بسم الله و له خالص الحمد و الثناء إذ جعلنا من أهل المودة و الولاء لصفوته الرحماء سيد الأنبياء و آله الكرماء صلوات الله و تحياته و بركاته عليهم أجمعين.
سلام من الله عليكم أيها الأطائب، و طابت أوقاتكم بكل خير و بركة. و أهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج، نستهله بإشارة الى أن الإستجابة للأمر الإلهي القرآني بمودة أهل البيت – عليهم السلام – أعظم الأثر في تهذيب النفس و فوزها بالرقي المادي و المعنوي.. و هذا هو المحور المشترك في المقطوعات الولائية التي إخترناها للقاء اليوم، و هي من إنشاء إثنين من العلماء الفقهاء الأول هو من المحدثين من بدايات القرن الهجري الثالث، و هو أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي رضوان الله عليه و هو من معاصري الأئمة (الرضا و الجواد و الهادي) – عليهم السلام – و الثالث من فقهاء الحوزة النجفية في القرن الهجري الرابع عشر و هو الشيخ حسن الدجيلي – رضوان الله عليه –، و نبدأ بقول الأول في التحذير من عدم الإستجابة لأمر الله بمودة أهل البيت – عليهم السلام – حيث قال عنهم:
هم صفوة الله التي ليس مثلها
و ما مثلهم في العالمين بديل
خيار خيار الناس من لا يحبهم
فليس له إلا الجحيم مقيل
و في مقطوعة ثانية يفصل المحدث الأديب الحماني الكوفي الحديث عما ذكرته الآيات الكريمة و الأحاديث النبوية من متانة الأرتباط بين القرآن الكريم و العترة المحمدية بادئا بتأكيد كتاب الله على وجوب مودتهم، قال – رضوان الله عليه –:
يا آل حاء ميم الذين يحبهم
حكم الكتاب منزلا تنزيلا
كان المديح حلى الملوك وكنتم
حلل المدائح غرة و حجولا
بيت إذا عدوا المآثر أهله
عدوا النبي و ثانيا جبريلا
نشأوا بآيات الكتاب فما انثنوا
حتى صدرن كهولة و كهولا
ثقلان لن يتفرقا أو يطفئا
بالحوض من ضمأ الصدور غليلا
و خليفتان على الأنام بقوله
الحق أصدق من تكلم قيلا
فأتوا أكف الآيسين فأصبحوا
ما يعادلون سوى الكتاب عديلا
أيها الأطائب، و من قصيدة في مدح الإمام المرتضى – عليه السلام – نقرأ للمحدث الجليل الحماني الكوفي قوله – رضوان الله عليه –:
و أوقع يوم أحد بهم جلادا
يزايل بين أعضاد الشؤون
فلم يترك لعبد الدار قرما
يقيم لواء طاغية لعين
و نودوا لا فتى إلا علي
وليس كذي الفقار حمى جفون
و في قصيدة أخرى أنشأها – رضوان الله عليه – مادحا أحد أولاد أمير المؤمنين – عليهم السلام – و ذكر فيها حادثة رد الشمس له و هي التي تواترت روايتها بين الفريقين، فقال:
ابن الذي ردت عليه
الشمس في يوم الحجاب
و ابن القسيم النار في
يوم المواقف و الحساب
مولاهم يوم الغدير
برغم مرتاب و آبي
أيها الأكارم، و من هذه المختارات من شعر المحدث الأديب الشيخ أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي ننقلكم الى الأبيات التالية التي إخترناها من قصيدة للعالم الفاضل و الأديب الورع الشيخ حسن الدجيلي النجفي مؤلف كتاب ( المنظومة في المنطق ) و الحاشية علي الكفاية في علم الأصول، و غيرها من الكتب النافعة، و قد توفي رضوان الله عليه في النجف الأشرف و دفن في جوارمشهد أمير المؤمنين _سلام الله عليه_ سنة ۱۳٦٦ للهجرة، و في هذه الأبيات إشارة لطيفة الى أثر محبة أهل البيت _عليهم السلام_ في تهذيب النفس، قال رحمه الله:
هي النفس رضها بالقناعة والزهد
و قصر خطاها بالوعيد و بالوعد
وجانب بها المرعى الوبيل ترفعا
عن الذل و احملها على منهج الرشد
فما هي إلا آية فيك أودعت
لترقي بها أعلى ذرى الحمد والمجد
ففجر ينابيع العلوم و غذها
من المهد بالعلم الصحيح إلى اللحد
و حب الهداة الغر من آل أحمد
هم الأمن في الأخرى من الفزع المردي
هم عصمة اللاجي وهم باب حطة
و هم أبحر الجدوى لمستمطر الرفد
هم سفراء الله بين عباده
ولاؤهم فرض على الحر و العبد
فأولهم شمس الحقيقة حيدر
و آخرهم بدر الهدى القائم المهدي
فلا تقبل الأعمال إلا بحبهم
و بغض معاديهم على القرب و البعد
و ليس لهذاالخلق عن حبهم غنى
كما لاغنى في الفرض عن سورة الحمد
عمى لعيون لا ترا الشمس فضلهم
فضلت بليل الجهل عن سنن القصد
و يكفي من التنزيل آية (إنما)
(و قل لا) لاثبات الولاية الود
و ذا خبر الثقلين يكفيك شاهدا
و برهان حق قامعا شبهة الجحد
ايها الأخوة و الأخوات، بقي أن نشير الى أن مقصود الشيخ الفاضل حسن الدجيلي رحمه الله من قوله في الأبيات المتقدمة (آية إنما، و آية قل لا) هما آيتا التطهير و المودة.
و بهذه الإشارة ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) لكم خالص الدعوات من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران و دمتم بألف خير.