بسم الله وله الحمد إذ وفقنا للتقرب إليه بموالاة صفوته المنتجبين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، على بركة الله نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج وقد أعددنا لكم فيها ما يتسع له وقتها من أبيات قصيدة غراء في مدح سيد الإباء الحسين وإعلان البراءة من أعداء الله طواغيت بني أمية الذين باؤوا بقتله – صلوات الله عليه – عنوان هذه القصيدة هو (هذا هو المجد) وقد أنشأها الأديب الولائي المعاصر الأستاذ السيد علي جليل الوردي الحسيني رحمه الله، واختار لها هذا العنوان لإشتمالها على رد قصيدة للشاعر الشهير، أحمد شوقي، مجد فيها بني أمية غافلاً عن عشرات الأحاديث الشريفة التي روتها مصادر الفريقين وحذرت المسلمين منهم ومن إفسادهم في الأرض، ومتجاهلاً تأريخ جناياتهم الذي صدق هذه التحذيرات النبوية.
قال السيد الوردي في قصيدته الملحمية مخاطباً سيد الشهداء عليه السلام:
ذكراك للمبتلى روح وريحان
ونور حبك في الألباب إيمان
يا بهجة المصطفى يا ضوء ناظره
آيات مجدك للأجيال فرقان
شدا بها الملأ الأعلى ورتلها
في روضة القدس بين الحور(رضوان)
فرن إيقاعها في الخلد منتشراً
فهب هاشم جذلاناً وعدنان
قالا وللزهو في برديهما ألق
والكل من سحر هذا النغم نشوان
تالله لم يتل قبل اليوم ملحمة
كهذه في رياض الخلد جنان
ولا رأينا كمثل ابن البتول فتى
يني إليه العلى والعز والشان
إن كان للمجد عنوان فأنت له
مهما تباينت الأمجاد عنوان
تنسى ذكاء إذا ما الليل يعقبها
ونور مجدك لا يعروه نسيان
لله سفر فخار أنت كاتبه
ما خطهم نبناة الفخر إنسان
يشع في حلك الأيام مؤتلقاً
وطي أنواره هدي وعرفان
سرت به في ظلام الدهر آمنة
من الضلالة أظعان وركبان
فهو الدليل إذا ضلت نجائبهم
وهو المنار إذا ماتاه ربان
صفاتك الغر أسمى أن يقوم بها
نظم ونثر وإبداع وإحسان
مآثر في سماء العز مشرقة
لم يأل ترتيلها شيب وشبان
تضوع في دولة الأمجاد نشر هدى
فينتشي بشذاها الإنس والجان
في نفس كل أبي من سناك سناً
وقلب كل كريم منك تحنان
هذا هو المجد لا ما قال قائلهم:
قم ناج جلّق وانشد من بانوا
بنو أمية للشيطان ما صنعوا
وللضلالة ما شادوا وما دانوا
شدوت في ملكهم هل إن ملكهم
إلا ضلال وتدليس وبهتان؟!
من كل محتقر في زي محترم
ومبصرين وهم – تالله – عميان؟!
أهولاء يسودون الأنام هدىً
وهؤلاء لدين الله أعوان؟!
أنى لهم بأصول الدين معرفة؟!
هل يعرف الدين خمار ودنان؟!
وقيل: قد فتح الأمصار جيشهم
وامتد منهم على الآفاق سلطان
فقلت: وا عجباً فتح ولا خلق
ومجد سيف ولا عدل ولا إيمان!
ما قيمة الفتح إن ساد الفساد به
وعم في ظله ظلم وطغيان؟!
ما الفتح أن تخضع الأقطار عن جشع
الفتح عدل وأخلاق وعمران
يا من قد ارتاب فيما قلت معترضا
الحق للحق تأييد وبرهان
فتلك يثرب سلها عن مثالبهم
تنبيك يثرب والأنباء أشجان
حمى النبي أباحوه.. فوا عجبا!
استقرت على الأقذاء أجفان؟!
وذلك البيت بيت الله قد هدمت
جوانب منه حيث اندك أركان!
وقبلها وقعة في الطف دامية
شبت لها في فؤاد الحق نيران
ويا سماء اخجلي أن تطلعي قمراً
ففي ثرى الطف أقمار لها شان
أبوا سوى العز في أسمى مراتبه
فاستشهدوا فيه لا ذلوا ولا هانوا
سقوا رياض المعالي من دمائهم
والكل منهم صدى القلب ظمان
مضوا إلى ربهم يحدوهم بطل
تشدو بذكراه أحقاب وأزمان
كانوا مصابيح للعلياء مشرقة
فهل سألت بني مروان ما كانوا؟!
فيا أمير القوافي إن أردت علاً
قف في ربي الطف وانشد رسم من بانوا
ودع أمية فالتاريخ يعرفهم
ولا يغرنك سلطان وتيجان
كانت هذه – مستمعينا الأفاضل – طائفة من أبيات قصيدة (هذا هو المجد) التي أنشأها الأديب الولائي المعاصر السيد علي جليل الوردي الحسيني في مدح سيد الشهداء – عليه السلام – والبراءة من أعدائه، أعداء الله فجزاه الله خيراً.
وبهذا ننهي حلقة اليوم برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.. دمتم بكل خير وفي أمان الله.