بسم الله و نحمده بعظيم الشكر و الثناء إذ رزقنا المودة و الولاء لصفوته الرحماء سيد الأنبياء محمد و آله الأصفياء _عليهم جميعا أفضل الصلاة و السلام_ ، السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله وبركاته:
إن من أهم آثار الشعر الولائي الصادق هو ترسيخ و تقوية روح الإقتداء و الإتباع لأولياء الله الصادقين _عليهم السلام_ و يتحقق ذلك من خلال تعزيز روح الإفتخار و الإعتزاز بالإنتماء إليهم كأقرب الخلق إلى الله عزوجل و هذا هو ما يجليه الأديب اليمني الحسن بن علي بن جابر الملقب بأمير شعراء اليمن و المتوفى في صنعاء سنة ۱۰۷۹ للهجرة، في قصيدة طويلة نقرأ لكم بعض أبياتها في هذا اللقاء فكونوا معنا مشكورين.
قال هذا الأديب اليمني رحمه الله:
قد آن أن تلوي العنان و تقصرا
أو ما كفاك الشيب ويحك منذرا
أضحى حديث غدير دمعك شهرة
يحكي حديث غدير خم في الورى
أكرم به من منزل في ظله
نصب المهيمن للإمامة حيدرا
نص النبي بها إذا عن أمره
في حيدر نصا جليا نيرا
إذ قام في لفح الهجيرة رافعا
يده لأمر ما أقام و هجرا
صنو النبي محمد و وصيه
و أبو سليله شبير و شبرا
من ذا سواه من البرية كلها
زكي بخاتمه و مد الخنصرا
من غيره ردت له شمس الضحى
وكفاه فضلا في الأنام ومفخرا
من قام في ذات الغله مجاهدا
و لحصد أعداء الإله مشمرا
من نام فوق فراش طه غيره
مزملا في برده مدثرا
من قط في بدر رؤوس حماتها
حتى علا بدر اليقين وأسفرا
أفهل بقي عذر لمن عرف الهدى
ثم انثنى عن نهجه و تغيرا
لا يبعد الرحمن إلا عصبة
ضلت وأخطأت السبيل الأنورا
نبذوا كتاب الله خلف ظهورهم
ليخالفوا النص الجلي الأظهرا
و الله لو تركوا الإمامة حيثما
جعلت لما فرعت أمية منبرا
يا من يريد الحق أنصت و استمع
قولي و كن أبدا له متدبرا
إربا بنفسك أن تضل عن الهدى
و تضل في تيه الهوى متحيرا
أنا ناصح لك إن قبلت نصيحتي
خل الضلال وخذ بحجزة حيدرا
من لم يكن ياتي الصراط لدى القضا
بجوازه من حيدر لن يعبرا
واليته و برئت من أعدائه
إذ لا ولاء يكون من دون البرا
أنا من أبا لي بغض آل محمد
مجد أناف على منيفات الذرى
لن يعتريني في اقتفاء طريقهم
ريب يصد عن اليقين ولا امترا
هذي عقيداتي التي ألقى بها
رب الانام إذا أتيت المحشرا
إني رجوت رضى الإله بحبهم
وجعلته لي عندهم أقوى العرى
يا أيها الغادي المجد بحسرة
يطوي السباسب رائحا ومبكرا
جز بالغري مسلما متواضعا
و لحر وجهك في ثراه معفرا
حيث الإمامة والوصاية والوزارة
و الهدى لا شك فيه و لا مرا
و المم بقبر فيه سيدة النسا
بابي و أمي ما أبر و أظهرا
متلهف غضبان مما نالها
لا يستطيع تجلدا و تصبرا
و أفض إلى نجل النبي محمد
و السبط من ريحانتيه الأكبرا
من طلق الدنيا ثلاثا و اغتدى
للضرة الأخرى عليها مؤثرا
متوكلا إذ خانه أصحابه
وعراه من خذلانهم ما قد عرا
و استعجل ابن هند موته
فسقاه كأسا للمنية أعفرا
و قل التحية من سميك من غدا
بكم يرجى ذنبه أن يغفرا
و بكربلا عرج فإن بكربلا
رمما منعن عيوننا طعم الكرى
حيث الذي حزنت لمصرعه السما
و بكت لمقلته نجيعا أحمرا
كانت هذه مستمعينا الأفاضل أبياتا منتخبة من قصيدة في الإفتخار بموالاة أصحاب الكساء عليهم السلام للأديب الزيدي الشهير الحسن بن علي بن جابر اليمني و قد قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار)، لكم دوما من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران خالص الدعوات و دمتم بكل خير.