بسم الله وله خالص الحمد إذ رزقنا محبة وموالاة صفوته المنتجبين معادن حكمته وينابيع رحمته للعالمين محمد وآله الطاهرين _صلوات الله عليهم أجمعين_.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج ننور قلوبنا فيها بقراءة طائفة من أشعار الأدب الصادق الممجد للقيم الإلهية من خلال مدح أولياء الله الصادقين الذين تجلت فيهم هذه القيم بأسمى صورها فانتشر أريجها الطيب في العالمين.
وهذه الأشعار لا نختارها من ديوان أديب مسلم، بل هي لأديب مسيحي رأى الجمال الإلهي متجلياً في أهل بيت النبوة المحمدية – عليهم السلام – فتنزه عن التعصب الديني وأنشد الكثير من الأشعار في مدحهم – عليهم السلام – إنه صاحب ملحمة الغدير الشعرية الشهيرة، الأستاذ الكاتب والشاعر الفاضل بولس سلامة قاضي بيروت المسيحي المولود سنة ۱۳۲۰ للهجرة والمتوفى سنة ۱۳۹۹ – رحمة الله عليه -.
قال هذا الأديب من قصيدة طويلة نقلها معاصره السيد محسن الأمين رحمة الله عليه في المجلد الخامس من موسوعة أعيان الشيعة:
يا أهل بيت المصطفى طيبكم
يزداد فوحاً بازدياد السنين
نهلتم الحكمة من نبعها
ومن أمير الضاد والمؤمنين
نزل بعد الوحي تنزيله
نثر اللآلي في البيان الرصين
يزيدها كر المدى جدةً
وكلما تقادمت تستبين
فاعجب لأرث من كنوز النهى
فيه النصارى تزحم المسلمين
وفي قصيدة ثانية يشير – رحمه الله – إلى حديث الثقلين النبوي وأحاديث أخرى روتها المصادر المعتبرة عند مختلف الفرق الإسلامية فيخاطب أهل بيت النبي الأحمد – صلى الله عليه وآله – قائلاً:
عترة الطهر يا ورود الخمائل
عطري الجو بالشذا والفضائل
يا شروق الأنوار في غيهب الأز
مان ظلت على العصور مشاعل
أيها المركب القوي شراعا
سر على البحر لو تعالى جحافل
قال طه تركت فيكم كتاب
الله بعدي وأهل بيتي وسائل
فاحفظوني في عترتي أهل بيتي
يحفظ الكف من أحب الأنامل
سبني من يسبهم ورماني
من رماهم فالقلب أوحد كامل
فبهم أبهل الخصوم وما في
الأرض من يقرب العرين مباهل
جمع الله خمسة في كساء
ليس فيه إلا الجسوم فواصل
وعلي مني كهارون من موسى
ولكن من النبوة عاطل
إنه الباب في مدينة علمي
وهو أتقى من شرف الأرض ناعل
لو مشى الناس واديا وعلي
واديا فاتبع صراط العاقل
رأيه حكمة السماء ونبع
الحق فانزل على صفي المناهل
ونبقى مع الأديب المسيحي الفاضل القاضي بولس سلامة وهو يختم ملحمته الشهيرة في مدح أمير المؤمنين – عليه السلام – المعروفة الغدير، بالأبيات التالية حيث يدعو الله عزوجل قائلاً:
يا إله الأكوان أشفق عليا
لا تمتني غب العذاب شقيا
أنت ألهمتني مديح علي
فهمى غيدق البيان عليا
وتخيرت للأمير وأهل
البيت قلبا آثرته عيسويا
هكذا كان صهر أحمد يضفي
نبله ملء سرحة الدهر فيا
هو فخر التاريخ لا فخر شعب
يدعيه ويصطفيه وليا
لا تقل شيعة هواة علي
إن في كل منصف شيعيا
يا علي العصور هذا بياني
صغت فيه وحي الإمام جليا
أنت سلسلت من جمانك
للفصحى ونسقت ثوبها السحريا
يا أمير البيان هذا وفائي
أحمد الله أن خلقت وفيا
جلجل الحق في المسيحي حتى
عد من فرط حبه علويا
فإذا لم يكن علي نبيا
فلقد كان خلقه نبويا
سفر خير الأنام من بعد طه
ما رأى الكون مثله آدميا
يا سماء اشهدي ويا أرض قري
واخشعي إنني ذكرت عليا
وبهذه الأبيات المؤثرة التي فجرتها في قلب القاضي المسيحي بولس سلامة، الكمالات المحمدية لأميرالمؤمنين – عليه السلام – نختم أيها الأطائب حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بألف خير.