بسم الله وله الحمد والثناء منير الأرض والسماء بمشارق أنواره الرحماء سيد الأنبياء وآله الأصفياء صلوات الله وبركاته عليهم أولي الفضل والآلاء.
السلام عليكم مستمعينا الأعزاء، أطيب تحية نستقبلكم بها شاكرين وأنتم ترافقونا مشكورين في حلقة اليوم من مدائح الأنوار..
أيها الأطائب، من البيوت المقدسة التي شاء الله جلت حكمته أن ترفع ويذكر فيه إسمه ويستجيب فيه دعاء الداعين ويقضي حاجات اللاجئين، هو مشهد خليفتيه المحمديين، سابع أئمة العترة المحمدية باب الحوائج الإمام موسى الكاظم وحفيده باب المراد الإمام محمد الجواد – عليهما أفضل الصلاة والسلام -.
وقد إخترنا لهذا اللقاء أبياتاً في مدحهما وتوصيف بركات مشهدهما – عليهما السلام – من إنشاء شاعر الولاء المبدع في القرن الهجري الرابع عشر السيد جعفر الحلي، وقد إنتخبناها من قصيدة طويلة خمس فيها – رضوان الله عليه – قصيدة غراء في مدح الكاظمين الجوادين عليهما السلام من إنشاء الفقيه الورع آية الله السيد حسين القزويني – رضوان الله عليه – كان لها جميل الصدى في الأوساط الدينية لقوة مضامينها وبراعة صورها.
قال السيد جعفر الحلي – رضوان الله عليه - :
وإذا فيك جانب الكرخ جاءت
نلت ما شئت من مناك وشاءت
خذ بها حيث لمعة القدس ضاءت
لا تقم صدرها إذا ما تراءت
نار موسى من فوق طور الوجود
تلك أنوار رحمة حسبتها
نفس موسى ناراً وما اقتبستها
أي نار يد الهدى شعشعتها
تلك نار الكليم قد آنستها
نفسه حين بالنبوة نودي
ذاك بيت جبريل من طائفيه
وكرام الأملاك من عاكفيه
ويحق العكوف من عارفيه
كيف لا تعكف الملائك فيه
وبه كنز على الموجود
لا تزال الإسلام تلجأ فيه
إن باب الحاجات من قاطنيه
صاحب اسم سام وجاه وجيه
وهي لولاه لم ترد وأبيه
صفو عذب من سلسل التوحيد
كاظم الغيظ منبع الفيض أمسى
لطفه يملأ العوالم قدسا
قف على رمسه ويا طاب رمسا
حي من مطلع الإمامة شمسا
هي عين القذى لعين الحسود
تربة ما السما ولا نيرها
بالغات لدون أدنى ذراها
شرف الكاظمين لما كساها
بهج الكائنات لمع سناها
ولقلب الجحود ذات الوقود
أيها المشتكي من الدهر ضراً
ومن الذنب قد تحمل وزرا
زر لموسى وللجواد مقرا
وانتشق من قرى النبوة عطرا
نشره ضاع في جنان الخلود
إن تقبل ثراه حال سجود
خلت أطيابه مجامر عود
نل بباب المراد أعلى سعود
والتثم للجواد كعبة جود
تعتصم عنده بركن شديد
من توقى الآثام فيها كفيها
فهو لم يخش زلة يتقيها
درع أمن يقي الذي يرتديها
لا تبالي إذا تحرزت فيها
برقيب من زلة أو عتيد
أنا والله مهتدي بهداكم
سنتي حبكم ورفض عداكم
ليس لي مسكة بغير ولاكم
يا أميري لا أرى لي سواكم
آمرا ماسكا بحبل وريدي
حبكم مضغتي تشير إليه
إن سر الفتى على أبويه
لست أخشى غدا ضلالة تيه
قد تغذيت حبكم وعليه
شد عظمي وأبيض بالرأس فودي
مالك النار لم يجد لي طريقا
حيث اعددت حبكم لي رفيقا
قد شربت الولاء كأساً رحيقا
كيف أخشى من الجحيم حريقا
وبماء الولاء أورق عودي
كانت هذه – أيها الإخوة والأخوات – طائفة منتخبة من قصيدة للشاعر الولائي المبدع السيد جعفر الحلي خمّس فيها قصيدة غراء لآية الله الفقيه الورع السيد حسين القزويني – رضوان الله عليهما – في مدح الإمام الكاظم والإمام الجواد – عليهما السلام – وقد قرأناها لكم في حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.