحمه الله – ومنها ننقلكم إلى قصيدة قصيرة وبليغة للشاعر الولائي الشاب محمد الكاظمي إختار لها عنوان (جمال العباس) ونشرها على موقع (جنة الحسين) الإلكتروني، قال حفظه الله:
تنام عيونهم ويبيت قلبي
على وهج المحبة في اشتعال
ويرغد ليله قلب خلي
وتسهر أعيني طول الليالي
هو القمر المنير وبدر ليل
وأنس الروح في وحش الخوالي
هو العباس جامع كل فضل
وزينة ماكتملن من الخصال
أيا من لامني في حبه صه
وهاك اسمع بإنصات مقالي
لقد قطعن أيديهن لما
نظرن كمال يوسف والجمال
فما يفعلن لو شاهدن حسناً
له تندك راسية الجبال
فلا عجباً إذا ما لاح فيهن
قطعن رؤوسهن من انذهال
ومن شعر الأديب الأخ رشيد الحائري نختار هذه الأبيات التي أنشأها في ومولد قمر الهاشميين – عليه السلام – قال:
بسمة الكرار تزهو ناديه
بوليد أم البنين الزاكيه
ولد العباس يا بشرى الورى
بمحيل الفضل عيناً جاريه
وحسين قد علته بهجة
بعضيد في الدواهي الداهيه
يكشف الكرب ويحمي ضعنه
يكفل الحورا بروح فاديه
وهو السقاء يسقي حزبه
رشفات من وفاء راويه
وهو الباب لمغناه ومن
بالولا يروي القلوب الصاديه
أخرج السبط له رايته
فتلقاها بكف حانيه
فعلا الكون نداء خالد
وله الأجيال طراً صاغيه
راية العباس تبقى عاليه
تاجها كف الغيور الساميه
نشرت للفتح في طف الفدا
تسقط الرايات وهي الباقيه
وبهذه الأبيات للأديب الولائي المعاصر الأخ رشيد الحائري ننهي لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له أيها الأطائب من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران، لكم منا دوماً خالص الدعوات ودمتم في أمان الله.