بسم الله و له الحمد الخالص إذ رزقنا محبة أحب خلقه إليه المصطفى الأمين و آله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .
السلام عليكم أيها الإخوة و الأخوات و رحمة الله و بركاته ، معكم في لقاء آخر من هذا البرنامج ننور فيه قلوبنا بعطر الوفاء لحبيبنا الصادق الأمين – صل الله عليه و آله – و نحن نقرأ أبياتا من مديحة غراء لعمه سيد شهداء عصره أسد الله و أسد رسوله حمزة بن عبد المطلب – رضوان الله عليه –
هذه القصيدة من إنشاء الشاعر الولائي المعاصر الطبيب الأديب الأخ نوري الوائلي و قد قرأنا لكم في حلقة سابقة من البرنامج شطرا من هذه القصيدة ، و نقرأ لكم هنا تتمتها فتابعونا على بركة الله .
بعد ذكر صور من شجاعة أسد الله و رسوله ، أشار الأديب الوائلي إلى شهادته الفجيعة في معركة أحد و التمثيل الفظيع بجسده الشريف متابعا ذلك بذكر موقف رسول الله – صلى الله عليه و آله – من هذه الفجيعة ، قال :
و يلملموك لدفنك الأحشاء و الأ
وصال و الأمعاء و التهليلا
فتحيروا، كيف اللئام تناهشت
جسدا يفيض مهابة و فحولا
أحد و فيك النائبات مواجع
و الغدر فيك يجاوز المعقولا
قلبي تقطع كيف جسمك في الورى
قد مزقت أحشاؤه تمثيلا
ما حال أحمد حين جسمك حوله
الشرك ينفش في الرفاه سجولا
صلى عليه في الحشود محمد
سبعين لم يقصر بها الترتيلا
و بكى و أجهش عنده في غصة
فغدت للوعته الجفون ذبولا
رغم الرحيل فأنت نوره منارة
تهوى و يبقى جذرها قنديلا
ليس الرحيل لمثل نجمك مخفتا
أو مسدلا حول الضياء سدولا
لم يكف دمعي أن يعزي أحمدا
وهو الذي أبكى الزمان طويلا
كم دمعة واستك سيد آدم
من أمة تعلو بها تفضيلا
ما لي أراها لا تقيم لحمزة
ذكرا لمقتله و لا تبجيلا
عجبي لم الشعراء شل لسانهم
عن ذكره ، أو قائلون قليلا
و كذا المنابر لم تقل في ذكره
ما يستحق من الثناء جزيلا
يا سيد الشهداء فزت بجنة
يحففك فيها من هداك قبولا
يخفي الزمان من الحناجر فخرها
و تظل فخرا للزمان أصيلا
و وقفت أنظر هالة من قبره
تعلو من الكبد الجريح صليلا
تعلو لتسمع أمة قد أينعت
فيها المواجع ذلة و خمولا
و شممت مسكا نابعا بمقامه
عبقا ، فأندى في الأنوف ذهولا
أسد العزيز فما علوك بعزة
هل عز فأر حين نال خميلا
هل يفخرون بغدر مثلك سيدي
أو يطفئون بقتلك التنزيلا
كلا فدربك سيد الشهداء لا
يعلو مآذنه الدجى تضليلا
ستظل يا أسد الرسول وترتقي
فوق الزمان منارة و دليلا
و ستعجز الأقلام عم محمد
عن وصف ما تحوي علا وجميلا
و تظل ذكراك الشموس لهدينا
فتنير جيلا للحياة فجيلا
لأبي عمارة قد ملئت محابري
شوقا لأبحر في الإباء قليلا
ما كان في أملي بلوغك سيدي
هل يبلغ الطفل الرضيع كهولا
جزى الله خيرا الأديب الولائي المعاصر الطبيب نوري الوائلي عن هذه المديحة الغراء لسيد شهداء عصره سيدنا أسد الله و أسد رسوله – صلى الله عليه و آله – أبي عمارة حمزة بن عبد المطلب رضوان الله عليه و قد قرأنا شطرا منها إخوتنا في لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) استمعتم له من إذاعة طهران و صوت الجمهورية الإسلامية في إيران .
شكرا لكم و في أمان الله.