البث المباشر

قصيدة في رثاء السبط المحمدي الأكبر الإمام الحسن المجتبى- السيد محسن الأمين العاملي

الثلاثاء 17 ديسمبر 2019 - 11:13 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- مدائح الانوار: الحلقة 583

بسم الله وله خالص الحمد إذ جعلنا من أمة سيد النبيين، المصطفى الأمين، ومن شيعة عترته المعصومين، صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله..
مصيبة فقد النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – هي المصيبة العظمى التي فجعت المؤمنين وهم يستذكرون ما تحمله – صلى الله عليه وآله – على مدى ثلاثة أعوام من سم اليهودية، كما جاء في الخبر المأثور المروي في مصادر المسلمين بمختلف مذاهبهم، ومن سموم أخرى لاحقة؛ لقد رحل – صلى الله عليه وآله – وهو يشكو لربه الجليل باكياً من أشكال الجفاء الذي صب على أهل بيته الطاهرين من بعده لا سيما بضعته الصديقة الزهراء – صلوات الله عليها..
هذا هو محور الأبيات التي إخترناها لهذا اللقاء من قصيدة لأحد أدباء الولاء المعاصرين في رثاء المصاب النبوي الأعظم، ثم نقرأ لكم بعدها أبياتاً من قصيدة في رثاء السبط المحمدي الأكبر الإمام الحسن المجتبى – سلام الله عليه – أنشأها العالم الموسوعي الأديب آية الله السيد محسن الأمين العاملي – رضوان الله عليه -.
نبدأ أيها الإخوة والأخوات بالأبيات التالية في رثاء سيد الرسل – صلى الله عليه وآله – من قصيدة لأحد الأدباء المعاصرين يقول فيها؛

قلبي لفقد رسول الله قد صدعا

وأي قلب رعاك الله ما جزعا

خطب يهون فينا كل فاجعة

حلت بأيد عصام الصبر فانقطعا

يوم به تندب الزهراء والدها

حزنا لأحزان كل الخلق قد وسعا

أين النبيون مما صاب فاطمة

والمرسلون ليأتوا للمصاب معا

هذا علي واملاك السما معه

حول النبي وطرف الدين ما هجعا

يبكون أحمد خير الأنبياء ومن

سر المهيمن في معناه قد جمعا

يبكي الوصي علي أحمداً بدم

من الفؤاد كسيب الغيث إذ همعا

أشجي الحسين وأشجي صنوه حسناً

رزء بمثل شجاه الدهر ما سمعا

فالشمس كاسفة والبدر في دهش

والأرض مائرة والنجم ما سطعا

هذا النبي مسجىً والطغام على

نبذ الكتاب أقاموا الزيغ والبدعا

لو كان فيهم أخو دين لما انخدعا

بالمغريات من الدنيا وما طمعا

كل عن الحق مشغول بما منيت

به النفوس إذا داعي الضلال دعا

يا فاطم الطهر من قلبي منضدة

ثكلي تواسيك للخطب الذي فجعا

تقبليها بلطف منك سيدتي

واشفعيها إذا ما عز من شفعا


مستمعينا الأفاضل، وفي رثاء الإمام الحسن المجتبى – عليه السلام – الذي ورد في بعض الروايات أن وفاته إقترنت بذكرى وفاة جده المصطفى – صلى الله عليه وآله – نقرأ لكم الأبيات التالية من قصيدة لآية الله السيد محسن الأمين العاملي، يقول فيها – رضوان الله عليه -:

لهفي على الحسن الزاكي وما فعلت

به الأعادي وما لاقى من المحن

سقته بغياً نقيع السم لا سقيت

صوب الحيا من غوادي عارض المزن

فقطعت كبداً للمصطفى ورمت

فؤاد بضعته الزهراء بالحزن

وللحسين حنين من فؤاد شجىً

بالوجد مضطرم بالحزن مرتهن

لله رزء ابن بنت المصطفى فلقد

أضحى له الصبح عن نصب الدليل غني

إمام حق من الله العظيم له

رياسة الدين والدنيا على سنن

الزاهد العابد الأواب من خلصت

لله نيته في السر والعلن

والواهب المال لا يبغي عليه سوى

ثواب بارئه الرحمان من ثمن

قد قاسم الله ما قد كان يملكه

منه ثلاثاً بلا خوف ولا منن

والقاصد البيت لم تحمله راحلة

خمساً وعشرين والنحار للبدن

وذوي المناقب لا يحصي لها عدداً

يراع ذي فطن أو قول ذي لسن

أوصى بعترته الهادي وأكد ما

أوصى وجذرنا من غابر الفتن

لم يبغ أجراً له إلا المودة في الـ

قربى، فجاوزه بالبغضاء والإحن

ثارات بدر ويوم الفتح أدركها

من آل طاها بنو عبادة الوثن

رزء تهون له الارزاء أجمعها

عن عظمه وهو حتى اليوم لم يهن

يا آل أحمد لا ينفك رزؤكم

يهيج لي ذكر أشجان تؤرقني

أنتم سفينة نوح والنجاة بكم

وليس في البحر من منج سوى السفن

ديني ولاكم وبعد الموت حبكم

ذخري إذا صرت رهن اللحد والكفن

الله أنزل فيكم وحيه وعلى

ولائكم بني الإسلام حين بني


مستمعينا الأطائب.. كانت هذه طائفة من أبيات قصيدة أنشأها العالم الموسوعي الأديب السيد محسن الأمين العاملي – رضوان الله عليه – في رثاء مولانا السبط المحمدي الأكبر الحسن الزكي المجتبى صلوات الله عليه.
وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) قدمناه لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، شكراً لكم وفي أمان الله.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة