بسم الله وله الحمد على جميل صنعه وعظيم نعمائه تبارك وتعالى نور الأنوار وصلواته المترادفات آناء الليل وأطراف النهار على قدوة الأبرار وأسوة الأخيار حبيبنا الهادي المختار وآله الأطهار.
السلام عليكم مستمعينا الأكارم ورحمة الله وبركاته..
للشهيد الخالد المجاهد المتعبد عبد الله بن عفيف الأزدي موقف خلده تأريخ الملحمة الحسينية في خالص النصرة لسيد الشهداء – صلوات الله عليه – فقد جاءت نصرته للدم الحسيني المقدس لتقدم للمؤمن مثالاً سامياً للغيرة الإيمانية التي تقتحم كل عقبة في نصرة سيد الإباء – عليه السلام.
كان الشهيد عبد الله بن عفيف الأزدي من خيار أصحاب أميرالمؤمنين الإمام علي – عليه السلام – وقد جاهد تحت رايته البيضاء عساكر الناكثين والقاسطين والمارقين حتى فقد عينيه وصار معذوراً عن الجهاد وتفرغ للعبادة، ولكن ذلك لم يمنعه من أن ينتفض ليقول كلمة الحق بوجه السلطان الجائر عندما كان يتعبد في مسجد الكوفة فسمع الطاغية عبيد الله بن زياد يعلن خبر مقتل الحسين وصحبه – عليهم السلام – من على منبر المسجد ويتفوه بكلمة الكفر مسيئاً لأئمة الحق – عليهم السلام – إنتفض هذا المجاهد وأسمع الحاضرين كلمة الحق ولعن الطاغية إبن زياد وسيده وحزبه، ثم قاتل جلاوزته عند هجموا عليه في داره رغم فقدانه البصر مستعيناً بإبنته التي كانت تخبر بمواقع الجلاوزة، كما ورد في الرواية المعروفة، ولم يستسلم حتى مضى – سلام الله عليه – شهيد قول كلمة الحق، كلمة النصرة للحسين – عليه السلام – بوجه عتاة بني أمية.
في هذا اللقاء من البرنامج نقرأ لكم، أيها الأكارم، أبياتاً من قصيدة مهداة لهذا الشهيد الغيور أنشأها الأديب الولائي المعاصر ضياء بدران، الشهير بأبي يقين البصري، وقال فيها على لسان شهيد النصرة للحسين – عليه السلام – عبد الله بن عفيف الأزدي وهو يفصح لنا عن لواعج روحه الحسينية؛
ووقفنا مع الحسين نشيداً
يملأ الأرض والسماء خطابا
ورمينا رؤوسنا للسيف زاداً
لذيذاً وحده ما أصابا
وارتقينا مع النشيد الإلهي
علواً وثورة وكتابا
ووفاءً يهون النزف دهراً
كيما يزيح الضبابا
وأخذنا ذاك التراب المندى
بدم الطهر كي يكون خضابا
ولغت في دمي سيوف الأعادي
ورمتني قسيها أضرابا
أطفأت ناظراً لتحجب عني
بغبار وتغلق الأبواب
ورأت أنها ستخمد صوتي
ما استطاعت، أتخرس الأقطابا؟
خسئت ها أنا أعز ذماراً
بدمي أمخر البحار عبابا
وأغذي الأجيال من صحوة قلب
لتمضي إلى العلى أسرابا
وأفادي السماء روحاً وقلباً
وعلواً وغيرةً واصطحابا
ها أنا في المخاض نجل عفيف
عفتي ناظري وغيثي إنصبابا
أنا من ثورة الحسين ضميري
وهواي الصراع لا لن أهابا
شدني حيدر بدرع من الصبر
وسقاني لأملأ الأنخابا
بدم لم يزل يطل على الأرض
وسهم مدى الزمان أصابا
فأشهقي يا نجوم من صرخاتي
وأسمعي يا سماء عني عتابا
فأنا نذرك المعد سأعطي
فرحي فأقبليه مني لبابا
وأنا في خطا الحسين مسير
سوف أمضي ولن أتيه إغترابا
يا لجرح الحسين كوثر قدس
منح الخلد لونه وأثابا
يشرب الكون من ضفاف عطاياه
نميراً فيستجد شبابا
ويمد الزمان ماطره الثر
دهاقاً فكم يفيض سحابا
أيها المانح الحياة دماءً
تملأ الأرض والسما أسبابا
فتحيط الآفاق من سر مجد
صافح العرش نوره فأجابا
نحو فتح ينال ناصية الكون
ويمحو الأوثان والأنصابا
قرأنا لكم في هذه الدقائق مستمعينا الأطائب أبياتاً مختارة في مدح الشهيد الحسيني الغيور، عبد الله بن عفيف الأزدي – رضوان الله عليه – من قصيدة أهداها له الأديب الولائي المعاصر الأخ أبو يقين ضياء بدران البصري.
وبهذا ننهي لقاء اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.. شكراً لكم وفي أمان الله.