بسم الله وله الحمد والثناء والمجد والكبرياء غياث المستغيثين وأرحم الراحمين، وأزكى وأسنى صلواته وبركاته على أبواب رحمته للعالمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم أيها الأطائب ورحمة الله.
صفات المجاهدين الربيين المخلصين جمعتها - ببلاغة - كتاب الله المجيد في الآية الأخيرة من سورة الفتح المباركة، وأهمها تحليهم بشدة الرحمة بالمستضعفين وشدتهم على المتجبرين كما قال عزوجل في مطلع هذه الآية المباركة "مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ" (سورة الفتح ۲۹)
وقد تجلت هذه الصفات بأسمى وأعلى مراتبها في أميرالمؤمنين وسيد الوصيين المحمديين الإمام علي – عليه السلام – كما أقر بذلك القريب والبعيد والعدو والصديق.
وهذا ما نلمحه في القصيدة التي إخترناها لهذا اللقاء من ديوان الشاعر الولائي المبدع السيد جعفر الحلي، وقد أنشأها على وفق فن (المشجرة) وهو من الأساليب الشعرية البديعة تشترك فيه بعض الأبيات في ألفاظها ولكن بمضامين متجددة نقرأها لكم بعد قليل فكونوا معنا.
يبدأ السيد جعفر الحلي بذكر مظاهر تجليات الرحمة الإلهية في سيرة مولى الموحدين – عليه السلام – في حياته وبعد إستشهاده في شفاعته للمتوسلين به إلى الله عزوجل، قال السيد الحلي – رضوان الله عليه - :
أبا الحسنين وأنت لنا إمام
بنص نبينا الهادي السعيد
أبا حسن بك الوفّاد طافت
وفيك نجاح حاجات الوفود
أبا حسن وكم لحماك شدت
رحال الناس من بلد بعيد
أبا حسن ومثلك لست ألقى
لكشف نوائب ألوت بجيدي
أبا حسن ومثلك من يسمى
بحامي الجار أو مأوى الطريد
أبا حسن ومثلك من ينادى
وليس سواك يا أسد الأسود
أبا حسن ومثلك من ينادى
لكشف ملمة ولنيل جود
أبا حسن ومثلك من ينادى
لكشف الضر إذ يشجى وريدي
أبا حسن ومثلك من ينادى
لكشف الضر والجهد والجهيد
أبا حسن ومثلك من ينادى
لكشف الضر والهول المبيد
أبا حسن ومثلك من ينادى
لكشف الضر والهول الكؤود
أبا حسن ومثلك من ينادى
لكشف الضر والدهر العنود
أبا حسن ومثلك من ينادى
لكشف الضر قبل ذواء عودي
أبا حسن ومثلك من ينادى
لكشف نوائب للدهر سود
أبا حسن ومثلك من ينادى
وأنت أحق من للكرب نودي
أبا حسن ومثلك من يرجى
لنيل القصد في دار الخلود
أبا حسن ومثلك ما وجدنا
فكيف وأنتم سر الوجود
أبا حسن وفضلك ليس يخفى
كصبح لاح منفلق العمود
أبا حسن بك الآيات نصت
وليس يضر إنكار الجحود
أبا السبطين يا أملي أجرني
غدا من هول ناضجة الجلود
أيا نفس النبي ويا أخاه
وهادي الناس للنهج السديد
أتصرع شيبة في يوم بدر
وتردفه بعتبة والوليد
أتصرع في الحروب أسود غاب
عليهم كل يقضة الزرود
أتصرع في الوغى عمروً بسيف
صقيل مضارب ماضي الحدود
أتصرع في الوغى عمرو بن علج
لغير الله يعلن بالسجود
أتصرع في الوغى عمرو بن ود
ولم تسلبه ضافية البرود
أتصرع في الوغى عمرو بن ود
وتقتل كل شيطان مريد
أتصرع في الغوى عمرو بن ود
وتقتل مرحباً بطل اليهود
أتصرع في الوغى عمروبن ود
وتقتل كل جبار عنيد
أتصرع في الوغى عمروبن ود
وتقلع باب ذا لحصن الشديد
أتصرع في الوغى كقريش أسداً
هم فيها ذووا بأس شديد
أتصرع في مهندك الأعادي
ولم يرهبك إكثار العديد
أتصرع كل من يدعو شريكاً
ويم الطعن عندك يوم عيد
أأنت من الملائك لا وحاشا
بل الأملاك حولك كالعبيد
رحم الله السيد جعفر الحلي من أعلام شعراء الولاء في القرن الهجري الرابع عشر، وجزاه الله خير الجزاء على هذه المديحة الغراء لسيد الوصيين وأميرالمؤمنين الإمام علي – عليه السلام – وقد عطرنا بها أرواحنا في حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. إلى لقائنا المقبل، في أمان الله.