بسم الله وله الحمد والمجد تبارك وتعالى رب العالمين.. وأزكى الصلاة والسلام على صفوته المنتجبين وشموس نوره المبين محمد وآله الطيبين الطاهرين لا سيما إمام زماننا خليفة الله المهدي – أرواحنا فداه -.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركاته .. (نجوىً من الفجر) هو عنوان المديحة المهدوية التي إخترناها لهذا اللقاء من البرنامج، وقد أنشأها بمناسبة ذكرى مولد إمامنا بقية الله المهدي، الشاعر الولائي المعاصر، الأخ معتوق المعتوق من القطيف وقد قدم لها بمقدمة أدبية مؤثرة نقرأها لكم لجميل ما فيها من مشاعر الولاء قبل أن نقرأ لكم طائفة من أبيات قصيدته قال حفظه الله في إهدائه هذه المديحة:
إليك أيها النور الكامن خلف السحاب، إليك أيها البريق المتلألئ في عين الليل، إليك أيها الأمل المخبووء في رحم السنين... إليك يا ري الصحاري الظامئة، إليك يا دفء القلوب الخائفة، إليك يا بسمة الشفاة الذابلة، إليك يا أعذب قصيدة تغنى بها الشعر... إليك أيها الفجر الموعود... إليك سيدي يا أبا صالح هذه الأنشودة التي احتبست خلف الشهيق المبحوح حتى سرت همساً تنفس حين تنفس الصبح... فكان زفيره نجوىً حالمةً مع الفجر.
وبعد هذه المقدمة، قال الأديب القطيفي الأخ معتوق المعتوق في أبيات من مديحته المهدوية:
قبّل الشمس وارتقى للثريا
خافق فيه قد نبضت دويا
وانتشى خفقه المرنم لما
شمر الليل ردنه الغسقيا
وتثنت على هواه القوافي
يعشق السمع عزفها القدسيا
وانتثى صوته يهز الرواسي
ويجوب السما ويهطل ريا
ويدوي على السرادق لحنا
إن في كل نبضة مهديا
ليلة النصف يا غدير القوافي
يتجارى على القلوب مريا
هاك أرواحنا أتتك عجالى
تلثم البدر يلوح فتيا
هاك أحداقنا تصول حيارى
ترقب الفجر ترتأيه نجيا
هاك أورادنا تتمتم شوقاً:
أطلعي فجرك المؤمل فيا
هاك أنفاسنا تطوف وتسعى
وتلبي بين الضلوع مشيا
نرجس العشق في يديك تثنى
فإلى (نرجس) خذيه جنيا
وارتوى خذه الأسيل نميراً
قدميه إلى (حكيمة) ريا
وانتشى عطره فسال عبيراً
فخذيه (للعسكري) نديا
وأطلي على الدنا بوليد
هذه الحور تشتهيه نغيا
وعلى ثغرها تملي نشيداً
هنئي أحمداً.. هبيه سميا
فانجلى فجرها ليبزغ وتراً
كان بالخلد والخلود حريا
وانتهت رقدة الزمان، وأهدت
ليلة النصف للهدى مهديا
يا ربيع الهوى وغيث الفيافي
هاك أناتنا أتتك شكيا
نحن أيتامك الذين سكبنا
دمعة اليتم للشفاة سقيا
نحن عشاقك الذين كتمنا
همس نجواك في الصدور خشيا
وإذا صوتنا إليك تعلى
خنقته العدى فعاد خفيا
هذه عبرة العيون تجارى
فمتى جفنها يعود عصيا؟!
هذه بسمة الشفاة موات
فمتى ثغرها يعود نديا؟!
إنها حلكة الظلام تعصت
وغداً فجرها يلوح سنيا
نحن جئناك والخطوب تلوي
حول أعناقنا وتزبد غيا
نحن طفنا على بريقك حلماً
في عيون السما يلوح جليا
وحملناك في الشغاف لواءً
فوق هام الذرى يرف عليا
وحطمنا عن الحناجر قيداً
بهتاف عم الوجود شديا
أنت يا هالةً من القدس تبدي
في سناها محمداً وعليا
ستؤم القلوب من كل حدب
خشعاً بين راحتيك هويا
ونلبي مع الملائك صفاً
ونصلي مع المسيح سويا
كل آمالنا تموت، ولكن
عند ذكراك يا مؤمل تحيى
كانت هذه مستمعينا الأفاضل، مديحة (نجوىً مع الفجر) التي أنشأها في مدح مولانا إمام الزمان المهدي المنتظر – عجل الله فرجه – الأديب القطيفي المبدع الأخ معتوق المعتوق حفظه الله وقد قرأناها لكم ضمن برنامج (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.. لكم منا خالص الدعوات وفي أمان الله.