بسم الله والحمد لله نور السموات والأرضين تبارك تعالى رب العالمين وأرحم الراحمين، وأزكى تحياته وصلواته وبركاته على سراج هدايته المنير وبشيره النذير الحبيب محمد وآله أهل بيته آية التطهير.
السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات، من أشهر وأجمل القاب مولاتنا الصديقة الكبرى _صلوات الله عليها_ هو لقب (أم أبيها)، فهو اللقب الذي أطلقه عليها أبوها الصادق الأمين الذي لاينطق عن الهوى بل هو وحي يوحى، وفي إطلاقه – صلى الله عليه وآله – هذا اللقب على بضعته تنبيه لأجيال أمته الى المنزلة المحورية التي جعلها الله عزوجل للزهراء البتول كمعيار لمعرفة الحق من الباطل والأوفياء لنهج أبيها المصطفى من الجافين لنهجه _صلى الله عليه وآله_.
وهذا اللقب الذي إختاره _مستمعينا الأفاضل_ أخونا الأديب الولائي
المعاصرالأستاذ بشار كامل الزين لمديحته الفاطمية التي نعطر أرواحنا وقلوبنا بقرائتها في حلقة اليوم من برنامجكم ( مدائح الأنوار )، تابعونا على بركة الله.
يفتتح الآديب الولائي الأخ بشار الزين قصيدته بأشارة لطيفة الى المناقب الفاطمية مقرونة بذكر فضائل أمها أم المؤمنين خديجة الكبرى سلام الله عليها وهي أول النساء إسلاما، ثم يتابع مديحته فيما بعد بأشارة الى دور العقيلة الحوراء زينب الكبرى _عليها السلام_ في إظهار تجليات النهج الفاطمي، قال حفظه الله :-
بدار الوحي يا خير النساء
حظيت بكل آيات الثناء
تجمعت الفضائل فيك حتى
كستك بنفسها مثل الرداء
فإ،ك بنت خير نساء أرض
تولت دينها قبل النساء
و من بيت النبوة بيت طه
نشأت على ابتهالات الدعاء
حباك الله نعمته وساما
به قد صرت من أهل الكساء
فنلت الحب و التقديس منا
لأن الله خصك بالنداء
وعطف أبيك ما جاراه عطف
عليك مع المحبة و الرجاء
أأم أبيك من سماك هذا
سوى من كان يحنث في حراء
أطعت أبا و مبعوثا رسولا
لينعم بالسعادة و الهناء
وينشر دعوة الإسلام حتى
تعم العالمين على السواء
و زوجك النبي إلى علي
ربيب المصطفى بطل الفداء
فكنت المرأة المثلى لزوج
كريم الخلق مشهود الولاء
و كنت الام الحسين اما
سقت أبناءها وحي السماء
و ربتهم على نور و تقوى
و إيمان و خلق مستضاء
أبنت الأكرمين و أهل بيت
لهم في الدهر مأثرة العطاء
ولادتك الضياء أليس يعني
ضياء للأمومة و الوفاء
أبا الزهراء يا روحا مفدى
بفاطمة هنيئا للنساء
وترفع زينب الحوراء صوتا
يهز قواعد البغي المرائي
و ها هي كل امرأة تراها
تساهم في الصمود وفي اليقاء
لتعطي من حضارتها مثالا
يقوم على الطهارة و الصفاء
وترجع صمر الإسلام عنها
بصدق أمانة و عرى انتماء
و تجعل يوم فاطمة منارا
لدينا العالمين بلا ادعاء
و عذرا أهل بيت الحق عذرا
إذا القلب اشتكى بعض العناء
و يا زهراء أمتنا هنيئا
لمن أنجبت من أهل الفداء
لقد دار الزمان و عاد يحدو
بثورات النبوة و السماء
مستمعينا الأطائب، و بهذه ننهي حلقة اليوم من برنامجكم ( مدائح الأنوار ) خصصناها لقصيدة ( أم أبيها ) التي أنشأها في مدح سيدة نساء العالمين – عليها السلام – الأديب الولائي المعاصر الأخ الأستاذ بشار بدر الدين فجزاه الله عن أهل البيت المحمدي خير الجزاء، من إذاعة طهران صوت الجمهورية في إيران نجدد لكم أطيب التحيات مقرونه بخالص الدعوات و في أمان الله.