البث المباشر

هم صفوة الله

الأربعاء 18 ديسمبر 2019 - 07:35 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 612

بسم الله و له خالص الحمد و الثناء إذ جعلنا من أهل المودة و الولاء لصفوته الرحماء سيد الأنبياء و آله الكرماء صلوات الله و تحياته و بركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أيها الأطائب، و طابت أوقاتكم بكل خير و بركة. و أهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نستهله بإشارة الى أن الإستجابة للأمر الإلهي القرآني بمودة أهل البيت – عليهم السلام – أعظم الأثر في تهذيب النفس و فوزها بالرقي المادي و المعنوي.. و هذا هو المحور المشترك في المقطوعات الولائية التي إخترناها للقاء اليوم، و هي من إنشاء إثنين من العلماء الفقهاء الأول هو من المحدثين من بدايات القرن الهجري الثالث، و هو أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي رضوان الله عليه و هو من معاصري الأئمة (الرضا و الجواد و الهادي) – عليهم السلام – و الثالث من فقهاء الحوزة النجفية في القرن الهجري الرابع عشر و هو الشيخ حسن الدجيلي – رضوان الله عليه –، و نبدأ بقول الأول في التحذير من عدم الإستجابة لأمر الله بمودة أهل البيت – عليهم السلام – حيث قال عنهم:

هم صفوة الله التي ليس مثلها

و ما مثلهم في العالمين بديل

خيار خيار الناس من لا يحبهم

فليس له إلا الجحيم مقيل


و في مقطوعة ثانية يفصل المحدث الأديب الحماني الكوفي الحديث عما ذكرته الآيات الكريمة و الأحاديث النبوية من متانة الأرتباط بين القرآن الكريم و العترة المحمدية بادئا بتأكيد كتاب الله على وجوب مودتهم، قال – رضوان الله عليه –:

يا آل حاء ميم الذين يحبهم

حكم الكتاب منزلا تنزيلا

كان المديح حلى الملوك وكنتم

حلل المدائح غرة و حجولا

بيت إذا عدوا المآثر أهله

عدوا النبي و ثانيا جبريلا

نشأوا بآيات الكتاب فما انثنوا

حتى صدرن كهولة و كهولا

ثقلان لن يتفرقا أو يطفئا

بالحوض من ضمأ الصدور غليلا

و خليفتان على الأنام بقوله

الحق أصدق من تكلم قيلا

فأتوا أكف الآيسين فأصبحوا

ما يعادلون سوى الكتاب عديلا


أيها الأطائب، و من قصيدة في مدح الإمام المرتضى – عليه السلام – نقرأ للمحدث الجليل الحماني الكوفي قوله – رضوان الله عليه –:

و أوقع يوم أحد بهم جلادا

يزايل بين أعضاد الشؤون

فلم يترك لعبد الدار قرما

يقيم لواء طاغية لعين

و نودوا لا فتى إلا علي

وليس كذي الفقار حمى جفون


و في قصيدة أخرى أنشأها – رضوان الله عليه – مادحا أحد أولاد أمير المؤمنين – عليهم السلام – و ذكر فيها حادثة رد الشمس له و هي التي تواترت روايتها بين الفريقين، فقال:

ابن الذي ردت عليه

الشمس في يوم الحجاب

و ابن القسيم النار في

يوم المواقف و الحساب

مولاهم يوم الغدير

برغم مرتاب و آبي


أيها الأكارم، و من هذه المختارات من شعر المحدث الأديب الشيخ أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي ننقلكم الى الأبيات التالية التي إخترناها من قصيدة للعالم الفاضل و الأديب الورع الشيخ حسن الدجيلي النجفي مؤلف كتاب ( المنظومة في المنطق ) و الحاشية علي الكفاية في علم الأصول، و غيرها من الكتب النافعة، و قد توفي رضوان الله عليه في النجف الأشرف و دفن في جوارمشهد أمير المؤمنين _سلام الله عليه_ سنة ۱۳٦٦ للهجرة، و في هذه الأبيات إشارة لطيفة الى أثر محبة أهل البيت _عليهم السلام_ في تهذيب النفس، قال رحمه الله:

هي النفس رضها بالقناعة والزهد

و قصر خطاها بالوعيد و بالوعد

وجانب بها المرعى الوبيل ترفعا

عن الذل و احملها على منهج الرشد

فما هي إلا آية فيك أودعت

لترقي بها أعلى ذرى الحمد والمجد

ففجر ينابيع العلوم و غذها

من المهد بالعلم الصحيح إلى اللحد

و حب الهداة الغر من آل أحمد

هم الأمن في الأخرى من الفزع المردي

هم عصمة اللاجي وهم باب حطة

و هم أبحر الجدوى لمستمطر الرفد

هم سفراء الله بين عباده

ولاؤهم فرض على الحر و العبد

فأولهم شمس الحقيقة حيدر

و آخرهم بدر الهدى القائم المهدي

فلا تقبل الأعمال إلا بحبهم

و بغض معاديهم على القرب و البعد

و ليس لهذاالخلق عن حبهم غنى

كما لاغنى في الفرض عن سورة الحمد

عمى لعيون لا ترا الشمس فضلهم

فضلت بليل الجهل عن سنن القصد

و يكفي من التنزيل آية (إنما)

(و قل لا) لاثبات الولاية الود

و ذا خبر الثقلين يكفيك شاهدا

و برهان حق قامعا شبهة الجحد


ايها الأخوة و الأخوات، بقي أن نشير الى أن مقصود الشيخ الفاضل حسن الدجيلي رحمه الله من قوله في الأبيات المتقدمة (آية إنما، و آية قل لا) هما آيتا التطهير و المودة.
و بهذه الإشارة ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران و دمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة