بسم الله و له الحمد منير السموات و الأرضين بأنوار بيت رحمته الكبرى للعالمين المصطفى الأمين و آله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم أيها الأكارم و رحمة الله و بركاته،
يعد الثائر الحسيني النقي السيد العلوي الشهيد أبو الحسين زيد بن علي السجاد _عليه السلام_ من أعلام الثائرين على الطغيان الأموي بإخلاص نية و صدق جهاد في سبيل الله عزوجل، و قد شهدت له بذلك عدة من الأحاديث الشريفة التي رواها أئمة العترة المحمدية عن النبي الأكرم _صلى الله عليه و آله_ ، و هو _رضوان الله عليه_ من خلص أصحاب أخيه الباقر و ابنه الإمام الصادق – عليهما السلام – و له أبيات في مدحهما و قد شهد له الإمام الصادق بنقاء ثورته و ترحم عليه و أذاه كثيرة الطريقة المفجعة التي استشهد بها كما روت ذلك المصادر المعتبرة التي نقل روايتها العلامة المتتبع المرحوم السيد عبد الرزاق المقرم _رضوان الله عليه_ في كتابه القيم (زيد الشهيد).
في هذا اللقاء نقرأ لكم أبياتا مؤثرة في مدح هذا الشهيد الولائي العظيم _سلام الله عليه_ اخترناها من قصيدة طويلة لأديب اليمن في القرن الهجري الحادي عشر الحسن بن علي بن جابر المتوفى سنة ۱۰۷۹، كونوا معنا:
قال الأديب اليمني رحمه الله:
مهما نسيت فلست أنسى مصرعا
لأبي الحسين الغر حتي أقبرا
من نابذ الطاغي اللعين و قادها
لقتاله شعث النواصي ضمرا
من باع من رب البرية نفسه
يا نعم بائعها و نعم من اشترى
من جاء في الأخبار طيب ثنائه
عن جده خير الأنام مكررا
من قال فيه كقوله في جده
أعني عليا خير من وطأ الثرى
من أن محض الحق معه لم يكن
متقدما عنه و لا متأخرا
بسماحة نبوية قد أخجلت
بنوالها حتى الغمام الممطرا
و شجاعة علوية قد أخرست
ليث الشرى في غابه أن يزأرا
ما زال مذ عقدت يداه إزاره
لم يدر كذبا في المقال ولا افترا
لما تكامل فيه كل فضيلة
و سرى بأفق المجد بدرا نيرا
ورأي الضلال وقد طغى طوفانه
و الحق قد ولى هنالك مدبرا
سل السيوف البيض من عزماته
ليؤيد الدين الحنيف و ينصرا
وسرى على نجب الشهادة قاصدا
دار البقايا قرب ما حمد السرى
و غدا و قد عقد اللوا مستغفرا
تحت اللوا و مهللا و مكبرا
لله يحمد حين أكمل دينه
و أناله الفضل الجزيل الأوفرا
فغدت وراحت فيهم حملاته
و سقاهم كأس المنية أحمرا
حى لقد جبن المشجع منهم
وانصاع ليثهم الهصور مقهقرا
فهناك فوق كافر من بينهم
سهما فشق به الجبين الأزهرا
تركوه منعفر الجبين وإنما
تركوا به الدين الحنيف معفرا
صلبوه ظلما بالعراء مجردا
عن برده وحموه من أن يسترا
و نعته أطيار السماء بواكيا
لما رأت أمرا فظيعا منكرا
أكذا حبيب الله يا أهل الشقا
وحبيب خير الرسل ينبذ بالعرا
يا قرب ما اقتصيتم من جده
و ذكرتم بدرا عليه و خيبرا
باعوا بقتلك دينهم تبا لهم
يا صفقة في دينهم ما أخسرا
نصبوك مصلوبا على الجذع الذي
لو كان يدري من عليه تكسرا
و استنزلوك و أضرموا نيرانهم
كي يحرقوا الجسم المصون الأطهرا
فرموك في النيران بغضا منهم
لمحمد و كراهة أن تقبرا
و لكاد يخفيك الدجى لو لم يصر
بجبينك الميمون صبحا مسفرا
و وشى بتربتك التي شرفت شذى
لولاه ما علم العدو و لا درى
طيب سرى لك زائرا من طيبة
و من الغري يخال مسكا أدفرا
فاسعد لدى رضوان بالرضوان من
رب السماء فما أحق و أجدرا
يهنيك قد جاورت جدك أحمدا
و أنالك الله الجزاء الأوفرا
سلام الله على مولانا السيد الشهيد أبي الحسين زيد بن علي السجاد _عليهما السلام_ وجزى الله خيرا مادحه بهذه الأبيات البليغة الأديب المبدع الحسن بن علي بن جابر أمير شعراء اليمن في القرن الهجري الحادي عشر و بهذا تنتهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران... دمتم بكل خير و في أمان الله.