بسم الله و له الحمد منير السموات و الأرضين بصفوته المنتجبين محمد و آله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم مستمعينا الأفاضل و رحمة الله، معكم في حلقة من هذا البرنامج ننور قلوبنا فيها بأبيات منتخبة مما قاله في مدح سيدة النساء البتول الزهراء سلام الله عليها اثنين من شعراء الولاء المعاصرين من العراق و سوريا هما الأستاذان فرات الأسدي و علي حمدان الرياحي... تابعونا على بركة الله.
نبدأ أيها الأطائب بابيات بليغة انتخبناها من قصيدة (غضون الحنايا) للأخ فرات الأسدي يقول فيها:
قمر يافي البهاء حزين
ملأ الليل وجهه المفتون
كم أسرت جوى يلح عليها
و أذاع الاسرار حب مكين
و لقاء سعت إليه و طافت
كل شوط حتى أضاء اليقين
طورها مهد فاطم أين منه
في التجلي حراء أو سينين
يا ابنة النور و العوالم جاءت
كيف شاءت: تكون أو لا تكون
و بأفلاكها مدارات هذا الكون
صلت، و سبح التكوين
أنظرينا فنحن رهط مواليك
و ما ضيع اليسار يمين
لك ود مخضوضر بدمانا
أنت فيه، و التين و الزيتون
جذرة القلب و الحنايا غضون
و له من تراب خطوك طين
رف لم يختلف لديه وتين
أو أطاحت بنبضه سكين
بل مضى ، يمنح المفاداة عمرا
علويا ، شهيده و السجين
ألف عذر يا بنت أحمد لو
يعصر صدر ، أو يطاح جنين
إنها الردة اللعينة و الأطماع
و الثأر ، و العمى ، و الجنون
حملتها بخزيها صفين
و لدى الطف عارها مرهون
و إلى الآن لم تزل و رؤاها
ينسل الوهم بينها و الهون
و غدا يثقل الحساب عليها
كم يؤدي غرم ، وتوفى ديون ؟
فوراء الغيوب لله أمر
و لخيل المهدي شوط يحين
و من هذه الأبيات المؤثرة التي انتخبناها من قصيدة ( غضون الحنايا ) للأديب الولائي الأستاذ فرات الاسدي من العراق ننقلكم إلى ما اخترناه من قصيدتين في مدح الصديقة الكبرى _سلام الله عليها_ للإديب الولائي المعاصر الأخ الأستاذ علي حمدان الرياحي من سوريا يقول في أبيات من الأولى:
بضعة المصطفى و أم أبيها
و شذاه و النفح و الآلاء
أم أسباطه و خير البرايا
و التراث الأجل و الآلاء
قصر الخافقان عنها عطاءً
و ونى عن لحاقها الأنبياء
قبل المصطفى يديها وما كان
لغير الزهراء هذا العطاء
مبعث النور و الأئمة منها
شهب ما مضى الزمان وضاء
و يقول أخينا الأديب الرياحي في قصيدة ثانية عن الفضائل الفاطمية:
ماذا أحدث عنك يا ابنة أحمد
ومثيل فضلك في الورى لم يشهد
أم الأئمة و المصابيح التي
شع الزمان بنورها المتوقد
ماذا أحدث عن أبيك وقد أتى
لما ولدت بلهفة المتوجد
و حبا لوجهك لاثما متشوقا
حبا ترعرع من قديم سرمدي
وتماثل النوران نورا واحدا
من كوكب متفرد متجرد
فكأن صورة أحمد في فاطم
و كأن صورة فاطم في أحمد
ماذا أحدث عنك بعد طفولة
و ضياء وجه ما تلألأ يزداد
و تطاول الأعناق لابنة أحمد
من كل ذي جاه و كل مسود
فيشيح خير المرسلين بوجهه
ويخيب من يأتي إليه ويغتذي
وثناك عن كل الصحابة والورى
و أباك إلا للكمي الأصيد
القاسم الهامات قصمة عادل
بالقسط غير مقلل و مزيد
أم الأئمة خير أعلام الورى
عفوا إذا شط اليراع علي يدي
فتقبلي مني هدية شاعر
لمحمد و لآل بيت محمد
تقبل الله جلت نعماؤه من أخينا الأديب الولائي المعاصر الأستاذ علي حمدان الرياحي هديته الطيبة هذه لمولاتنا الصديقة الزهراء _سلام الله عليها_ و تقبل الله منكم أيها الأطائب طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران ، شكرا لكم و في أمان الله.