بسم الله و الحمد لله أجود الأجودين تبارك و تعالى رب العالمين و أطيب صلواته المتواترات و تحياته المترادفات و بركاته المتناميات على صفوته الهداة الحبيب المصطفى المختار و آله الأطهار.
السلام عليكم أيها الأطائب و رحمة الله ، أطيب تحية نهديها لكم و نحن نصحبكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ننور قلوبنا فيه بأبيات منتخبة من قصيدة في مدح مولانا ابن الرضا منبع الكرم و العطاء في حياه و بعد شهادته تاسع أئمة العترة المحمدية التقي الجواد – سلام الله عليه –. و قد شاءت الحكمة الإلهية أن تظهر على يد الإمام الجواد أوضح الأدلة الوجدانية على ارتباط أئمة العترة المحمدية – عليهم السلام – بالسماء و أن إمامتهم هي عهد إلهي ، إذ تولى مهام الإمامة الجسيمة و هو في السابعة من عمره الشريف و أحبط جميع مساعي طواغيت بني العباس لإستغلال صغر سنه للمس بإمامته إذ أفحم في مناظرات مشهورة في المجاميع الروائية فقهاء البلاد العباسي الذي اختاروا أصعب المسائل العلمية و الفقهية و عرضوها عليه فأجابهم بما لايبقى لدى أحد شكا بأنه – عليه السلام – أوتي الحكم و الإمامة صبيا مثلما آتاها الله عيسى بن مريم و يحيى بن زكريا عليهما السلام.
القصيدة أيها الإخوة هي من إنشاء الشاعر الولائي المعاصر الأخ عمار جبار خضير و قد أنشأها بمناسبة ذكرى استشهاد الجواد – عليه السلام –. نقرأ لكم طائفة من أبياتها فكونوا معنا.
صلت على قبر الجواد مدامعي
و تفجرت حمم الأسى في أضلعي
هذا ابن بنت محمد آبائه
خير الورى من سجد أو ركع
إن عد أهل الجود فهو أميرهم
أو عد أهل العلم فهو الألمعي
أولاه خالقنا العظيم إمامة
و قيادة جاءت بعمر يافع
أعيى جهابذة العقول بمنطق
ينمى لحيدر في رحيق مترع
أنا في عداد الهائمين بحبه
و ولاءه في الحشر حتما نافعي
يابن النبي فدتك شيعتك التي
جاءت إليك بسيلها المتتابع
هذا مصابك جمرة بقلوبنا
و حرارة ما بردت بالأدمع
خط الكرامة خطكم يا سيدي
من يقتفي آثاركم لم يهطع
لم يعرف التوحيد إلا عندكم
أنتم عراه لكل عبد خاشع
قد حاربتكم آل حرب بعدها
جاءت بنو العباس و هي بأفظع
سفكت بكم دم الرسول بحقدها
و سيوفهم من نزفكم لم تشبع
لهفي البقاع سكنتموها عنوة
من بعد تشريد و قتل مفجع
ها أنت بغدادا سكنت بتربها
و تقدست طوس بأطيب مضجع
يا سيدي و أنا إليك مجند
لا أتقي خوفا و لست بخانع
ولسوف أطلق صرخة علوية
( آل النبي تسلحي و تدرعي )
بغداد طوبى بالجواد وجده
موسى بن جعفر ذي المقام الأرفع
بغداد ليس الفخر إن كانت هنا
لملوكهم من روضة أو مرتع
الفخر في هذا المقام لأنه
يحكي الخلود خلود عز أمنع
هارونهم مأمونهم منصورهم
هل شأنهم إلا الخنى في المخدع
قيناتهم و المالئات من الهوى
كأس الرذيلة بالفجور المدقع
جعلوا البرامك إخوة بفسادهم
فإذا الممالك صيرت من تبع
كلا و لا مرحى لمجد زائل
كزوال هذا الليل بعد المطلع
هذي هي الغناء روضة عشقنا
تحكي البهاء من الأثيل الأروع
بالكاظمين تنورت بغدادنا
و تحولت تلك القصور لبلقع
هذا الجواد ولينا و إمامنا
و شفيعنا أكرم به من شافع
ماغاب عن رفد الحياة عطاءه
أو حجبت أنواره بموانع
باب المراد لكل عبد آيب
من أمة يأتي لخير واسع
تقضى الحوائج باسمه و بجاهه
نور الإله إليه دوما مفزعي
أنا عبده أرجو الشفاعة في غد
و رضاه عني غاية لمطامعي
و أعيدها قولا يهز مسامعا
أنا للجواد عقيدتي و تشيعي
أيها الأطائب كانت هذه بعض أبيات انتخبناها من قصيدة طويلة في مدح تاسع أئمة العترة المحمدية نبع العطاء و التقى مولانا الإمام محمد التقي الجواد – صلوات الله عليه – و هي من إنشاء الشاعر الولائي المعاصر الأخ عمار جبار خضير؛
نشكر لكم طيب استماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم ( مدائح الأنوار ) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله أعمالكم و دمتم في رعايته سالمين غانمين.