بسم الله وله الحمد فاطر السموات والأرضين ومنيرها بأنوار صفوته وينابيع رحمته للعالمين الحبيب المصطفى وآله الطيبين الطاهرين صلواته وتحياته وبركاته عليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين، على بركة الله وبتوفيقه تبارك وتعالى نلتقيكم في حلقة أخرى من هذا البرنامج نتقرب فيها إلى أرحم الراحمين بقراءة إحدى بدائع القصائد في مدح صفية الله التي جعل عزوجل رضاه في رضاها أم أبيها وأم الأئمة مولاتنا الصديقة الزهراء – صلوات الله عليها - .. القصيدة تحمل عنوان (سيدة الماء ذاك الذي جعل الله منه كل شيء حي) وهي من إنشاء الأديب الولائي المبدع الأخ عبد العزيز آل حرز من شعراء الإحساء المعاصرين.
ومما يميز هذه المديحة لطافتها الشعرية ورقة توسلها بالأسماء الفاطمية القدسية المعبرة عن اختيار الله عزوجل لها – عليها السلام – لتكون (كوثر رحماته للعالمين) كما أن هذه القصيدة تتميز بقوة مشاعر المودة والحب لحبيبه المصطفى وأوصيائه وهي مشاعر تستجيب للأمر القرآني بمودة قربى رسول الله – صلى الله عليه وآله – وأقربهم إليه بضعته الزهراء – صلوات الله عليها -.
يخاطب الأديب الأخ عبد العزيز آل حرز، مولاتنا الصديقة الكبرى – عليها السلام – قائلاً؛
بجداول الأنفاس ذكرك ماء
سقياي في عطشي "أيا زهراء"
أنزلت سورة الكوثر.. أعطيتها
فاعشوشبت في داخلي صحراء
بدمي يؤذن حبها ولوجهتي
بك يعرج التسبيح والإسراء
أشربت خمسة أحرف وخصفتها
ورقاً يلف بها علي كساء
ونذرت عمري أن يظل ببابها
عبداً.. فكل عبيدها أمراء
قلبي بها مزمل لم تنحه
هوج الرياح، وهل يراه الداء؟
هي ترجمان الوحي بشر باسمها
جبريل، فافتخرت بها حواء
هي مصحف آناء ليلي عشته
قرآنها.. قرطاسه الأحشاء
مكتوبة هي وسط نبضاتي، ولو
تمحي.. أموت، فذكرها.. إحياء
فبها يكون الماء آدم، كن، إذا
قالت، لها تتمثل الأشياء
شيء أنا، عجنته أحرف فاطم
فنما بخارطة الفؤاد ولاء
قد عوذتني باسمها أمي ولم
أولد.. وكل حروفها آلاء
"زهراء" أول كلمة رددتها
طفلاً وآخر كلمة "زهراء"
أيها الإخوة والأخوات، ويتابع الأديب الولائي المبدع الأخ عبد العزيز آل حرز مديحته التوسلية إلى الله عزوجل بالصديقة الزهراء – سلام الله عليها – مشيراً إلى تقربه بمودتها وهي أقرب الخلق إلى رسول الله – صلى الله عليه وآله – وقد جعلها الله عزوجل أثرى ينابيع نزول رحماته وبركاته للعالمين في حياتها كما تشهد بذلك آيات سورة الإنسان أو هل أتى، وبعد رحيلها عن هذه الدنيا من خلال جميل شفاعتها في قضاء حوائج المتوسلين بها إلى الله، قال الأديب آل حرز؛
يا مهرك الماء.. اسكبيني قطرة
في بحر حبك.. فالدروب ظماء
أترعت باسمك أكؤسي حتى ارتوت
لكأن روحي في هواك وعاء
ورويت ذكرك مسنداً ونسبته
لمقام قلبي والحديث خفاء
والبوح مختبئ بحلقي كلما
غالبته أودى بي الإيماء
أنا مرفأ "القربى" كتبت بدفتري
"إلا المودة" والهوى.. إمضاء
يا سورة الإنسان كنت ولم يكن
زمن، فذكرك قبله وضاء
فلتطعمي المأسور باسمك.. جنة
فله أحاط بكفك استسقاء
أسماؤك الحسنى بها أدعوا، فما
أتممتها إلا استجيب دعاه
إنسية حوراء طهر كوثر
ذات بها تتقدس الأسماء
الماء يسجد في يديك، فبللي
روحي، فأنت إلى الرواء رواء
إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، نشكر لكم طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامج (مدائح الأنوار) خصصناها لمديحة رقيقة في التوسل إلى الله عزوجل بصفيته وكوثر رحمته الزهراء – سلام الله عليها – وهي من إنشاء الأديب الإحسائي المبدع الأخ عبد العزيز آل حرز حفظه الله.. نستودعكم الله ودمتم بكل خير.