بسم الله وله متواتر الحمد الكثير إذ جعلنا من أمة سراجه المنير وبشيره النذير وشيعة أهل بيته آل آية التطهير عليهم جميعاً متنامي صلواته وتحياته.
سلام من الله عليكم ورحمة وبركات، أيها الإخوة والأخوات.. بتوفيق الله نلتقيكم في لقاء جديد مع مدائح الأنوار الإلهية.
أيها الأكارم، في حلقة سابقة من هذا البرنامج قرأنا لكم شطراً من قصيدة طويلة في مدح مولانا أميرالمؤمنين – عليه السلام – أنشأها الوزير اللبناني السابق والإعلامي المسيحي الأديب الأستاذ جوزيف الهاشم.
وننتخب في لقاء اليوم طائفة من أبيات شطرها الثاني، فتابعونا على بركة الله.
أيها الأطائب، خصص الأستاذ الهاشم الأول من قصيدته لبيان سمو الأخلاق الإلهية التي تجلت في مولى الموحدين – عليه السلام – وهو يعرب في شطرها الثاني عن الفتن التي أصابت المسلمين جراء عدم الإلتزام بالوصايا النبوية بتسليم مقاليدهم لوصيه المرتضى – عليه السلام – فقال:
قف هل تساءلت كيف المسلمون غدوا
من بعد بعدك فاسأل ما هو السبب؟
ما سر عثمان؟ كيف الغدر حوله
إلى قميص بهدر الدم يختضب
وكيف زلت خطى الإسلام وانحرف
عما وقته رموش العين والهدب
أين التعاليم؟ والقرآن مندثر
والشرع يحكم فيه الطيش واللعب
والدين تاهت أحاديث النبي به
فحرفوها خداعاً كيفما رغبوا
والجور ساد وضلت أمة وبغت
على بنيها وطيف الله ما رهبوا
ومزقت فرق إن خف ركبهم
تلقفتهم جذوع النخل والكتب
سيف الإمام حبا الإسلام عزته
بأي سيف هم أشياعه ضربوا
لم يستسغ بيعة إلا ليكلأها
نهج الرسول وبالآيات تعتصب
فقاموه لأن الشر ما خمدت
أدرانه وجنود الشر ما احتجبوا
بأي روح إلهي يمد يداً
"لإبن ملجم" وهو النازف التعب
فسطر النبل دستوراً وعممه
كالنور في الأرض، تستهدي به النجب
وكبل الزمن المرصود في يده
كأنه ملك الإيحاء يصطحب
هو الخلود ومصباح السماء فلا
يغيب ما غاب إلا وهو يقترب
إن الإمام هنا سيف الإمام هنا
صوت الصهيل هنا والوقع والخبب
كالنجم تلتقط الأفلاك جبهته
إن غرب الضوء ليس النجم يغترب
أيها الأكارم، وفي جانب آخر من قصيدته يدعو الأديب المسيحي جوزيف الهاشم إلى إستلهام الروح العلوية التي قهرت اليهود في خيبر وسائر حصونهم لمواجهة الطغيان الصهيوني المعاصر، مشيراً إلى ظهور نفحات من هذه الروح في مقاومة الجنوب اللبناني التي قهرت الغرور الصهيوني وطردته وأحيت آمال الإنتصار في فلسطين نفسها، قال:
قم يا إمام فإن الليل معتكر
والحصن مرتفع والأفق مضطرب
هم اليهود وما نفع "المسار" إذا
سالمتهم غدروا هادنتهم وثبوا
راحت تصهين اسم الله فاسقة
يا.. إنها شعبه المختار والعصب
تدنس الطهر والإيمان في دجل
حتى على الله كم يحلو لها الكذب
حتى دوت وثبة ضج الزمان بها
كأنها السيف فوق الطور منتصب
هي المقاومة السمراء هازجة
رج الوطيس بها واهتزت الهضب
فكانت الكربلائيات صوت ردىً
للخيبريين لا رفق ولا حدب
هذي فلولهم هذي جماجمهم
كالرجس تلفظها من أرضنا الترب
من الجنوب رذاذات الدماء سرت
إلى فلسطين فاهتاج الدم السرب
واستبسلت انتفاضات مخضبة
من قال قد ضاع حق وهو مغتصب
من أوقدوها لظىً كانوا لها حطبا
والنار إن أججت فليحرق الحطب
قم يا إمام وسن العدل في زمن
خرت رؤوس به حتى علا الذنب
وسنه السيف يأبى ذوالفقار ونىً
إن حمحم السيف عضت غمدها القضب
سادت جبابرة الإرهاب ظالمة
فهي العدالة والمظلوم مرتكب
الأقوياء على خير الضعيف سطوا
من يسلب الخير غير الشر لا يهب
فاردع بزندك وإليهم وعاملهم
فأنت مثلك من يخشى ويرتقب
وازجر بأمرك وإلينا وعاملنا
مال اليتامى حرام كيف يستلب
ما جاع منا فقير طوع ساعده
إلا بما متعت أشداق من نهبوا
رجوتك أغضب على الأخلاق حضنهم
لأن من ذهبت أخلاقهم ذهبوا
نشكر لكم أعزاءنا مستمعينا الأفاضل، طيب الإستماع لإذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران التي قدمنا لكم منها حلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) فقرأنا طائفة من أبيات قصيدة للأديب المسيحي الأستاذ جوزيف الهاشم في مدح الوصي المرتضى – عليه السلام – شكراً لكم ودمتم بخير.