بسم الله وله خالص الحمد والثناء إذ جعلنا من أمة وشيعة سيد الأنبياء وآله الرحماء صلوات الله عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
السلام عليكم أيها الأكارم ورحمة الله وبركاته...
تحية طيبة وأهلاً بكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج نخصصها لبعض ما قاله أدباء النصارى في مدح أهل بيت النبوة المحمدية لاسيما مولانا، مولى الموحدين الإمام علي أميرالمؤمنين عليه السلام.
وظاهرة إهتمام أدباء النصارى وعلمائهم في مدح أئمة البيت المحمدي من الظواهر الفريدة في التأريخ الإنساني تعبر عن قوة ظهور القيم الإنسانية والإلهية السامية في سيرة النبي الأكرم وأهل بيته الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وقد اخترنا لهذا اللقاء مقطوعتين من نماذج هذا الشعر من القرون الأولى والقرون الأخيرة، الأولى لإبن إسحاق الرسعني الموصلي من القرن الهجري الرابع والثانية للأديب المصري عبد المسيح الأنطاكي من القرن الرابع، تابعونا على بركة الله.
مستمعينا الأفاضل، المقطوعة التالية من شعر ابن إسحاق الموصلي النصراني نقلتها عدة من المصادر الأدبية والتأريخية لعلماء من مختلف المذاهب الإسلامية، مثل البيهقي في كتاب (المحاسن والمساوئ) والزمخشري في كتاب ربيع الأبرار وابن حيان في التفسير المحيط وأبوالعباس القسطلاني في (المواهب اللدنية) وغيرهم وفيها يقول هذا الأديب النصراني:
عديٌّ وتيمٌ لا أحاول ذكرها
بسوء ولكني محب لهاشم
وما تعتريني في علي ورهطه
إذا ذكروا في الله لومة لائم
يقولون ما بال النصارى تحبهم
وأهل النهى من أعرب وأعاجم
فقلت لهم إني لاحسب حبهم
سرى في قلوب الخلق حتى البهايم
ومن القرن الهجري الرابع ننقلكم إلى القرن الهجري الرابع عشر، والأديب القبطي المصري عبد المسيح المصري، فقد أنشأ في مدح مولى الموحدين وأميرالمؤمنين، ملحمة طويلة تبلغ خمسة آلاف وخمسمئة وخمسة وتسعين بيتاً سماها (القصيدة العلوية المباركة) نقل منها العلامة الأميني في كتاب الغدير الآتية:
للمرتضى رتبة بعد الرسول لدى
أهل اليقين تناهت في تعاليها
ذوالعلم يعرفها ذوالعدل ينصفها
ذوالجهل يسرفها ذوالكفر يخفيها
وإن في ذلك إجماعاً بغير خلا
ف في المذاهب مع شتى مناحيها
وإن أقر بها الإسلام لا عجب
فإنه منذ بدء الوحي داريها
وإن تناهى جموع المسلمين بها
فقد وعت قدرها من هدي هاديها
بل جاوزتهم إلى الأغيار فانصرفت
نفوسهم نحوها بالحمد تطريها
وذي فلاسفة الجحاد معجبة
بها وقد أكبرت عجباً تساميها
ورددت بين أهل الأرض مدحتها
فيه وقد صدقت وصفاً وتشبيها
ويتابع الأديب المصري عبد المسيح الأنطاكي النصراني مديحته مشيراً إلى مدح علماء النصارى لمولى الموحدين – عليه السلام – فيقول:
كذا النصارى بحب المرتضى شغفت
ألبابها وشدت فيه أغانيها
فلست تسمع منها غير مدحته الغـ
رّاء ما ذكرته في نواديها
فارجع لقسّانها بين الكنائس مع
رهبانها وهي في الأديار تأويها
تجد محبته بالإحترام أتت
نفوسها وله أبدت تصبيها
وانظر إلى الديلم الشجعان خائضة
الحروب والترك في شتى مغازيها
تلف استعاذتها بالمرتضى ولقد
زانت بصورته الحسنا مواضيها
وآمنت أن ترصيع السيوف بصو
رة الوصي ينيل النصر منضيها
كانت هذه مستمعينا الأفاضل بعض ما قاله أدباء النصارى وعلماؤها في مدح سيد الوصيين ومولى الموحدين الإمام علي – عليه السلام – قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران جزيل الشكر مقروناً بخالص الدعوات وفي أمان الله.