البث المباشر

حيّتك السماء

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 08:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 619

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على شموس نور الله محمد وآله الهداة إلى الله.
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله...
في هذا اللقاء من برنامجكم (مدائح الأنوار) نقرأ لكم قصيدتين مؤثرتين للكونوليل اللبناني والمؤمن الصادق الأستاذ حبيب غطاس الذي تخلى عن رتبته العسكرية المرموقة في الجيش اللبناني، حفظاً للدين الحق الذي هداه الله إليه بعد أن كان نصرانياً، وبسبب إسلامه خيره الرئيس اللبناني يومذاك فؤاد شهاب بين العودة عن إسلامه أو عن رتبته العسكرية لأن بنود التوافق اللبناني يحصر الرتب العسكرية العالية بالمسيحيين؛ فبقى ملتزماً بإسلامه وولائه لأهل البيت – عليهم السلام – حتى وفاته سنة ۱۳۸٥ للهجرة.
في هذا اللقاء نقرأ لكم مقطوعتين في مدح أمير المؤمنين – عليه السلام – يقول في الأولى منها:
أبا الحسنين حيتك السماء
فأنت لها وللأرض الضياء
وأنت دعامة الملهوف حقاً
بمشرقها ومغربها سواء
لقد وحدت ربك مذ تبدى
من الدين الحنيف لك البهاء
ولم تسجد لمعبود سواه
ولم يغررك في الدنيا علاء
وأحمد سر هذا الكون طرا
أخوك فمهجتي لكما الفداء
أنا أسلمت والمولى شهيد
لحبكما وعادتي الوفاء
سألت الله أن يرضاني عبدا
لأهل البيت بيع أو هباء

ومن هذه المقطوعة التوحيدية المؤثرة ننقلكم أيها الأطائب إلى قصيدة مؤثرة ثانية لهذا الأديب الولائي الذي شرح الله صدره لدينه الحق وأفعم قلبه بمحبة أوليائه الصادقين محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، عنوان هذه القصيدة هو (شكوى لأمير المؤمنين) يشرح فيها الكولونيل حبيب غطاس بعض ما عاناه بسبب إنتقاله من النصرانية إلى الإسلام ثم تشيعه لأهل البيت – عليهم السلام – قال رحمه الله:
أنين أم صراخ الموجعينا
على جمر الغضى ناموا السنينا
أمير المؤمنين أم الليالي
أرادت أن نكون معذبينا
يعيرنا سفيههموا بدين
رضيناه بإذن الله دينا
وهم براؤا حيث بدين
فلا صلوا ولا صاموا يقينا
لقد اتخذوا من الدينار عجلا
وقد جعلوه لله القرينا
فضلوا عن سبيل الحق حتى
رمونا بالضلالة ظالمينا
وليس نرى بما قالوه إلا
عتوا بئس قول الجاهلينا
فهم طعنوا بسكين فؤادي
لكي تجري دمانا ما حيينا
أمير المؤمنين هواك ديني
وإسلامي لرب العالمينا
فما بال الأولى ممن رمونا
بكفر لم يروا فينا الأمينا
ولست بعابد شمساً وبدراً
لأني لا أحب الآفلينا
وإني مسلم قلباً وروحاً
ومتبع كلام المرسلينا
أمير المؤمنين فدتك روحي
فهلا كنت لي دوماً معينا
لقد حاربت ما حاربت عمري
لأدفع من حوالي الظنونا
ولكن الزمان وقد تصدى
وجاء مخالف الدهر الخؤونا
ليرميني بآفات الليالي
ويكسرن من الظهر المتينا
فما لانت قناتي ورب عيسى
ولكن زدت إيماناً ودينا
وجئت لبابك العالي أنادي
وأغثني يا أمير المؤمنينا
أغثني يا أبا الحسنين إني
ببابك واقف عبداً أمينا
فمد إلي باعك وانتشلني
فقد أوتيت سلطاناً مبينا
وزدني من عطائك ما يقوي
على طول المدى قلبي الحزينا
فألقى وجه ربي وهو راض
ووجهك عندما أجد المنونا
عليك تحية الرحمن تترى
أبا حسن وخير المتقينا

رحم الله الأديب الولائي الصابر الكولونيل اللبناني حبيب غطاس وجزاه الله خير الجزاء على عميق ولائه لأهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – وجزاكم الله خيراً على جميل متابعتكم لقصيدته (شكوى إلى أمير المؤمنين) التي قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران خالص الدعوات وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة