بسم الله والحمد لله الذي أنار قلوبنا بمحبة صفوته الرحماء مشارق نوره المبين محمد وآله الطاهرين – صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم أجمعين -.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، تحية الله السلام المفعمة بالرحمات والبركات نهديها لكم ونحن نلتقيكم في حلقة اليوم من هذا البرنامج، ونحن نقرأ لكم ثلاث قصائد قصيرة مؤثرة في مدح الرسول الأعظم وبضعته الزهراء وسبطه الحسين عليهم جميعاً صلوات الله.
وهذه القصائد هي من إنشاء نصراني فتح الله قلبه على الإسلام فأفعم قلبه بحب أعلامه الطاهرين؛ إنه القائد العسكري اللبناني الكونوليل حبيب غطاس، وقد ذكره سماحة الشيخ محمد حسين القبيسي العاملي في كتابه (لماذا اختار هؤلاء العظماء مذهب أهل البيت عليهم السلام)، ننقل لكم أيها الأطائب ملخص قصة إسلامه وما أورده من مدائحه للأنوار الإلهية، بعد قليل فتابعونا.
ذكر الشيخ العاملي في كتابه أن بداية توجه الكولونيل حبيب عطاس للإسلام كانت وهو في الثانية عشر من عمره، عندما سمع صوت الأذان من أحد المساجد في شارع (البسطة) في بيروت وهو يمر فيه بمعية والدته، فانجذب إليه وقال لأمه: قفي قليلاً لنسمع ما يقول الأذان؛ حاولت أمه صرفه عن ذلك ولكنه أصر وجعل يردد مع المؤذن كلمة (الله أكبر)، ثم إنصرف وقد جللته الغشية وظل يصغي للأذان في أوقات الصلاة ويحب لقاء المسلمين ويرتاح للمصلين، وقد دخل حبيب غطاس المسلك العسكري ونال مراتب عالية في الجيش اللبناني حتى إستحق وسام الأرز ورتبة (كولونيل)، وقد أحبه كل من عاشره، وظل يطالع بشغف الكتب العقائدية حتى إقتنع بأحقية الإٍسلام ومذهب أهل البيت – عليهم السلام – فأعلن إعتناقه سنة ۱۹٦۰؛ وإثر ذلك تعرض لإمتحان الإستقامة على الدين الحق. فقد إستدعاه الرئيس اللبناني يومذاك فؤاد شهاب وسأله عن صحة نبأ إسلامه فأيده وقال: إني أسلمت لأنني إقتنعت أن الإسلام هو دين الله؛ فقال له الرئيس: إن هذا الأمر سيحملك عبأً ثقيلاً فهل أنت مستعد؟ أجابه بطمأنينة: لا أبالي بكل ما يكون بعد أن أكون مع الله، فقال له الرئيس فؤاد شهاب: إذن يلزمك إما أن تتنازل عن رتبتك العسكرية أو تستقيل نهائياً من الجيش لأن الرتبة العسكرية التي أنت فيها خاصة بالمسيحيين حسب إتفاق الإستقلال اللبناني وما نص الدستور.
من هنا أعلن الأستاذ حبيب غطاس إستقالته من الجيش.. وعرض الإسلام على زوجته وإبنه الذي بلغ يومها مبلغ الرجال، فأبت الزوجة وقبل الإبن، ثم أثرت عليه المؤثرات فرجع والتحق بوالدته، فتركهما الأستاذ حبيب وشأنهما وتزوج بإمرأة مسلمة، وبقي محافظاً على دينه حتى توفاه الله يوم الثلاثاء ۲۷/۸/۱۹٦٥ ميلادية، رحمة الله عليه.
أيها الإخوة والأخوات، ذكر الشيخ القبيسي جملة من أشعار المرحوم حبيب غطاس وجدها بخط يده، منها قوله في حب رسول الله صلى الله عليه وآله:
أحبك يا رسول الله حباً
برى جسدي وفتت لي عظامي
وما أبقى بقلبي غير روح
تود لقاك في دار السلام
عشقتك مذ رأيت النور يبدو
من القرآن للعرب الكرام
ووحدت الذي سواك أحلى
من القمرين يا بدر التمام
جمالك سالب عقلي ولبي
وحسنك ماثل دوماً أمامي
وكل جوانحي لبهاك تهفو
فعجل بالشهادة والحمام
عليك صلاة ربك مع سلام
تضوع منهما مسك الختام
وعن منزلة سيدة نساء العالمين الصديقة الكبرى – صلوات الله عليه – يقول الكولونيل حبيب غطاس رحمه الله:
أفاطمة الزهراء إن محمداً
أحبك حباً لا يفيه التصور
فلا غرو إن دانت بحبك شيعة
تفاخر أهل الأرض فيك وتكبر
فأنت من المختار مهجة قلبه
وأنت من الأطهار أصفى وأطهر
حفظت لنا نسل النبي ومن بهم
على كل مخلوق نتيه ونفخر
فذا الحسن المغوار من بجبينه
مهابة أهل البيت تزهو وتزهر
وثانيه مولاي الحسين وسيدي
ومن فيه أخلاق النبوة تظهر
عليكم صلاة الله ثم سلامه
بكل أذان فيه (الله أكبر)
وأخيراً نقرأ لكم أيها الأطائب من شعر الكولونيل اللبناني حبيب غطاس في مدح الإمام الحسين قوله وهو يخاطبه (عليه السلام):
روحي فداك حسين ما بدا قمر
بالليل أو أشرقت في الصبح أنوار
أنت الشهيد الذي أدميت أفئدة
لولاك لم يدمها والله بتار
صدوك عن مورد الماء المباح فلا
سالت بأرضهم سحب وأنهار
يا كربلاء سقتك المزن هاطلة
على رفاة حسين فهو مغوار
يلقى المنية عطشاناً ومبتسماً
إن المنية في عينيه أقدار
صلى عليه إله العرش ما بزغت
شمس وما طلعت بالليل أقمار
جزى الله خير الجزاء عن محمد وآله الأطهار، محبهم الأديب اللبناني الكولونيل حبيب غطاس – رحمه الله – الذي إهتدى بأنوار محبتهم – عليهم السلام – فانتقل من النصرانية إلى الإسلام وثبت بالقول الثابت حتى توفاه الله سنة ۱۹٦٥ ميلادية، وقد قرأنا لكم بعض مدائحه لهم – عليهم السلام – ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران شكراً لكم وفي أمان الله.