بسم الله وله عظيم الحمد وخالص الثناء إذ أنار قلوبنا بمحبة صفوة الأصفياء محمد سيد الأنبياء وآله النجباء صلوات الله وتحياته وبركاته عليهم آناء الليل وأطراف النهار.
سلام من الله عليكم أيها الأكارم وأهلا بكم في لقاء اليوم من مدائح الأنوار الإلهية نخصصه لإحدى القصائد البديعة في مدح سادس أئمة العترة المحمدية مولانا الإمام جعفر الصادق – صلوات الله عليه -.
مما يميز هذه المديحة، مستمعينا الأكارم، أولاً هو لطيف إشاراتها ليس لدور الإمام الصادق في نشر السنة المحمدية النقية بين المسلمين وحسب بل إتساع هذا الدور الإلهي ليشمل قيامه – عليه السلام – في إنقاذ الأمة من أشكال التحريفات التي أثارها فقهاء سلاطين بني أمية وبني العباس لقيم الإسلام وإضفائهم التزويري الصبغة الشرعية على سلوكيات الحكومات الطاغوتية.
وهذه القصيدة، مستمعينا الأفاضل، هي من إنشاء أحد خريجي حوزة النجف الأشرف وهو المجتهد الفقيه والأديب الولائي التقي آية الله السيد محمد جمال الهاشمي – رضوان الله عليه – وهو من أفاضل تلامذة والده العارف الجليل السيد جمال الهاشمي والأصولي البارع آية الله الشيخ ضياء الدين العراقي والفقيه المرجع آية الله السيد أبي الحسن الإصفهاني وغيرهم.
كان رضوان الله عليه يؤم صلاة الجماعة لسنين طويلة صباحاً داخل روضة مرقد أميرالمؤمنين – عليه السلام – وظهراً ومساءً في صحن المرقد الشريف.
له عدة من المؤلفات الفقهية والأصولية إضافة إلى دراسة تربوية قيمة عنوانها (الأخلاق في القرآن الكريم).
توفي محموداًً حميداً سنة ۱۳۹۷ للهجرة ودفن جوار والده في وادي السلام، رضوان الله عليه.
قال آية الله السيد محمد جمال الهاشمي مخاطباً صادق آل محمد صلوات الله عليه وآله؛
الدهرعن تحديد ذاتك يقصر
ماذا يقول الشاعر المتحير؟
فجر طلعت على الزمان فأشرقت
آفاقه.. وأنجاب ليل أكدر
يا آية الإسلام تلقف كل ما
أفك الألى ظلماً علاه وزوروا
باعوا العقيدة بالنضار فحرفوا
ما شاءه رب النضار وغيروا
فإذا الشريعة أجمة ملتفة
فيها يضيع السالك المتبصر
وإذا أحاديث النبي مناظر
ممسوخة.. منها الحجي يتذمر
وإذا المبادئ لا تسير لغاية
وإذا المطامع بالمبادئ تعثر
وتناست الأجيال عهدك غفلة
يوماً ليذكرك الزمان فيشكر
وصداك يخترق الدهور مدوياً
وشذاك فيها الخالدات تعطر
يفنى الربيع بورده وغديره
وربيع ذكرك عاطر متفجر
في كل شامخة لمجدك شارة
وبكل رائعة لفضلك مظهر
قد كافحتها الحادثات فلم تزد
إلا جمالاً عن جلالك يخبر
رامت لتطفئ نور فضلك فانطفت
والليل يطويه الصباح المسفر
سايرت ظل الدولتين مجانباً
فتناً بها عهداهما يتمور
ورأيت كيف الظلم يترك مألفاً
قذراً.. ليحضنه محيط أقذر
ورأيت كيف الحق ينتحل آسمه
زوراً.. وكيف به المظالم تفخر
وتباهل السفاح في تشييده
ملكاً بثارات الحسين يدبر
حتى إذا خضع القياد لحكمه
قلب المجن لكم وبان المضمر
وأقام للمنصور أبطش دولة
تنهى بما يوحي الجنون وتأمر
وعلى جماجم آل بيت محمد
أسوار بغداد تشاد وتعمر
وأتاك موغور العداوة عاثراً
بمواقف فيها العداوة توغر
قد رام أن تهوي بمجدك فالتوى
وهوى به تاريخه المتجبر
وسعى إليك بشربة مسمومة
فيها استراح ضميرك المتضجر
رحم الله المجتهد الفقيه والأديب التقي آية الله السيد محمد جمال الهاشمي وجزاه الله خيراً على هذه المديحة البديعة لمولاه ومولانا سادس أئمة العترة المحمدية جعفر الصادق – عليه السلام – إستمعتم لها مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، ضمن لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) تقبل الله أعمالكم ودمتم في رعاية سالمين.