بسم الله و الحمد لله رب العالمين وحده لا شريك له غاية آمال العارفين و قبلة قلوب الصادقين. و أزكى تحياته و بركاته على مشارق نوره المبين المصطفى محمد الأمين و آله الطيبين الطاهرين.
سلام من الله عليكم أعزتنا المستمعين.. روى رواة السنة النبوية من مختلف المذاهب الإسلامية عن النبي الأكرم – صلى الله عليه و آله – كثيرا من الأحاديث الشريفة التي يصرح بها بحقيقة أن حب علي عبادة ، و أن محبته علامة الإيمان و بغضه علامة الكفر ، و قد جمع العلماء كثيرا من هذه الأحاديث الشريفة في مصنفات عديدة نظير المرجع التقي آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي في موسوعته ملحقات إحقاق الحق ، موردا عن هذه الأحاديث عن علماء أهل السنة من مختلف عصور التأريخ الإسلامي .
و من هذه الأحاديث المتواترة ينطلق شاعر هذا اللقاء و هو الأديب الولائي المعاصر الأخ معتوق المعتوق في قصيدته الغراء في تجليات حب أمير المؤمنين عليه السلام في قلب المؤمن ، و هي من أجمل ما ضمه ديوان الولاء في الحب العلوي نقرأ لكم في اللقاء من برنامجكم (مدائح الأنوار) ، فتابعونا على بركات الله.
يبدأ الأديب المعاصر الأخ معتوق المعتوق مديحته بانطلاقة لطيفة من الأحاديث الشريفة التي تصرح بأن حب أمير المؤمنين – عليه السلام – جعل في فطرة المؤمن في عالم الذر و قبل مجيئه إلى عالم الدنيا ، و لذلك فإن توجه قلب المؤمن إليه – عليه السلام – هو من فطرة الله التي فطر عليها خلقه ، فيتكامل إيمان المؤمن من خلال تشبعه بحب علي الذي فيه حب الله و رسوله – صلى الله عليه و آله –، قال الأديب:
قبل أن تبرأ روحي
تيم روحي يا علي
قبل أن يبدأ خلقي
همت عشقا بعلي
قبل أن تبدى سنيني
بعت عمري لعلي
و بسوح الذر لما
بايع الذر علي
طفت بين الخلق أدعو
أنا مولى لعلي
وسمعت الكون يشدو
خذ عهودي يا علي
كل ذرات وجودي
بايعتك يا علي
ثم شاء الله خلقي
من سنا نور علي
ومع الصلصال والما
خامر الجسم علي
ذاب في أمشاج لحمي
حب مولاي علي
في مساريب عروقي
سال عشقي يا علي
في كريات دمائي
خط حبي يا علي
رئتي ما مر فيها
نفس دون علي
كل أعضائي صارت
طوع أمر لعلي
كلما دق فؤادي
قال نبضي يا علي
كلما رفت لهاتي
قال ثغري يا علي
كلما سالت دواتي
كتب الحبر علي
كلما أظلم دربي
صاح دربي يا علي
كلما أغفت ورودي
ضج روضي يا علي
و بأرحام الزواكي
كنت أشدو يا علي
لبن الأثــداء فيه
كم جرى حب علي
حجر أمي و مهادي
فيهـما دفؤ علي
كلما أرعت تنادي
يا إمامي يا علي
علمتني يا صغيري
لا تدع حب علي
فذكاء حين غابت
ردها عشق علي
صدرها الكعبة شقت
وأشارت يا علي
ها هنا قلبي فخذه
لك عبدا يا علي
يا صغيري ليس يدري
سر مولاك علي
إن طه و هو طه
كان يدعو يا علي
يا محبيه تنادوا
يا علي يا علي
و بهذه الإشارات البليغة لما صحت روايته بين مختلف فرق المسلمين من حديث رد الله عزوجل الشمس لمولانا أمير المؤمنين – عليه السلام – في حياة رسول الله لكي يصلي العصر و كذلك بعد رحيله – صلى الله عليه و آله – ، و كذلك لمعجزة شق الله عزوجل جدار الكعبة لكي تدخل فناءها فاطمة بنت أسد و هي حامل مقرب لتكون ولادة ولي الله المرتضى في فناء بيت الله الأعظم ، بهذه الإشارات اللطيفة ينتقل الأديب المعاصر الأخ معتوق المعتوق في المقطع اللاحق لبيان منزلة أمير المؤمنين عند رسول الله – صلى الله عليه و آله – فيما صحت روايته عند المسلمين ، قال حفظه الله مخاطبا مولى الموحدين – عليه السلام–:
حبك الإكسير عندي
كيف أشقى يا علي
ليس حبي فيك بدعا
هو دين يا علي
لك كنه لا يضاهى
أو يدانى يا علي
فلكم جلاك طه
للبرايا يا علي
صوته للحشر يسري
أنت مني يا علي
و أنا منك و منا
كان ديني يا علي
كل ما أعطيت يبقى
لك إرثا يا علي
فأنا المنذر و الهادي
على إثري علي
و أنا قلعة علم
بابها العالي علي
ليس لي في الناس خل
أو أخ إلا علي
أنت مني مثل هارون
لموسى يا علي
أنت صهري و حبيبي
و وصيي يا علي
أنت من يوفي ديوني
و عداتي يا علي
أنت في الشدات درعي
و حسامي يا علي
أنت في الدارين من
يعلي لوائي يا علي
أنت للنار و للخلد
قسيم يا علي
و على الحوض ستسقى
عاشقينا يا علي
عندها الكل سيدري
من يكن مني علي
في مدى الحشر سأدعو
أنت نفسي يا علي
و بإثري الخلق تدعو
يا علي... ياعلي
كانت هذه مستمعينا الأفاضل بعض أبيات قصيدة (حب علي) للأديب الولائي المبدع الأخ معتوق المعتوق قرأنا لكم ضمن لقاء اليوم من برنامج (مدائح الأنوار)، استمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
زادنا الله و إياكم حبا لوليه المرتضى –عليه السلام-.. اللهم آمين، دمتم بألف خير.