البث المباشر

قم وأرمق النجف الشريف

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 08:44 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 624

بسم الله وله الحمد على عظيم ما أنعم الله به علينا من البراءة من أعدائه وأعداء أوليائه الصادقين ورحمته الكبرى للعالمين حبيبه الصادق الأمين وعترته الطيبين الطاهرين – صلوات الله وبركاته وتحياته عليهم أجمعين -.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات... تحية ملؤها رحمة من الله وبركات نهديها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج.
قصيدة غراء تمتاز بأسلوب بديع في مدح أمير المؤمنين وشبليه الحسن والحسين – عليهم السلام – هي التي إخترناها لحلقة اليوم، وهي تشبه في أسلوبها قصيدة الأديب السوري محمد المجذوب الشهيرة التي يخاطب فيها معاوية قائلاً:

قم وأرمق النجف الشريف بنظرة

يرتد طرفك وهو خاس أرمد


ففي القصيدة يخاطب منشؤها معاوية مؤنباً على معاداته لأمير المؤمنين – عليه السلام – وسمه للسبط المحمدي الأكبر – عليه السلام – مصوراً في غضون ذلك جملة من المناقب العلوية.
وهذه القصيدة الغراء هي من إنشاء الكولونيل اللبناني حبيب غطاس الذي شرح الله صدره لدينه الحق فانتقل من النصرانية إلى الإسلام وثبت على موالاة أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – رغم كل الضغوط التي تعرض لها، حتى توفاه الله سنة ۱۳۸٥ رضوان الله عليه.
قال هذا الأديب الولائي:

معاوية مضى زمن التصابي

وشعرك أبيض رغم الخضاب

وظهرك منحن مما علاه

من الآثام في زمن الشباب

وقد رجفت يداك كمن علاه

من الشيطان مس من عذاب

وها رجلاك إحداها بقبر

به النيران كالبحر العباب

ورجل فوق عرش الملك تحكي

أمان الناس في طلب السراب

وأنت تموت من هلع وخوف

كمن لاقى الأفاعي وسط غاب

ألم تعرف معاوية علياً

أخا المختار في أم الكتاب

صراط مستقيم ليس فيه

اعوجاج والتواء عن جواب

وقد نزلت به الآيات تترى

كسيل جاء من أعلا الهضاب

ألم تقرأ كتاب الله يوماً

فتعرف أنه عال الجناب

ففي بدر أمات الشرك سيف

له الله من قطع الرقاب

وفي أحد وقى المختار حقاً

بروحه وبالجسد العجاب

وفي ذات السلاسل قد رؤوه

يجر القوم في تلك الرواب

كأنهم نعاج في قيود

تؤب بذلة بعد اقتراب

يريد الموت حيدرة ليرقى

يفر الموت منه في ارتياب

وفي الأحزاب قام يريد عمروا

فأقعده النبي بلا عتاب

وكل القوم في ذعر ورعب

يهز رقابهم هول المصاب

فقام إليه ساعتها علي

كما أن الأسود إلى الوئاب

وسيف (ذوالفقار) يشع ناراً

فجندله علي في التراب

وكبر أحمد فرحاً وبشرى

وهللت الملائكة في السحاب

ألم تعلم بزوجته عليها

سلام الله أم للشباب

وفي سبطي رسول الله فخر

وجاه قد علا فوق السحاب

فدى حسن عيالي ثم أهلي

شبيه المصطفى من ألف باب

فأنت سقيته سما ليس يعفو

ليكرعها ويدفن في الرحاب

غدرت به بأرض ليس فيها

له إذ ذاك غير الإنسحاب

وقد جاء ابنك الملعون يوماً

وفي أحشائه أم الحباب

فحز من الحسين فدته نفسي

نياط العنق من زين الشباب

لقد خشع الزمان لهول جرم

خشوع الناس في يوم الحساب

وإني أعاديه وليس أخشى

وربي حر نار في المآب

وأنت يزيد شيطان رجيم

عن الإسلام والقرآن حابي


جزى الله خيراً المؤمن الصابر المرحوم الكولونيل اللبناني حبيب غطاس على صدق براءته من أعداء الله وأوليائه والتي تطفح بها الأبيات التي قرأناها لكم من قصيدته المتقدمة في مدح الوصي المرتضى وسبطي رسول الهدى عليه وآله أفضل الصلاة والسلام.
وبهذا نصل إلى ختام حلقة أخرى من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. لكم منا خالص الدعوات ودمتم في رعاية الله سالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة