بسم الله و له أتم الحمد و أكمل الثناء إذ جعل في فطرة عباده محبة صفوته الرحماء حبيبه سيد الأنبياء و آله الطيبين الطاهرين النجباء صلوات الله عليهم تترى صباحا و مساء.
السلام عليكم أيها الأعزاء، معكم في استراحة متجددة و منعشة لقلوب أهل الولاء ، نقرأ لكم فيها مقاطع من قصيدة في مدح ولي الله الإمام الرؤوف أبي الحسن علي بن موسى الرضا – عليه السلام –. نختار هذه القصيدة من كتاب (ديوان أهل البيت عليهم السلام) للأديب الولائي المعاصر الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير .
نلمح في هذه المديحة أيها الإخوة و الأخوات إشارات لطيفة إلى مصاديق الإستشفاع بأهل بيت النبوة المحمدية و التقرب إلى الله بزيارتهم عليهم السلام تابعونا على بركة الله.
يخاطب الأديب الولائي مولانا الرضا عليه السلام قائلا:
غريب الدار .. لست غريب ذكر
و قد حشدت فضائلك الكتابا
بك التأريخ يسبح في خضم
و يملأ من مكارمك العبابا
فيا نجم العـقيدة مـا تلالا
بأزهر منك ضوءا و التهابا
يخب الدهر سيرا في خطاه
فيكشف عن معالمك النقابا
سليل محمد .. و جني علي
و أدنى الناس للزهراء قابا
تزاحمت الاثار فيك حتي
ترعرع غرسها وزكا و طابا
و كل كرامة لك في ذراها
كيان ما استذل و لا استجابا
وسفرك حافل .. و بكل آن
يرينا الحمد و العجب العجابا
و نبقى أيها الأطائب مع الأديب الولائي الشيخ محمد حسين الصغير و هو يجسد بلغة الشعر الصادق بعض البركات التي جعلها الله لعباده من الحث على زيارة أوليائه المعصومين عليهم السلام و هي طلب شفاعتهم للنجاة في الدنيا و الآخرة ، قال مخاطبا ولي الله الإمام الرضا – عليه السلام – :
فيا نبع الأصالة من قريش
سموت بدارة العليا جنابا
و يا خير البرية من علي
عقدت عليك آمالا عذابا
و جمهرة الرغبات أرجو
بفضلك أن أنال بها الطلابا
فكاكي من لظى نار أعدت
إلى الطاغين أحقابا مآبا
بكم أرجو الخلاص إذا تنادى
هلموا و أدخلوا بلظى عذابا
ولدت على ولايتكم ، وأرجو الـ
ـممات على ولايتك احتسابا
و ليس يخيب من علقت يداه
بقبرك مستجيرا قد أنابا
شفاعة أحمد حصني اعتصاما
و لقيا حيدر أملي اقترابا
و هل يدنو من النيران جسم
أذاب بحبكم روحا فذابا
غريب الدار في عرصات طوس
بحبك قد ألفت اغـترابا
يعز على رسول الله نفسا
بأن تغــدو لـشانئه انتهابا
و أن تمشي سميما في ديار
فقدت الأهل فيها والصحابا
و حرا لا يرى إلا عبيدا
و رأسا لم يجد إلا الذنابي
لقد ضاقوا بما ألهمت ذرعا
فسدوا البيد حولك و الشعابا
وأبعد عنك آلك ، واستباحوا
حماك .. و كان أمنعها حجابا
يذكرني مصابك كل حين
(غريب الطف) أفجعها مصابا
تشابه فرعكم بالأصل فيما
خصصتم بالبلاء دجا اضطرابا
سقت أجداثكم و طفاء تهمي
بها الألطاف صبا و انسيابا
أيها الأخوات و الإخوة مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران كانت هذه مقاطع من إحدى المدائح الرضوية التي أنشأها الأديب الولائي المعاصر الدكتور الشيخ محمد حسين الصغير ، و قد قرأناها لكم ضمن حلقة اليوم من برنامجكم ( مدائح الأنوار ) ختاما تقبلوا منا خالص التحيات مقرونة بأزكى الدعوات بدوام أطيب الأوقات في أمان الله.