بسم الله وله خالص الحمد وعظيم الثناء منير الأرض والسماء بأنوار صفوته الرحماء سيد الأنبياء وآله الأصفياء صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار، السلام عليكم أيها الأطائب، أطيب تحية نهديها لكم ونحن نلتقيكم بتوفيق الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
نقرأ لكم في هذا اللقاء طائفة من الشعر الصادق في مدح مولى الموحدين تفجرت به قريحة شاعر مسيحي مبدع جذبته قوة القيم الإلهية السامية التي تجلت في الوصي المرتضى – عليه السلام – إنه قاضي بيروت المسيحي الأستاذ الفاضل بولس سلامة صاحب ملحمة الغدير والعديد من القصائد الغراء في مدح الإمام الحسين – عليه السلام – وملحمة عاشوراء.
والقاضي بولس سلامة هو من أعلام أدباء لبنان في القرن الهجري الرابع، فقد ولد سنة ۱۳۲۰ للهجرة وتوفي سنة ۱۳۹۹ رحمة الله عليه.
قال الشاعر المسيحي الفاضل القاضي بولس سلامة في قصيدة رقيقة يصور فيها ببلاغة مضمون الروايات التأريخية بشأن ولادة أميرالمؤمنين – عليه السلام – وتسميته ومبادرته للإسلام بالنبي الخاتم صلى الله عليه وآله:
سمع الليل في الظلام المديد
همسة مثل أنة المفقود
من خفي الآلام والكبت فيها
ومن البشر والرجاء السعيد
حرة لزها المخاض فلاذت
بستار البيت العتيق الوطيد
كعبة الله في الشدائد ترجى
فهي جسر العبيد للمعبود
صبرت فاطم على الضيم حتى
لهث الليل لهثة المكدود
وإذا نجمة من الأفق خفت
تطعن الليل بالشعاع الجديد
وتدانت من الحطيم وقرت
وتدلت تدلي العنقود
تسكب الضوء في الأثير دفيقا
فعلى الأرض وابل من سعود
واستفاق الحمام يسجع سجعاً
فتهش الأركان للتغريد
بسم المسجد الحرام حبورا
وتنادت حجارة للنشيد
كان فجران ذلك اليوم فجر
لنهار وآخر للوليد
هالت الأم صرخة جال فيها
بعض شيء من همهمات الأسود
دعت الشبل حيدراً وتمنت
واكبت على الرجاء المديد
أسداً سمت إبنها كأبيها
لبدة الجد أهديت للحفيد
بل علياً ندعوه قال أبوه
فاستفز السماء للتأكيد
يهرم الدهر وهو كالصباح باق
كل يوم يأتي بفجر جديد
وحبا الطفل نابها هاشميا
خصب عقل وساعد من حديد
ورآه النبي كنزا صغيرا
طلعة الليث في بهاء العيد
بدل (القاسم) الفقيد عليا
بدل الدر طارفا بتليد
وتلا زوجة النبي علي
بكر من آمنوا وبكر الخلود
أول المسلمين لله طوعا
بكره عند حوضه المورود
وأبوه الحامي الرسول من العد
وإن والبطش والردى والوعيد
إذ تداعت قريش للغدر كالعقبان
تسطو بالبلبل الغريد
نزلت آية تقول ألا أصدع
واتل إنذار خالق لعبيد
ودعا السمح أهله لطعام
جاد فيه الكريم بالمجهود
ودعاهم لله للنور للجنات
خضرا على الزمان الأبيد
لم تحرك يد ولا اهتز طرف
أو لسان يهم بالتأييد
كلهم غير واحد تتشظى
بين جنبيه جمرة الصيهود
قال إني لها وإن كنت غض
العمر فالسيف للعتاة بريدي
وإذا بالنبي يرسل قولا
رن في مسمع الزمان البعيد
أنت مني ووارثي ووزيري
وعلى الحوض أنت بكر شهودي
إنك البكر في الشهادة والأخلاق
والعلم والفعال الحميد
كانت هذه مستمعينا الأفاضل طائفة من الأبيات في مدح أمير المؤمنين – عليه السلام – إخترناها من إحدى قصائد الأديب الفاضل، القاضي بولس سلامة وهو من علماء نصارى لبنان الذين جذبتهم القيم العلوية الفاضلة فانبروا لمدح مولى الموحدين – عليه السلام – وقد قرأناها لكم في لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار)، إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، دمتم بكل خير وفي أمان.