بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء إذ جعلنا من أهل مودة وشيعة صفوته المنتجبين حبيبه سيد النبيين وعترته الطيبين – صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين -.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، طبتم وطابت أوقاتكم بكل ما تحبون وفوق ما تحبون.. معكم في هذه الدقائق ونحن نتقرب إلى الله عزوجل بذكر أهل بيت رحمته العظمى للعالمين، وذلك من خلال ما اخترناه لكم من ديوان العالم التقي والأديب الولائي الغيور، آية الله السيد رضا الرضوي الهندي من أعلام الحوزة النجفية في القرن الهجري الرابع عشر.
ونبدأ بجميل تصويره – رضوان الله عليه – لآثار زيارة قبر الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وآله – حيث يقول:
جاشت النفس بالهموم ولكن
سكنت عندما وردنا المدينة
كيف لا تسكن النفوس ارتياحاً
عند من أنزلت عليه السكينة
ومن المدينة المنورة ينقلنا وإياكم السيد الرضوي إلى جنة الوصي المرتضى – عليه السلام – فيقول:
يا أيها النجف الأعلى لك الشرف
ضممت خير الورى يا أيها النجف
فيك الإمام أمير المؤمنين ثوى
فالدر فيك وما في غيرك الصدف
يا سائرين إلى أرض الغري ضحى
نشدتكم بأمير المؤمنين قفو
ما ضركم لو حملتم ما يبثكمو
صب غريب كئيب هائم دنف
وله – رضوان الله عليه – في مدح أمير المؤمنين – عليه السلام – أيضاً قوله:
لما دعاك الله قدما لأن
تولد في البيت فلبيته
جزيته بين قريش بأن
طهرت من أصنامهم بيته
ومن هذه الإشارة البليغة لجميل شكر الوصي المرتضى لنعمة ربه الكريم باختصاصة بشرف الولادة في بيته الحرام، نعود مع السيد رضا الهندي إلى المدينة المنورة ووقفة عند قبور أئمة البقيع الأربعة وأمهم الصديقة الكبرى – صلوات الله عليها وعليهم – قال رحمه الله مشيراً إلى جريمة هدم أضرحة هؤلاء الأئمة الأكارم:
أعز اصطباري وأجرى دموعي
وقوفي ضحى في بقاع البقيع
على عترة المصطفى الأقربين
وأمهم بنت طه الشفيع
هم آمنوا الناس من كل خوف
وهم أطعموا الناس من كل جوع
وهم روعوا الكفر في بأسهم
على أن فيهم أمان المروع
وقفت على رسمهم والدموع
تسيل ونار الجوى في ضلوعي
وكان من الحزم حبس البكاء
لو أن هنالك صبري مطيعي
وهل يملك الصبر من مقلتاه
ترى مهبط الوحي عافي الربوع
وقيمه يمنع الزائرين
من لثم ذاك المقام المنيع
وهذا مقام يذم الصبور
عليه ويحمد حال الجزوع
ويا ليت شعري ولا تبرح الليالي
تجيء بخطب فظيع
أكان إليهم أساه النبي
فيجزونه بالفعال الشنيع
لئن كان في مكة صنعهم
بحجاجها نحو هذا الصنيع
فلست أرى الحج بالمستطاع
ولا واجد المال بالمستطيع
كانت هذه مستمعينا الأفاضل، قصيدة في مدح أئمة البقيع للأديب العالم آية الله السيد رضا الهندي – رضوان الله عليه - .
ونشفعها بالأبيات التالية في مدحهم – عليهم السلام – للأديب والخطيب الحسيني الشيخ أحمد الوائلي حيث يقول – رضوان الله عليه – في ختام قصيدة في مدح الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام -:
يا ترب طيبة يا أريج محمد
يا قدس عطره البقيع الغرقد
أفدي صعيدك بالجنان وكيف لا
وبنو علي على صعيدك رقد
حسن وزين العابدين وباقر
والصادق البحر الخضم المزبد
أولاء هم عدل الكتاب ومن بهم
نهج النبي وشرعه يتجدد
وهم ذوو قربى النبي فويل من
قتلوا بقتلهم النبي وألحدوا
وأبوا عليهم أن يشيد مرقد
لهم.. وشيد للتوافه مرقد
مهلاً فما مدح اللباب بقشره
والسيف يبني المجد وهو مجرد
لابد من يوم على أجسامهم
كمثال أهل الكهف يبنى مسجد
حيتك يا روض البقيع مشاعر
قبل الجباه على ترابك تسجد
وروت ثراك عواطف جياشة
وسقت رباك مدامع لا تربد
وبهذا نصل أيها الأكارم إلى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران جزيل الشكر وفي أمان الله.