بسم الله و له عظيم الحمد إذ هدانا للتمسك بثقلي رحمته للعالمين وصية صفوته سيد المرسلين، كتابه المجيد و عترة نبيه الأكرم – صلى الله عليه و آله الطيبين –، سلام من الله عليكم أيها الإخوة و الأخوات و رحمة منه و بركات، أهلا بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأطائب، في حلقات سابقة من هذا البرنامج قرأنا لكم بعض ما أنشأه المحدث الأديب أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد بن عبد الرحماني الحماني الكوفي في مدح أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام –، و تمتاز أشعاره في هذا المجال بأهمية علمية كبيرة لأن هذا المحدث الجليل هو من علماء أوائل القرن الهجري الثالث فسنة وفاته هي ۲۲۸ للهجرة، كما يمتاز بسعة إطلاعه على الحديث النبوي إذ ذكر علماء الرجال أنه كان يحفظ عشرة آلاف من الأحاديث الشريفة؛ و له رحلات كثيرة في طلبه، و قد استعان بقريحته الأدبية في حفظ ما جاء في هذه الأحاديث من مدائح للعترة النبوية الطاهرة في وقت شددت السلطات العباسية من جهودها لمحاربتها و منع روايتها . نقرأ لكم بعض ما قاله رضوان الله عليه في هذا الباب ، فتابعونا مشكورين.
قال رضوان الله عليه ضمن إحدى قصائده في مدح العترة الطاهرة:
و إن بكم يا آل أحمد أشرقت
وجوه قريش لا بوجه من الفخر
و إن بكم يا آل أحمد آمنت
قريش بأيام المواقف و الحشر
بأمركم يا آل أحمد أصبحت
قريش ولاة الأمر دون ذوي الذكر
إذا ما أناخت في ظلال بيوتها
أنختم ببيت الطهر في محكم الذكر
أناس هم عدل القرآن ومألف الـ
ـبيان و أصحاب الحكومة في بدر
و ما زهم الجبار منه بخلة
يراها ذوو الأقدار ناهية الفخر
فأطاهم الخمس الذي فضلوا به
بآية ذي القربى على العسر واليسر
و قال و أنذر أقربيك فخلصت
بنو هاشم قرباه دون بني فهر
إذا قلتم منا الرسول فقولهم
أبونا رسول الله فخر على الفخر
و آخاهم مثلا لمثل فأصبحت
أخوته كالشمس ضمت إلى بدر
فآخى عليا دونكم و أصاره
لكم علما بين الهداية و الكفر
وأنزله منه على رغمة العدى
كهارون من موسى على قدم الدهر
وأنزله منه النبي كنفس محمد
ألا بأبي نفس المطهر و الطهر
و يقول المحدث الأديب أبو زكريا الحماني الكوفي في مديحة ثانية عن الخلافة الإلهية للعترة المحمدية الطاهرة ، حفظ منها قوله – رحمه الله –:
يا آل أحمد أنتم غير مشتمل
بالمكرمات و أنتم خير مغترف
خلافة الله فيكم غير خافية
يفضي بها سلف منكم إلى خلف
طبتم فطاب مواليكم لطيبتكم
وباء أعداؤكم بالخبث في النطف
رأيت نفعي وضري عندكم فإذا
ما كان ذاك فعنكم أين منصرفي
و في قصيدة ثالثة يسجل المحدث الأديب الحماني الكوفي طائفة من صحاح الأحاديث النبوية التي تصرح بأن ولاية العترة الطاهرة وسيلة قبول الأعمال و قبول التوسل إلى الله عزوجل ، فيقول – رضوان الله عليه –:
سادتي عدتي عمادي ملاذي
خمسة عندهم تحط الرحال
سادتي سادة بهم ينزل الغيـ
ـث علينا و تقبل الأعمال
سادتي حبهم يحط الخطايا
و لـديهـم تـصدق الآمــال
سادتي قادة إليهم إذا ما
ذكر الفضل تضرب الأمثال
و بهم تدفع المكاره و الخيـ
ـفة عنا و تكشف الأهوال
و بهم طابت المواليد و امتا
ز لنا الحق والهدى والضلال
وبهم حرم الحرام و زال الـ
ـشك في ديننا و حل الحلال
و أخيرا يقول – رضوان الله عليه – في أبيات من قصيدة له عن ظهور منار الهدى و الرحمة في العترة المحمدية الطاهرة – صلوات الله عليهم أجمعين – :
لنا من هاشم هضبات عز
مطنبة بأبراج السـماء
تطيف بها الملائك كل يوم
و نكفل في حجور الأنبياء
و يهتز المقام لها ارتياحا
و يلقاها صفاه باالصفاء
كانت هذه مستمعينا الأطائب مختارات في مدح أهل بيت النبوة – عليه السلام – من شعر المحدث الأديب ، الشيخ الجليل أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحماني الكوفي المتوفى سنة ۲۲۸ للهجرة قرأناها لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج مدائح الأنوار استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران..
لكم منا خالص الدعوات و دمتم في رعاية الله.