بسم الله و الحمد لله و السلام على مطالع نور الله و أبواب رحمة الله و معادن حكمة الله الحبيب المصطفى رسول الله و آله الهداة إلى الله .
السلام عليكم مستمعينا الأكارم و رحمة الله .
أزكى تحية مباركة طيبة نقدمها لكم في مطلع لقاء اليوم من هذا البرنامج ، نتقرب إلى الله عزوجل فيه بقراءة أبيات من قصيدتين من غرر القصائد الولائية في رثاء ثامن أئمة العترة المحمدية الصديق الشهيد علي بن موسى الرضا – صلوات الله عليه – .
نلتقي في القصيدة الأولى و هي من إنشاء الأديب الولائي المبدع الحاج عبد الحسين شكر النجفي – رضوان الله عليه – بإشارات لطيفة إلى جميل رضا الإمام الرضا –عليه السلام– بالتقدير الإلهي في تحمل الصعاب من أجل حفظ دين الله الحق و نلتقي في القصيدة الثانية و هي من إنشاء العالم الزاهد الشيخ عبد المنعم الفرطوسي – قدس سره – بتفجر مشاعر الولاء الصادق و هي تعبر عن العرفان بالجميل و شكر الألطاف الرضوية. تابعونا على بركة الله .
نبدأ بالمرثية الرضوية للعبد الصالح الحاج عبد الحسين شكر المتوفى سنة ۱۲۸٥ للهجرة و هو يصور لنا أبعاد جريمة اغتيال أيدي الغدر العباسي لشمس الهداية الإلهية و أنيس قلوب أهل الإيمان ، قال – رضوان الله عليه – :
ماذا أطل عوالم التكوين
فتجلببت آفاقها بشجون؟!
هل قامت الأخرى فأظلم أوجها
و دهى الزمان و أهله بمنون ؟!
أو غاب عنها بدرها أو هل مضى
شمس الهداية من بني ياسين ؟!
من معشر صيد بهم رب العلا
قد قال للأشياء طرا : كوني
لله رزء هد أركان الهدي
من بعده قل للرزايا : هوني
لله يوم لابن موسى زلزل الس
بع الطباق فأعولت برنين
حطمت قناة الشرع حزنا بعده
و بكت بقاني الدمع عين الدين
يوم به أشجى البتولة خائن
يدعى بعكس الأمر بالمأمون
يوم به أضحى الرضا متجرعا
سما بكأس عداوة و ضغون
جعلوه في عنب و رمان لكي
يخفى على علام كل مصون
أو ما دروا أن الخلائق طوعه
في عالم التكوين والتدوين ؟!
لكنه لما دعاه من ارتضى
مثوى له في دار عليين
فقضى عليه المجد حزنا إذ قضي
و الدين ناح و محكم التبيين
فمن المعزى المرتضى أن الرضا
نال العدى منه قديم ديون
لله متفقد عليه تجلبب ال
دين الحنيف أسى ثياب الهون
يا ضامن الجنات يدخل من يشاء
فيها ، و من قد شاء في سجين
خذني إلى مثواك في الدنيا وفي ال
أخري إلى مأواك عليين
و صحيفتي مشحونة وزرا ففض
لأنجني في فلكك المشحون
رزقنا الله و إياكم أيها الأطائب و الأديب الحاج عبد الحسين شكر رضوان الله عليه الشفاعة الرضوية بأعلى مراتبها ، إنه جواد كريم .
أيها الإخوة و الأخوات ، و من قصيدة رضوية للعالم الزاهد و الأديب المجاهد الشيخ عبد المنعم الفرطوسي المتوفى سنة ۱٤۰٤ للهجرة ، نقرأ قوله – رضوان الله عليه – في رثاء غريب الغرباء – عليه السلام –:
تفجر أيها الطرف القريح
بما يوحي لك القلب الجريح
و صغ من دمعك القاني وقلبي
نشيدا كل ما فيه ينوح
و جدد لي المصيبة في إمام
له جفن الهدى حزنا قريح
قضى بالسم مظلوما شهيدا
و في أحشائه منه قروح
به المأمون خان العهد حتى
سقاه السم و هوله نصوح
إليك أبا الجواد الطهر خفت
بقلبي من ولائكمو سبوح
وقفت على الضريح فثار وجدي
وهيج لوعتي منك الضريح
و أسندت الضلوع إلى ضريح
به تشفى من القلب الجروح
شفيع المذنبين إليك وافى
محب في ولائكمو صريح
فقير مذنب في الحشر يرجو
شفاعتكم و منكم يستميح
و بهذه الأبيات من قصيدة العالم التقي الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ننهي أيها الأكارم حلقة اليوم من برنامجكم مدائح الأنوار استمعتم لها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في إيران.
تقبل الله منكم طيب الإصغاء و دمتم في رعايته سالمين.