بسم الله وله الحمد والثناء والمجد والكبرياء ذوالفضل والآلآء وأزكى صلواته وتحياته على صفوته الرحماء حبيبه المصطفى سيد الأنبياء وآله مصابيح الهدى وكنوز النعماء.
السلام عليكم مستمعينا الأعزاء ورحمة الله وبركاته..
معكم في هذا اللقاء المتجدد مع مدائح الأنوار الإلهية وقد إخترنا لكم فيها قصيدتين من ديوان الشعر الحسيني للأديب الولائي المبدع الأخ أركان التميمي نشرتا على موقع (جنة الحسين عليه السلام) على شبكة الإنترنت، وكلاهما تحملان نفحات طيبة من إبداعات الشعر الولائي في جميل العرض القصصي للحوادث التأريخية، تابعونا على بركة الله.
أيها الأطائب، في القصيدة الأولى يقدم لنا أخونا الأديب الولائي أركان التميمي حكاية شعرية قصيرة مستلهمة من رواية شريفة نقلت في المصادر المعتبرة عند مختلف الفرق الإسلامية وملخصها أن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – كان يقبل السبط الأكبر الحسن المجتبى – عليه السلام – من فمه الشريف، ويقبل شقيقه الحسين – عليه السلام – من نحره المقدس، مخبراً عن شهادة الحسن بالسم وشهادة الحسين بالذبح.. يقول أخونا الأديب التميمي؛
لأيام الطفولة أي طهر
يزيد نقاؤه عن سلسبيل
حسين السبط حين يكف دمعاً
ويشكو همه عند البتول
ويسألها أيا أماه شمي
أريح في فمي؟ أماه قولي
فقالت فاطم: ريح زكي
كريح المسك يذهب بالعقول
أرى جدي يشم النحر مني
إذا ما جئت بالدمع الهمول
ولكن إن أرى حسناً بفيه
يقبله بتقبيل طويل
فهل يجد الرسول بلثم ثغري
كريهاً لا يروق إلى الرسول
فضمت فاطم شكوى حسين
لتشكو للأب البر الوصول
فقال: أفاطم يا نور عيني
وغص بدمعه الثر الهطول
لثغر السبط قد قبلت لما
علمت سيقضى بالسم القتول
وقبلت الحسين بحيث منه
سيبرى الرأس بالسيف الصقيل
ويذبح ظامئاً ظلماً حسين
بجنب الماء في خطب مهول
فثغر السبط موضع سقي سم
ونحر أخيه نهب للنصول
مستمعينا الأفاضل، في القصيدة الثانية يصور أديبنا المعاصر الأخ أركان التميمي أول زيارة قامت بها العقيلة الحوراء زينب الكبرى عليها السلام لقبر الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد عودتها من رحلة الشهادة والسبي، فما الذي بثته لها من مكنون قلبها الجريح؟
يقول أخونا التميمي حفظه الله؛
وعند ضريح فاطمة المعفى
لزينب مدمع ما زال وكفا
دموع في المحاجر ليس ترقا
ونار في الأضالع ليس تطفى
أيا أماه يا زهراء قومي
لنعقد مأتماً للسبط وقفا
رجعت إليك ناعية حسيناً
فقد لاقى بأرض الطف حتفا
وحيداً قد أحاطته المنايا
بجيش عده سبعون ألفا
فليتك تنظرين أخي حسيناً
وجرح القلب قد أعياه نزفا
أيا أماه في الميدان أضحى
يجود بنفسه قد خار ضعفا
يعاين عن يمين أو شمال
ويحذر غدرهم فيعود خلفا
وطرف نحو قاتله حذاراً
ونحو خيامه قد مد طرفا
وأعظم ما ينوء به لساني
ويثقل شرحه نعتاً ووصفا
على صدر الحسين رقى لعين
وأخف سيفه في النحر خطفا
وأجروا خيلهم من بعد ذبح
ترض عظامه صدراً وكتفا
وأعلوا رأسه من فوق رمح
كبدر التم قد ساموه خسفا
ولو تدرين ما قد حل فينا
وقد قطعوا من العباس كفا
ولكن ما تخلى عن أخيه
بعهد أخيه يا أماه وفى
على نهر الفرات قضى ظميئاً
يرى دون الوفا لو ذاق رشفا
كانت هذه – أيها الإخوة والأخوات – قصيدة مؤثرة للأديب الولائي المعاصر الأخ أركان التميمي جزاه الله خير في تصوير نعي الحوراء زينب شهادة شقيقها الحسين لأمها فاطمة سلام الله عليهم أجمعين وهي تزور قبرها عند عودة ركب السبايا في رحلة الأسر.
وبهذا ننهي حلقة اليوم من برنامجكم (مدائح الأنوار) إستمعتم له مشكورين من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، تقبل الله أعمالكم ودمتم بكل خير.