البث المباشر

إني لمدح بني النبي لعاشق

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 13:31 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 598

بسم الله وله الحمد متواتراً إذ جعلنا من أمة خير النبيين وشيعة أخيه سيد الوصيين صلوات الله عليهما وآلهما الطيبين الطاهرين...
سلام من الله ورحمة وبركات عليكم أيها الإخوة والأخوات...
بتوفيق الله نلتقيكم أيها الأطائب في حلقة أخرى من هذا البرنامج ننور قلوبنا ونروح عن أرواحنا بقراءة قصيدتين في مدح أهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – لإثنين من أدباء الولاء العلماء، هما الوزير العالم الأديب الصاحب بن عباد من مشاهير الأعلام في القرن الهجري الرابع، حيث نقرأ لكم من ديوانه أرجوزة لطيفة تعد زيارة قلبية للمعصومين الأربعة عشر صلوات الله عليهم أجمعين.
ونمهد لقراءة هذه الزيارة الشعرية، بقراءة قصيدة غراء في بعض منازلهم ومقاماتهم، عليهم السلام، عند الله عزوجل تهيأ القلوب لتلك الزيارة، وهذه القصيدة هي للعالم الأديب والمتعبد الصالح الشيخ محمد علي الأعسم وهو من أعلام الحوزة النجفية في القرن الهجري الرابع عشر، تابعونا على بركة الله.
قال العالم الأديب محمد علي الأعسم، رضوان الله عليه:

إني لمدح بني النبي لعاشق

والنظم يشهد لي بأني صادق

تأتي قوافيه إلي كأنما

قد ساقهن إلى لساني سائق

هذا ونظمي قاصر عن مدحهم

ولو اجتهدت وكان تحتي سابق

ساووا كتاب الله إلا أنه

هو صامت وهم الكتاب الناطق

من جاء بالقول البليغ فناقل

عنهم وإلا فهو منهم سارق

ضلت خلايق في علي مثلما

ضلت بعيسى قبل ذاك خلايق

لا عذر للنصاب والغالي له

عذر لبعض ذوي العقول موافق

كفرت به الفئتان لكن ليستا

شرعا فان النصب كفر خارق

لا ينسب الإسلام للقالي له

وإن ادعى الإسلام فهو منافق

وهو الذي نطق الكتاب بمدحه

وبفضله صدع النبي الصادق

يا من إليه الحكم يرجع في غد

ولأمره أمر الإله موافق

لكأنني بك والخلايق كلها

خرس وما في الناس غيرك ناطق

قد قام رضوان لديك ومالك

ولهم إلى شفتيك طرف رامق

من قلت فيه خذوه عجل أخذه

لم ينتظر ولذا دعاه الخالق


مستمعينا الأفاضل، وفي الأبيات الأخيرة من قصيدة الشيخ محمد علي الأعسم، رضوان الله عليه، إشارة إلى الحديث النبوي الشهير والذي صحت روايته من طرق المذاهب الإسلام المختلفة، حيث يقول الصادق الأمين الهادي المختار، صلوات ربي عليه وآله الأطهار: (علي قسيم الجنة والنار).
وحيث تهيأت القلوب، أيها الأكارم، فلنتوجه معاً مع الوزير العالم الصاحب بن عباد – رضوان الله عليه – لزيارة أهل بيت الرحمة – عليهم السلام – بالأرجوزة التالية التي يقول فيها:

يا زائرين اجتمعوا جموعاً

وكلهم قد اجمعوا الرجوعا

إذا حللتم تربة المدينة

بخير أرض وبخير طينة

فأبلغوا محمد الزكيا

عني السلام طيبا ذكيا

حتى إذا عدتم إلى الغري

فسلموا عني على الوصي

وبعد بالبقيع في خير وطن

أهدوا سلامي نحو مولاي الحسن

وأبلغوا القتلى بأرض الطف

تحيتي ألفان بعد ألف

ثمت عودوا لبقيع الغرقد

نحو علي بن الحسين سيدي

وباقر العلم أخي الذخائر

ومعدن العلياء والمفاخر

وكنز علم الله في الخلائق

جعفر الصادق أتقى صادق

فبلغوهم من سلامي النامي

ما لا يزول مدة الأيام

حتى إذا عدتم إلى بغدان

لمشهد الزكاء والرضوان

فببلغوا عني سلاما دائبا

سلام من يرى الولاء واجبا

وواصلوا السير وزوروا طوسا

نحو علي ذي العلى بن موسى

حيوه عني ما أضاء كوكب

وما أقام يبذل وكبكب

وسلموا بعد على محمد

بأرض بغدان زكي المشهد

واعتمدوا عسكر سامراء

أهدوا سلامي أحسن الإهداء

نحو علي الطاهر المطهر

والحسن المحسن نجل حيدر


رحم الله الوزير العالم الصاحب بن عباد وجزاه كل خير على هذه الزيارة الشعرية القلبية لأهل بيت الرحمة المحمدية – عليهم السلام – وجزاكم الله خير، إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران على طيب المتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة