البث المباشر

علمينا

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 15:07 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 608

بسم الله والحمد لله نور الأرض والسماء، منير القلوب بمودة سفرائه الرحماء سيد الأنبياء وآله الكرماء صلوات الله عليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الأطائب، طابت أوقاتكم بكل ما تحبون، معكم بتوفيق الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج، نستهلها بإشارة إلى أن من أهم مهام الشعر الولائي هو إستلهام دروس الحياة الطيبة من سيرة أهل بيت النبوة – عليهم السلام – والتزود من رشحات سموهم المعنوي وأنفاسهم الطاهرة – عليهم السلام – والإستعانة بها، لطي معارج الرقي والتكامل.
وهذا – أيها الأكارم – هو ما يتجلى في قصيدة (علمينا) وهي في مدح الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء – عليها السلام – وقد أنشأها الأديب الولائي المعاصر الأخ الأستاذ شفيق العبادي، نقرأ لكم شطراً منها في هذا اللقاء فكونوا معنا...
قال أخونا الشاعر الولائي شفيق العبادي مخاطباً مولاتنا البتول عليها السلام:

علمينا فقد سئمنا الهوانا

كيف يرقى إلى علاك مدانا

كيف نسمو إليك يحدو بنا الشوق

ويعلو ذرى النجوم علانا

كيف نحيا وفوقنا يهتف العز

وتمشي نحو السماء خطانا

ونواري بعزمنا وإبانا

حاضرا عاثر الخطى خزيانا

عقمت فيه للفضيلة رحم

وانطوى أمسه العزيز مهانا

كيف شاخت بنا الأماني وكانت

صرخات الأمجاد رجع صدانا

كيف أودى بنا الشتات وعدنا

يعثر الدرب والطريق سرانا

كيف يدنو إلى رحابك فكر

شله الوهم فانطوى واستكانا

ويغني – كما أردت – يراع

نسل الخوف من لهاه اللسانا

علمينا فقد تهاوى علانا

وكبا المجد صاديا ظمآنا

يا ابنة المصطفى وحسب منانا

أن يرى عندك الولاء مكانا

أتملاك همسة من جنون

العشق تحدو بخافقي ألحانا

أسرت باحة الفؤاد فأرخى

في يديها كما تحب العنانا

أرهقت كبرياؤها عنت الدهر

وأوهى صمودها الأزمانا

كلما شفها الغرام تغنت

فأهاجت بشدوها الأكوانا

وإذا مسها الشعور تراءت

فكرة تملأ الوجود بيانا

أتعبت مبدعا وأقصت يراعا

وأهاضت فكرا وشلت لسانا

يا إبنة المصطفى ستبقين دربا

يهب السائرين فيه الأمانا

وستبقى ذكراك في مسمع الدهر

نشيدا حلو البيان مصانا

كلما راعها المخاض بصبح

رقص الدهر حوله نشوانا

وإذا أبطأ الزمان أطلت

من كوى الخلد تستحث الزمانا

لإحتضان الرسالة البكر طفلا

ذبت فيها مودة وحنانا

فزكت بذرة وطابت جذورا

واشرأبت عبر المدى أغصانا

ورمال البطحاء تحضن للتاريخ

فصلا مضمخا أشجانا

كم شربنا به الضنى وحملنا

غصص الدهر في الحشا بركانا

واحتملنا به الهجير وأرض

الحقد تغلي رمالها نيرانا

وعبرنا به الرياح فما هيض

جناح ولا خفضنا بنانا

والهدير الذي ملأ الأرض

دويا قد استحال دخانا

علمينا فقد سئمنا الهوانا

كيف يدنو إلى علاك مدانا


مستمعينا الأفاضل، كانت هذه بعض مقاطع قصيدة (علمينا) وهي في إستلهام دروس الحياة الطيبة من مولاتنا الصديقة الزهراء سلام الله عليها، وقد أنشأها الأديب الولائي المعاصر الأخ شفيق العبادي، ولهذه القصيدة تتمة نسأل الله أن يوفقنا لقراءة تتمتها في حلقة مقبلة من برنامجكم (مدائح الأنوار).
من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران لكم منا خالص الدعوات ودمتم بألف خير.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة